النساء السوريات في ظل الحرب (TRT Arabi)
تابعنا

سوء ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋلات السورية ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ ﻣﻌﻴﻞ ﻭﺍﺣﺪ، فاﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، وعملن ﻛﺜﻴﺮﺍً بأﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺴﻬﻠﺔ، ﻳﻨﻄﻠﻘﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻣﺘﺠﺬﺭ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﻦ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ.

تتوجه أم عامر برفقة ولدها الأكبر في الصباح الباكر إلى العمل في الأراضي الزراعية، لتجني رزق أولادها، فأم عامر أصبحت المعيل الوحيد لأولادها الستة بعد وفاة زوجها منذ ثلاث سنوات.

أم عامر ليست وحدها في تلك المعاناة، بل هو واقع فُرض على كثير من النساء السوريات بعد فقدان أزواجهن ما بين شهيد ومعتقل ومصاب، فحملن مسؤولية الإنفاق على أولادهن وتربيتهم.

تنوع أعمال النساء السوريات

ومع تلك الظروف تنوعت أعمال النساء السوريات، ودخلن مجالات متنوعة في سوق العمل، بل إن كثيراً من هذه الأعمال تحتاج إلى مجهود عضلي وجسدي كبير.

أم عامر من مدينة إدلب تتحدث عن عملها بالقول: "حِمل ثقيل ألقي على عاتقي بعد وفاة زوجي، فأنا لا أحمل شهادة، وهو ما أعاق حصولي على فرصة عمل، ولكنني رفضت أن أمد يدي لأستجلب عطف الناس، وعملت بالزراعة رغم صعوبة الظروف في سبيل تأمين قوت أبنائي".

تُبين أم عامر أنها تحصل على مبلغ وقدره 1300 ليرة سورية (دولارين أمريكيين) يومياً، بالكاد تكفيها لتأمين متطلبات المنزل الأساسية "ولكنها أفضل من لاشيء" بحسب تعبيرها.

عمل المرأة السورية في الإنقاذ والإسعاف

كما اضطرت المرأة السورية للانخراط في مجالات عمل جديدة لم تكن تعمل بها من قبل، منها الانضمام إلى قطاع الدفاع المدني لمشاركة الرجل في عمليات إنقاذ وإسعاف الجرحى والمصابين.

أسماء حاج بكري من مدينة خان شيخون انضمت إلى قطاع الدفاع المدني بدافع إنساني بسبب قلة الكوادر النسائية. وعن ذلك تتحدث لـTRT عربي بالقول: "المتطوعون الذكور لا يحلون مكان المرأة في حالات الإسعافات الحرجة بسبب خصوصية المرأة، أما الدافع الأكبر لانضمامي فهو استشهاد طفلي بالقصف الهمجي من قوات نظام الأسد، فقررت أن أشارك بإنقاذ أكبر عدد من الأطفال، علّني أسعد قلب أم بنجاة طفلها من الموت."

وتضيف حاج بكري: "أقوم مع زميلاتي في قطاع الدفاع المدني بخدمة المجتمع من خلال تقديم الإسعافات الأولية والطارئة للمصابين في الحرب، إضافة إلى علاج الحروق والليشمانيا، ونتابع المصابين والمرضى حتى شفائهم، إضافة إلى رعاية الحوامل، ومتابعة مرضى السكري والضغط، وإعطائهم النصائح الوقائية، وقد ساهمنا أيضاً مع إخوتنا المتطوعين بالاستجابة الطارئة لإنقاذ مصابي المجزرة الكيماوية بعد استهداف مدينة خان شيخون بالغازات السامة".

وتشير حاج بكري إلى دور الدفاع المدني في التوعية الاجتماعية من مخلفات الحرب، والعمل بالإمكانيات المتاحة رغم المخاطر التي تتعرض لها مراكز الدفاع المدني جراء استهدافها بالقصف باستمرار، وغياب الدعم ونقص المعدات الطبية.

واجهت أسماء صعوبات كبيرة في بداية عملها وعن ذلك تقول: "في البدايات كان هناك رفض كبير من قبل المجتمع بأن تكون المرأة بجانب الرجل في عمليات الإنقاذ والإسعاف، ولكن مع مرور الأيام تغيرت تلك النظرة نتيجة ما نقدمه من أعمال إنسانية، حيث حظينا لاحقاً بالاهتمام الكبير والإقبال على عملنا من قبل المجتمع".

وتؤكد حاج بكري أن لديها صعوبة في التوفيق بين العمل والمنزل، ولكن رغم ذلك فهي مستمرة في عملها من خلال التنسيق المناسب بين العمل والمنزل وتربية الأطفال وهي بكامل ثقتها بنفسها.

كذلك في المجال الطبي لا يختلف دور المرأة عن دور الرجل بسبب الحاجة الماسة للكوادر الطبية المؤهلة في ظل القصف والمعارك الدائرة، وﺧﻠﻮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻣﺎ ﻳﺤُﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺇﺳﻌﺎﻑ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ؛ ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺇﺳﻌﺎﻑ ﻣﺼﺎﺑﻴﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺼﺎﺏ ﺁﺧﺮ ﻳُﺘﺮﻙ ﻟﻴﻤﻮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺒﺎطؤ ﻋﻼﺟﻪ.

