سياسة
7 دقيقة قراءة
قرّرت واشنطن إرسالها إلى كييف.. ما قنابل اليورانيوم؟ وهل يتغيّر مشهد الحرب؟
على وقع خطا الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب، نستعرض في هذا التقرير خصائص قنابل اليورانيوم ومخاطرها، كما نستكشف الآثار المحتملة لاستخدامها في الحرب.
قرّرت واشنطن إرسالها إلى كييف.. ما قنابل اليورانيوم؟ وهل يتغيّر مشهد الحرب؟
  الولايات المتحدة تعلن أنها سترسل إلى أوكرانيا قذائف من دبابات اليورانيوم المنضب  / صورة: AFP / AFP
بواسطة حسام خضر
7 سبتمبر 2023

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب كجزء من حزمة عسكرية جديدة تصل قيمتها إلى 175 مليون دولار، وذلك في أعقاب خُطا بريطانيا إرسال الذخائر المثيرة للجدل في وقت سابق لمساعدة كييف على اختراق الخطوط الروسية في هجومها المضاد العنيف.

ويُعد قرار تزويد أوكرانيا بالذخائر المضادة للدروع المثيرة للجدل جزءاً من تسليم واشنطن المتوقَّع 31 دبابة من طراز "M1 Abrams"، وهي دبابة القتال الرئيسية الأولى في الولايات المتحدة.

من جانبها، نددت موسكو بخطة واشنطن تزويد أوكرانيا بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضّب ووصفتها بأنها "دليل على اللا إنسانية". بينما قالت السفارة الروسية في واشنطن: "من الواضح أن واشنطن، ومن أجل فكرتها المتمثلة في إلحاق (هزيمة استراتيجية)، مستعدة للقتال ليس فقط حتى آخر أوكراني، وإنما أيضاً للتخلص من أجيال بأكملها".

قنابل اليورانيوم المنضب

اليورانيوم معدن كثيف للغاية -قرابة 1.7 مرة أكثر كثافة من الرصاص -وهو صلب للغاية، لدرجة أنه لا يتغير شكله عندما يضرب الهدف. وبفضل ذلك، يمكن لذخيرة اليورانيوم المنضب اختراق الصفائح المدرعة بسهولة والاشتعال الذاتي في سحابة حارقة من الغبار والمعادن.

بينما تكمن قوة قذائف اليورانيوم في اختراق الدروع بخاصية "الشحذ الذاتي"، وذلك باحتراق أطرافها في أثناء عملية الإطلاق وخلال مسارها نحو الهدف، ما يجعل رأسها مدبباً أكثر وقادراً على الغوص في الحواجز المعدنية مهما بلغ سمكها.

واليورانيوم المنضب هو نتيجة ثانوية لعملية تخصيب اليورانيوم اللازمة لصنع أسلحة نووية. وقال إدوارد جيست، الخبير النووي وباحث السياسات في مؤسسة RAND، إن القذائف تحتفظ ببعض الخصائص المشعة، لكنها لا تستطيع توليد تفاعل نووي مثل الأسلحة النووية، وفقاً لما نقلته أسوشيتد بريس.

واستخدام قذائف اليورانيوم المنضب ليس محظوراً بموجب القانون الدولي. لكن استخدامها كان محل نقاش حاد، إذ قال معارضون مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم إن هناك مخاطر صحية خطيرة ناجمة عن تناول أو استنشاق غبار اليورانيوم المنضب، بما في ذلك السرطان والعيوب الخلقية.

وفي حين أن ذخائر اليورانيوم المنضب لا تعتبر أسلحة نووية، واستخدامها ليس محظوراً بموجب القانون الدولي. لكن استخدامها كان محل نقاش حاد، إذ قال معارضون مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم إن هناك مخاطر صحية خطيرة ناجمة عن تناول أو استنشاق غبار اليورانيوم المنضب، بما في ذلك السرطان والعيوب الخلقية.

وسبق أن أشار بوتين إلى أنه على الرغم من أن هذه القذائف لا تنتمي إلى فئة أسلحة الدمار الشامل، لكنها تولد غباراً إشعاعياً، وتلوث التربة، وبهذا المعنى، فهي أكثر الأسلحة ضرراً وخطورة على البشر. وحتى الآن، لم تستخدم مثل هذه الذخائر سوى دول حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك في العراق ويوغوسلافيا، وفقاً لما نقله موقع روسيا اليوم.

هل يتغيّر مشهد الحرب؟

وبينما أرسلت المملكة المتحدة ذخائر اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، ستكون هذه أول شحنة أمريكية إلى أوكرانيا من القذائف الخارقة للدروع المثيرة للجدل ومن المقرر أن تثير الجدل حول استخدام مثل هذه الأسلحة في ساحة المعركة.

ومن المتوقع أن تُرسل قذائف من عيار 120 ملم لتسليح 31 دبابة من طراز "M1A1 Abrams" التي تخطط الولايات المتحدة لتسليمها إلى أوكرانيا في الخريف. وقد طورت الولايات المتحدة مثل هذه القذائف الخارقة للدروع خلال الحرب الباردة لتدمير الدبابات السوفييتية، بما في ذلك دبابات "T-72" نفسها التي تواجهها أوكرانيا الآن في هجومها المضاد.

