أعلن الجيش الروسي الأربعاء أنّه أجرى أول تجربة ناجحة على النسخة الثانية من صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "سارمات"، وهو سلاح من جيل جديد ومداه بعيد جداً ووصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّه "لا مثيل له".
وأظهر التلفزيون الروسي لقطات لبوتين وهو يستمع إلى إفادات من الجيش بشأن إطلاق الصاروخ من بليسيتسك في شمال غرب البلاد ليضرب أهدافاً في شبه جزيرة كامشاتكا في أقصى الشرق. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها بأن الرؤوس الحربية التدريبية وصلت إلى منطقة محددة في معسكر "كورا" في شبه جزيرة كامتشاتكا، لافتة إلى أن هذه هي أول عملية إطلاق خلال برنامج اختبارات "سارمات".
ويلقب هذا الطراز من الصواريخ روسية الصنع إعلامياً بـ"الشيطان"، حيث يعزز القدرات الباليستية للجيش الروسي، ويضع البلاد في مركز متقدم في سباق التسلح بهذا النوع من الأسلحة. ويأتي إعلانه رداً على برنامج "الردع العالمي السريع" الذي أطلقته الولايات المتحدة بداية الألفية الثالثة، وتسعى من خلاله إلى تملك القدرة بتوجيه ضربات صاروخية لأي مكان في العالم في أقل من ساعة.
صاروخ "لا مثيل له"
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة عقب التجربة الصاروخية، بأن: "هذا حقّاً سلاح فريد سيعزّز القدرة العسكرية لقواتنا المسلّحة، وسيضمن أمن روسيا في مواجهة التهديدات الخارجية وسيدفع أولئك الذين يحاولون تهديد بلدنا بخطاب متفلّت وعدواني إلى التفكير مرتين".
وتخص التجربة الصاروخية التي نفذها الجيش الروسي الأربعاء اختبار النسخة الثانية من صواريخ "سارمات" الباليستية العابرة للقرات. والتي كان بوتين قد تفاخر وقت الإعلان عنها سنة 2019، بأنها صواريخ "لا حد لها في المدى" وقادرة على "التصويب على أهداف تعبر القطب الشمالي وكذلك القطب الجنوبي".
وأشار المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إلى أن "سارمات 2" يعتبر صاروخاً روسي الصنع بالكامل، مؤكداً أن مواصفاته أتاحت توسيع قائمة الأسلحة التي يمكن تجهيزه بها، فيما يخص عدد الرؤوس الحربية وأنواعها على حد سواء، بما يشمل رؤوساً فرط صوتية. هذا ما يمكنه من تفادي جميع أنظمة الدفاع الجوي الموجودة حالياً.
ما مواصفات "سارمات 2"؟
يمثل صاروخ "سارمات RS-28" النسخة الثانية المحدَّثة عن سابقتها "سارمات RS-26"، وهي صواريخ باليستية ضخمة عابرة للقارات الروسية الصنع، تستخدم الوقود السائل في تحليقها. وبدأ تطوير هذه السلسلة من الصواريخ سنة 2009 من طرف مكتب الأبحاث الدفاعية الروسي "ميكاييف". ويلقب هذا الصاروخ إعلامياً بـ"الشيطان".
ويمكن لصاروخ "سارمات 2" حمل 10 رؤوس فرط صوتية نووية، ويمتاز بقدرته الكبيرة على المناورة أثناء تحليقه والتشويش على أنظمة الدفاع الجوي، وبالتالي يستعصي عليها إسقاطه، ذلك رغم وزنه البالغ 200 طن. فيما يصل مدى هذا الصاروخ إلى 11 ألف كيلومتر، وقطع في تجربة يوم الأربعاء ما يفوق 5000 كيلومتر بين بليسيتسك في شمال غرب البلاد وشبه جزيرة كامشاتكا في أقصى الشرق.
ويمتاز هذا الصاروخ بقوة تدميرية كبيرة، إذ يمكنه تدمير دول بأكملها. وحسب الخبير الدفاعي جاي مارتن فإنه: "لا يمكن لسارمات تدمير كل أشكال الحياة على الأرض، لكنه قادر على القضاء على دولة صغيرة". وتزعم وسائل الإعلام الروسية بأن لهذا الصاروخ القدرة على تدمير دول بمساحة ولاية تكساس أو فرنسا.
