منصات عسكرية مسيّرة تعمل ضمن فيلق واحد (المصدر: defenceturk) (Others)
تابعنا

قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن إن التكنولوجيا تعمل على تغيير طرق خوض الحروب، مشيراً إلى أن الروبوتات ستلعب دوراً كبيراً في الجيوش والقوات البحرية والجوية حول العالم خلال العقد المقبل أو نحو ذلك، وفقاً لما نقله موقع بيزنيس إنسايدر.

وصرح ميلي لمؤسسة مجموعة أوراسيا في بثّ إذاعي بأن العالم يمر بـ"تغيير جوهري في طبيعة الحرب". وأوضح أنّ طبيعة الحرب تتضمن عناصر مثل التكتيكات والأسلحة والتقنيات والمنظمات والإدارة، عكس "طبيعة الحرب" التي وصفها ميلي بأنها تعني القوى المحركة للبشرية والعلاقات داخل الدولة.

وتابع ميلي: "طبيعة الحرب تتغير باستمرار. إنها تتغير في كل مرة يكون لديك فيها سلاح جديد وما إلى ذلك. لكن بشكل أساسي، لا يتغير إلا مرة واحدة كل فترة. واليوم نحن نمرّ بأهمّ وأكبر تغيير جوهري في طبيعة الحرب. وفي الحقيقة، هذه المرة التغيير مدفوع بالتكنولوجيا".

هل تغيّر التكنولوجيا شكل حروب المستقبل؟

وإلى جانب قدرات الاستشعار التي غيّرت طريقة هجمات الجيوش، فإن "القدرة على الضرب بالذخائر الدقيقة لا تشبه أي شيء شهده الإنسان من قبل"، وفقاً لما يقوله الجنرال ميلي الذي شدّد على دور الروبوتات على وجه التحديد، وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة وعديداً من الجيوش المتقدمة في العالم تختبر السفن والدبابات غير المأهولة.

وتوقع ميلي أنه في غضون الأعوام الخمسة عشر القادمة، إن لم يكن قبل ذلك، "ستشاهد أجزاءً كبيرة من الجيوش والقوات البحرية والقوات الجوية تتحول إلى قوات روبوتية"، مشيراً إلى أنه يوجد بالفعل بعض الأمثلة على الأنظمة الروبوتية أو غير المأهولة داخل الجيش الأمريكي، مثل الطائرات المسيرة، لكنّ مزيداً من الأنظمة قيد الإعداد.

كما سلط الجنرال مارك ميلي الضوء على دور الذكاء الصناعي كتطبيق عسكري. وأوضح أنّ الذكاء الصناعي لديه القدرة على استيعاب كمية هائلة من المعلومات حول جيش مستخدمه وجيش الخصم، مما قد يساعد على منح القوات ميزة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات في المعركة.

أسلحة مستقلة تدخل ساحة القتال

تحولت الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عام إلى مسرح تقني متطور لتحويل منتجات أفلام الخيال العلمي إلى واقع نعيشه اليوم. ولم تثبت الحرب أن بعض الأسلحة الأساسية في الحرب، مثل الدبابات والطائرات المقاتلة والمدافع، بات ضعيفاً بشكل مدهش في حروب اليوم وحسب، بل أعطت فرصة أخرى للأنظمة والمركبات الجوية المسيّرة لإثبات قدراتها مجدداً، فضلاً عن أنها فتحت نافذة على الأنظمة البحرية والبرية الأخرى التي دخلت الخدمة مؤخراً.

وبالإضافة إلى المركبات غير المأهولة التي يقودها البشر من بُعد، شهدت السنوات القليلة الماضية شروع دول عظمى في إدماج تقنيات الذكاء الصناعي ضمن أنظمة منصاتها المُسيّرة للخروج بأفضل الأسلحة والمنظومات القتالية التي ستعزّز ترسانتها الخاصة بحروب المستقبل التي ستديرها الروبوتات والآلات، باعتبار أن الروبوتات المقاتِلة لا تُصاب بالتعب والإرهاق، وتستطيع تنفيذ مهامّ ومناورات أكثر خطورة مقارنة بالأنظمة التقليدية التي يقودها البشر.

ومع تنامي قدرات الروبوتات والمنظومات القتالية على نحوٍ غير مسبوق عقب إدماجها بتكنولوجيا الذكاء الصناعي، تعالت الأصوات المطالِبة بوقف مثل هذه المشاريع والحدّ من انتشار هذه الأسلحة على نطاق واسع خوفاً من أن يُرهن مستقبل العالم بيد الروبوتات المقاتِلة ذاتية التحكّم يوماً ما، إذ دعت 30 دولة على الأقل إلى فرض حظر عالمي شامل على الروبوتات المقاتلة.

كيف تستعدّ تركيا لهذا النوع من الحروب؟

على طريق نيل استقلالها الدفاعي، لم تخطُ تركيا خطوات نوعية في الصناعات الدفاعية المحلية واقتحام سوق السلاح العالمية وحسب، بل نجحت أيضاً في توظيف التكنولوجيا الحديثة في المجالات العسكرية والاتصالات للخروج بأسلحة ومعدات وأنظمة مسيّرة حديثة ومتطورة ذات قدرات عالية أثبتت كفاءتها فوق أكثر من ساحة قتال إقليمية ودولية.

وعلى الرغم من كل الإنجازات التي حققتها شركات الصناعات الدفاعية التركية في هذا المجال، ما زالت أنقرة تواصل جهودها في دفع عجلة التكنولوجيا العسكرية خطوة أخرى إلى الأمام لتكون مستعدة لخوض حروب المستقبل منذ اليوم. ولأجل ذلك، نجحت الشركات التركية في إدخال الرقمنة والذكاء الصناعي إلى كل الأنظمة تقريباً، بدءاً من الطائرات المسيّرة والدرون الانتحارية وغيرها، مروراً بالمركبات البرية متعددة المهامّ غير المأهولة، وصولاً إلى القطع البحرية المسيّرة.

ولم يقتصر الأمر على إنتاج منتجات عسكرية غير مأهولة فردياً، بل جرى العمل على ابتكار نظام متطور يُسمَّى "منظومة الوحدة الرقمية"، التي ستمكّن المركبات الجوية والبرية والبحرية المسيّرة من أداء المهامّ العسكرية جماعياً، من خلال تنسيق جميع هذه المنصات بوحدة تحكم واحدة ومشغل واحد.

TRT عربي
الأكثر تداولاً