ويمثل القرار الأمريكي تحولاً جذرياً عما حدث في مارس/آذار الماضي، عندما قال البنتاغون إنه لن يرسل أي ذخائر يورانيوم منضب إلى أوكرانيا. وقال مسؤول بوزارة الدفاع لموقع بوليتيكو الإخباري إن الولايات المتحدة قررت الآن إرسال الأسلحة لأنه يعتقد أنها أفضل وسيلة لتسليح دبابات أبرامز في أوكرانيا.

ومنذ يونيو/حزيران، كانت المكاسب الإقليمية التي حققتها أوكرانيا في الهجوم المضاد ضئيلة للغاية، ولكن الجنرالات الأوكرانيين يزعمون أنهم اخترقوا خط الدفاع الأول الهائل لروسيا في الجنوب. بينما يأمل المسؤولون الأمريكيون أن تتمكن دبابات "Abrams" الجديدة من مساعدة أوكرانيا في المرحلة المقبلة من الهجوم، الذي قد يشهد مواجهة مباشرة مع الدبابات والمدرعات الروسية.

وإلى جانب قذائف اليورانيوم المنضب للدبابات التي تخطط الولايات المتحدة لتسليمها إلى أوكرانيا، تشمل حزمة المساعدة العسكرية الجديدة صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وأنظمة الملاحة الجوية التكتيكية والذخيرة الإضافية لأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة "HIMARS"، وفقاً للبنتاغون.

وقد تعرضت الولايات المتحدة إلى انتقادات واسعة النطاق مؤخراً لإرسالها قنابل عنقودية إلى أوكرانيا، على الرغم من المخاوف بشأن المخاطر التي تشكلها هذه الأسلحة على المدنيين.

ماذا عن موسكو؟

في مارس الماضي، وفي أعقاب إرسال بريطانيا قذائف اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، حذر بوتين من أن موسكو "سترد وفقاً لذلك، نظراً لأن الغرب الجماعي بدأ في استخدام الأسلحة التي تحتوي على "عنصر نووي". وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف إن الذخائر كانت "خطوة نحو تسريع التصعيد".

وتابع بوتين بعد عدة أيام بالقول إن روسيا سترد على خطوة بريطانيا بنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا المجاورة. وقال بوتين والرئيس البيلاروسي في يوليو/تموز إن روسيا شحنت بالفعل بعض الأسلحة.

وباستثناء التصريحات الروسية التي وصفت هذه الخطوة بـ"اللا إنسانية" وأن "الولايات المتحدة تنقل عمداً أسلحة ذات آثار عشوائية"، لم يكن هناك رد فعل فوري من الكرملين على الإعلان الأمريكي، الذي جاء في وقت متأخر من يوم الأربعاء.

ورداً على تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي بأن الذخيرة ليست مشعة، و"ليست قريبة من الدخول" في مجال الأسلحة النووية، كتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على "تيلغرام": "هل هذا كذب أم حماقة؟ هناك الكثير من المعلومات عن سمّيَّة اليورانيوم المنضب وخطورته على جسم الإنسان بسبب الغبار المشع، وكذلك تلويث التربة بالنويدات المشعة".

من جهته، أعرب نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، عن قلقه بشأن استخدام قذائف اليورانيوم المنضب، وقال: "إن قلقنا بشأن استخدام اليورانيوم المنضب في أي مكان في العالم كان ثابتاً ومستمراً حتى يومنا هذا"، حسبما نقل روسيا اليوم.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
توغل إسرائيلي بعدة قرى جنوبي سوريا والطيران الحربي يحلق على علو منخفض في أجواء القنيطرة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تجدد توغلاتها واعتداءاتها في الجنوب السوري
غوتيريش: اجتماعات مرتقبة في جنيف بين طرفي النزاع في السودان
كأس العرب.. السعودية تنتزع التأهل بعد فوز صعب على فلسطين وسوريا تغادر البطولة
إصابة طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة
مئات الشهداء منذ وقف النار وانهيار مبانٍ بفعل العاصفة "بايرون".. وحكومة غزة ترد على مزاعم المساعدات
لافروف: روسيا مستعدة إذا اتخذت أوروبا قراراً بخوض حرب
33 قتيلاً في غارة شنها الجيش على مستشفى في ميانمار
الشيباني: إلغاء عقوبات "قيصر" إنجاز تاريخي وتجسيد لنجاح الدبلوماسية السورية
"تعدٍّ غير مسبوق على الحرمات".. حماس تدين تهديد بن غفير بهدم قبر القسام قرب حيفا
إعلام عبري: واشنطن تمنع دبلوماسيين أوروبيين من دخول مركز التنسيق بشأن غزة بطلب من إسرائيل
اجتماع سوري-فرنسي لمناقشة التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب
أكسيوس: إدارة ترمب تعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة
"توازنات جديدة وشراكات عالمية".. انطلاق قمة إسطنبول الاقتصادية بنسختها التاسعة
مناورات جوية أمريكية-يابانية عقب دوريات عسكرية صينية-روسية في محيط اليابان