فشلت بميادين سابقة.. هل تغيّر دبابات أبرامز الأمريكية مشهد الحرب بأوكرانيا؟ (Others)
تابعنا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أن أول دفعة من دبابات "أبرامز" الأمريكية وصلت إلى كييف، وهو تسليم حاسم في وقت تخوض فيه القوات الأوكرانية قتالاً شرساً على الخطوط الأمامية مع روسيا بعد أشهر من التحرك البطيء للهجوم المضاد.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن اثنين من مسؤولي الدفاع الأمريكيين أن "أول دفعة من دبابات أبرامز أمريكية الصنع قد سُلّمت إلى أوكرانيا". وقال المسؤولان إن "الدبابات شُحنت إلى أوكرانيا السبت الماضي كدفعة أولى من بين 31 دبابة، وعدت إدارة بايدن سابقاً بإرسالها إلى كييف"، من دون تحديد عدد الدبابات التي سُلّمت حتى الآن.

وعلى وقع هذا الإعلان، أثير العديد من التساؤلات بشأن مدى قدرة هذه الدبابات من إحداث تغيير ملموس على الأرض قبل معركة الشتاء المقبلة، وما الذي يجعلها مختلفة لتجنّب فشل نظيرتها الألمانية ليوبارد، فضلاً عن التشكيك بتاريخها الميداني في كل من العراق وأفغانستان.

الدبابة الأمريكية أبرامز

إلى جانب ألمانيا وبريطانيا اللتين أعلنتا إرسالهما خيرة دباباتهما، ليوبارد وتشالنجر، أعلنت واشنطن في يناير/كانون الثاني 2023 أنها ستزود كييف بـ31 دبابة "أبرامز إم1" لدعمها في حربها ضد روسيا، مع تدريب القوات الأوكرانية على سبل الصيانة والاستخدام على يد خبراء أمريكيين.

وتعتبر أبرامز التي طورتها شركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز دبابة القتال الرئيسية لجيش الولايات المتحدة، وتتضمن تقنية حديثة لتوفير قوة نيران محسنة وقدرة على الحركة، ما يجعلها واحدة من أقوى الدبابات في العالم، من حيث التسليح والحماية.

وبإمكان مدفع أبرامز إطلاق قذائف اليورانيوم المخصّب من عيار 120 ملم، التي قررت واشنطن إرسالها إلى كييف مؤخراً. كما أن الدبابة مزودة بمدفعين رشاشين عيار 7.62 ملم ومدفع رشاش عيار 0.50 ملم.

ورغم وزنها الذي يزيد على 60 طناً، يبلغ مدى الدبابة 426 كيلومتراً وسرعة قصوى تبلغ 67.5 كيلومتر في الساعة، وذلك بفضل قوة محركها الذي يعمل بوقود الطائرات، لا الديزل، ويولد قوة 1500 حصان.

وحسب مجلة "بيزنس إنسايدر"، فإنه يجري حالياً العمل على تطوير نسخة جديدة تحت مسمى "أبرامز إكس" (Abrams X)، بطاقم أقل ومجهزة بتقنية الذكاء الصناعي.

هل تغيّر أبرامز من المشهد على أرض الواقع؟

مثّل قرار واشنطن، مطلع العام الجاري، تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز تحولاً كبيراً في دعم الهجوم الأوكراني المضاد. ومع ذلك، قال مسؤولو الدفاع الأمريكيون مراراً وتكراراً إن دبابات أبرامز غير مناسبة لقوات كييف بسبب تعقيد الخدمات اللوجستية اللازمة لإبقائها مزودة بقطع الغيار والوقود والذخيرة.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال المحرر في المجلة الرقمية Breaking Defense سيدني فريدبرج، إنه نظراً لاستخدام دبابات أبرامز بشكل أقل بكثير في جميع أنحاء أوروبا، فقد تكافح أوكرانيا للتعامل مع البنية التحتية اللوجستية مثل الحصول على قطع الغيار والتخزين والصيانة العامة، الدبابة التي تتسع لأربعة أشخاص معقدة أيضاً في التشغيل.

والشهر الماضي، قال المتحدث باسم الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، الكولونيل مارتن أودونيل إن 200 جندي أوكراني يكملون المراحل النهائية من التدريب على تشغيل دبابات أبرامز، وفقاً لما نقله معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن العاصمة.

ومع ذلك، فإن سير الحرب في أوكرانيا لم يصل إلى مرحلة المواجهة المباشرة "دبابة ضد دبابة"، ما يعني أن دخول أبرامز لن يقلب من كفة الميزان للقوات الأوكرانية التي ما زالت تكافح لاختراق خطوط الدفاع الروسية.

إخفاقات سابقة

على الرغم من التدريب المكثّف الذي تلقاه الجنود الأوكران في بولندا ودول حلف الناتو على قيادة واستخدام الدبابة الأمريكية، فقد حذر جندي أمريكي-خدم ما يقرب من 10 سنوات مع دبابات أبرامز، من خطورة تسليم دبابات أبرامز إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن استخدامها في العراق واليمن بطريقة خاطئة قاد لتدميرها أو أسرها بوساطة مركبات مدرعة، وفقاً لما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية.

وتابع الجندي غلين جيرونا قائلاً: "لقد جرى تدمير أو إعطاب عشرات الدبابات في العراق واليمن بوساطة مركبات مدرعة أقل كفاءة وتدريعاً، مشيراً إلى أن أي تكاليف إضافية تُنفق على دبابات أبرامز لن يكون لها مقابل إذا سُلّمت لأطقم غير محترفة.

وخلال معارك الموصل التي خاضها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش الإرهابي في عام 2017، كشفت مصادر عراقية عن خروج 60 دبابة أمريكية من الخدمة من طراز أبرامز اشترتها بغداد نهاية عام 2010 من واشنطن.

تجدر الإشارة إلى أنه مع بدء الهجوم المضاد قالت روسيا إنها دمّرت عدداً كبيراً من المدرعات والدبابات، وخاصة مدرعات ليوبارد-2 الألمانية التي حظيت بكثير من الإشادة لدى تسليمها للقوات الأوكرانية. وبينما عزا بعض الخبراء هذا الحجم من الخسائر إلى قوة الدفاعات الروسية وكفاءة كتيبة المهندسين الروس، إلا أن هناك من يشير إلى "البداية السيئة" للأسلحة الغربية، وبالأخص الدبابة الألمانية ليوبارد والمدرعة الأمريكية برادلي، في الإبحار في حقول الألغام التي زرعتها القوات الروسية على طول خط الجبهة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً