(Valerie Macon/AFP)
تابعنا

قالت عدّة مواقع أمريكيّة مختصّة في الفن والسينما إنّ فيلم "الأبديون" (Eternals)، الذي سجّل أرباحاً في يوم عرضه الأوّل تفوق 7.6 مليون دولار، سُحِبت تراخيص عرضه في السعودية وقطر والكويت والبحرين وعمان.

وكان من المقرّر للفيلم أن يرى النور للمرة الأولى بدور العرض بمنطقة الشرق الأوسط الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني.

وبينما لم تصدر حتّى اللحظة أسباب رسمية من قِبل القائمين على الفيلم أو من هيئات الرقابة في البلاد المذكورة، تحدّث مراقبون ونقّاد عن الأسباب المحتملة الّتي أدّت في نهاية المطاف إلى حظر الفيلم فيما يصفه البعض بـ"الصراع الأيديولوجي والفكري بين السينما والمجتمعات".

قصة الفيلم

يتناول "الأبديون" (Eternals) قصة مجموعة من الأبطال الخارقين الذين يعيشون على الأرض منذ آلاف السنين، ساعدوا خلالها البشر بشكلٍ خفيّ، دون أن يكتشف أمرهم أحد.

والفيلم للمخرجة كلوي تشاو، وهو من بطولة ريتشارد مادن، جيما تشان، كميل نانجياني، سلمى حايك، ما دونغ سوك، باري كيغان، أنجلينا جولي وكيت هارينغتون.

وتبدأ أحداث الفيلم قبل ملايين السنين، عندما جاء "السماويون" (Celestials) إلى الأرض لإجراء اختبارات على أسلاف الإنسان، ومنها استطاعوا "إنشاء" بشر عاديين، وكائنات أخرى "خارقة" وهم "الأبديون" الذين يتمتّعون بإمكانيات وصفات استثنائية.

فيما نتج عن تلك التجربة مجموعة أخرى من الكائنات وهم الـ"منحرفون" (Deviants)، بسبب جينوم متحوّر أدّى، عن غير قصد، إلى تشوّهات وطفرات في أشكالهم وبنيتهم وشخصيتهم، وتسبّب بدوره في نشوب عداوة بينهم وبين الأبديين الذين يحاولون مساعدة وإنقاذ البشرية على نحو خفي.

وفي الإعلان التشويقيّ للفيلم، نرى مجموعة من الناس يحدّقون نحو السماء باتجاه "سفينة فضائيّة" تحمل الـ"أبديين" على متنها. وهو ما فسّره البعض أنّهم يضطرون على ما يبدو إلى إظهار أنفسهم للناس الذين يدافعون عنهم.

ويقول نقّاد أنّ الفيلم يستوحي أساطيره وأبطاله عبر دمج آلهة الإغريق والرومان، وهو أمر معهود على مؤلّف القصة الأصلية جاك كيربي.

تعديلات رفضتها "ديزني"

طالبت الهيئات الرقابية في السعودية والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت بسلسلة من التعديلات وحذف لمشاهد من فيلم "الأبديون" لقبول عرضه في بلادهم.

ولم يكن طلبهم مستساغاً لدى "والت ديزني" للترفيه، الموزّع الرئيسي للفيلم الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، ورفضت إجراء أي تعديل عليه، ما أدّى في نهاية المطاف إلى عدم إصدار شهادات التوزيع للفيلم في البلاد المذكورة.

وذكر موقع "هوليوود ريبورتر" أنّ دور السينما في تلك البلدان أزالت المواعيد والإعلانات الترويجيّة التي خُصِّصت للفيلم، بينما لا تزال الشاشات في الإمارات ومصر والأردن ولبنان تؤكّد عرض الفيلم في موعده، بعد حذف مشاهد حميمية مختلفة.

ووفقاً لموقع "ديدلاين" المختصّ في الفن والسينما، فإنّ دور العرض في تلك الدول وكذلك استوديوهات ديزني لم تتحدّث عن سبب حظر الفيلم.

صراع السينما والمجتمعات

تشير مصادر "هوليوود ريبورتر" إلى أنّ قرار الحظر اتُّخِذ على الأرجح بسبب مشاهد تتعلّق بأبطال مثليي الجنس، تبادلوا القبلات وتخلّلت أحداث الفيلم مشاهد حميمية بينهم.

فيما أضاف نقّاد آخرون بُعداً آخر لأسباب حظر "الأبديون" في المنطقة الخليجية، وهو الصراع الفكري بين تلك المجتمعات وسينما هوليوود الغربية التي لا تعرف سقفاً لأفكار وشخصيات أفلامها، ولا تمثّل تلك الأفلام مجرّد أحداث عابرة، بل تحمل في طيّاتها مذهباً فكريّاً وتوجّهاً أيديولوجيّاً يرى البعض أنّ الغرب يسعى إلى تمريره إلى المجتمعات المحافظة غير المنفتحة على مثل تلك الأفكار.

ويقول موقع "هوليوود ريبورتر" إنّه سبق وأن سحبت دور السينما في هذه الدول الكثير من الأفلام التي تحتوي على مشاهد تتعلّق بالمثلية الجنسية، حيث حظرت العام الماضي الهيئات الرقابية في الكويت وعمان والسعودية فيلم "أونرد" من إنتاج استوديوهات "بيكسار"، وذلك على خلفية مشاهد تشير إلى علاقة مثلية.

فيما حظرت قطر والكويت فيلم "الأبديون" باعتباره يجسّد "آلهة خارقة"، في حين لم تكن مشكلة الفيلم بالنسبة لتلك البلدين تتعلّق بمشاهد حميمية بين مثليي الجنس فحسب، بل بمشكلة أخرى وهي تصوير الآلهة والأنبياء، والذي يُعد أمراً مرفوضاً في المجتمعات الشرقية.

وفي عام 2017، حظرت لبنان رسمياً فيلم "المرأة الخارقة" (Wonder Woman) بعد ضغط من قِبل "الحملة اللبنانية لمقاطعة داعمي إسرائيل"، وذلك لكون الممثّلة الرئيسيّة في الفيلم إسرائيلية الجنسية وجندية سابقة في الجيش الإسرائيلي، وأعقب ذلك حظر الفيلم نفسه في تونس.

TRT عربي
الأكثر تداولاً