سمر ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻭﺟﺪﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﻟﺘﻌﻤﻞ “ممرضة وﻣﺴﻌﻔﺔ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ” ﺇﻟﻰ المشافي، ﺗﻘﻮﻝ لـTRT عربي: "ﻣﺎ ﺩفعني لهذا ﺍﻟﻌﻤﻞ هو حبي ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺷﻌﻮﺭي ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪينتي ‏(ﻣﻌﺮﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ‏) ﻟﻠﻘﺼﻒ، أكون ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ لتقديم المساعدة الممكنة."

أدوار قيادية للمرأة السورية

ﻻ ﺗﺨﻠﻮ مناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة المعارضة ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺗﺠﻠﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ الانضمام ﻟلمجالس ﺍﻟﻤﺤلية.

رقية الدرفيل من بلدة كفريحمول بريف إدلب الشمالي تعمل مديرة ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺮﺃة في المجلس المحلي للبلدة، وفي ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻟـTRT عربي قالت: "ﺃﺛﺮﺕ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠّﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻭﺿﺢ وأشد، حيث ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﺠﺄﺓ، وتغيرت ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻵمنة ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮﺓ، وﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ صعبة، ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ، ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻘﺼﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ، ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻣﺼﺎﺑﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺪﺍﻭﺍﺗﻬﻢ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻋﺘُﻘﻞ ﺃﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰﺍً ﻋﻦ ﺇﻋﺎﻟﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻓﺎﺿﻄﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ للعمل، فكانت المعيل والرافعة الاقتصادية لأسرتها."

وتضيف الدرفيل: "ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ مناطق المعارضة برز بشكل واضح ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ، مع قلة حضورها في ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ بسبب نظرة المجتمع السلبية، وﻋﺪﻡ ﺗﺠﺮﺅﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ."

وتؤكد الدرفيل أنها تعمل مع زميلاتها في المجلس المحلي على عقد ندوات توعوية لنساء البلدة، إضافة إلى افتتاح مركز للتدريب المهني لتعليم النساء بعض المهن كالخياطة والنسيج والتمريض وغيرها.

وفي السياق لم يكن طريق العمل أمام النساء السوريات سهلاً، حيث لم يخلُ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺃﻣﺎﻛﻨﻪ، ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮأة من خلال قلة الأجور ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎجتها وﻗﻠﺔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺍﻣﻨﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻣﺎ ﺟﻠﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺳﻴﺌﺔ، فضلاً عن اضطرارها لترك أبنائها وحدهم لأوقات طويلة، وانشغالها بالعمل عن رعايتهم والاهتمام بهم.

ولكن ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﻠﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﻦ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﻫﻦ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻦ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ النساء ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪ، ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻬﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺧﺒﺮﺗﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻭﺃﺩﻫﺸﺖ ﻣَﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﻭﺛﺒﺎتها.

الناشطة والمرشدة الاجتماعية رجاء علوان تتحدث عن عمل المرأة السورية بقولها: "ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻣﻨﺬ عام 2011، ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﺩّﻱ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺴﺮﺕ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ لدى السوﺭﻳﻴﻦ، ﻭﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻌﻴﻞ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ، ﺃﻭ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ إلى ذلك بهدف ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﻨﺎمياً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻌّﺎﻟﺔ لهن في مختلف مجالات الحياة".

وتتابع العلوان: "مع انتقال الثورة ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ المرأة السورية ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ، ﺑﻞ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺻﺒﺮﺍً ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻭﺗﺄﻗﻠﻤﺎً ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ، ﻭﻗﺪ وﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣُﻌﻴﻞ، ﻣﻤﺎ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﻴﻠﺔ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ."

أصبحت المرأة السورية، في ظل الحرب، المنقذةَ ﻭﺍﻟﻨﺎشطةَ ﻭﺍلمعلمةَ ﻭﺍﻷمَّ التي فقدت بيتها ﻭزوجها ﻭﺃﻃﻔﺎلها. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ لم تفقد ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻫﺎ وأملها بقادم أفضل.

أسماء حاج بكري من مدينة خان شيخون انضمت إلى قطاع الدفاع المدني بدافع إنساني بسبب قلة الكوادر النسائية (TRT Arabi)
سمر ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻭﺟﺪﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﻟﺘﻌﻤﻞ “ممرضة وﻣﺴﻌﻔﺔ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ” (TRT Arabi)
تؤكد الدرفيل أنها تعمل مع زميلاتها في المجلس المحلي على عقد ندوات توعوية لنساء البلدة (TRT Arabi)
تتوجه أم عامر برفقة ولدها الأكبر في الصباح الباكر إلى العمل في الأراضي الزراعية، لتجني رزق أولادها (TRT Arabi)
رقية الدرفيل من بلدة كفريحمول بريف إدلب الشمالي تعمل مديرة ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺮﺃة في المجلس المحلي للبلدة (TRT Arabi)
تُبين أم عامر أنها تحصل على مبلغ وقدره 1300 ليرة سورية (دولارين أمريكيين) يومياً، بالكاد تكفيها لتأمين متطلبات المنزل الأساسية (TRT Arabi)
TRT عربي