كيف يمكن لأوكرانيا أن تستفيد من الدبابات الغربية التي بدأت الوصول؟ / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

في الوقت الذي تتحضر فيه روسيا وأوكرانيا لشن هجوم ربيع جديد وواسع، بدأت الدبابات الغربية المُتبرَّع بها تتدفق إلى أوكرانيا. والأسابيع الأخيرة لم تصل دبابات القتالية الرئيسية من طراز تشالنجر البريطانية وحسب، بل بدأت دبابات ليوبارد الألمانية ومركبات المشاة القتالية الأمريكية تصل بالعشرات، بشكل منفصل إلى أوكرانيا، وفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.

وحسب الصحيفة، يأتي التدفق المفاجئ للدروع الجديدة، فضلاً عن التدريب السريع للأطقم الأوكرانية لتشغيل المركبات في المملكة المتحدة وأماكن أخرى، قبل التوقعات. مما يعني أن أسطول الدبابات والمدرعات سيدخل لعمل قريباً ضمن عتاد القوات الأوكرانية التي تستعد لخوض هجوم الربيع المتوقع.

وبينما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضغط خلال فصل الشتاء، للحصول على 300 دبابة قتال رئيسية بالإضافة إلى مركبات أخرى وطائرات مقاتلة حديثة، فإن الأرقام الأكثر تواضعاً التي وصلت حتى الآن تثير التكهنات حول كيفية استخدام هذه الدروع خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

"ميزة نفسية"

يقول الخبراء إن إمدادات دبابات القتال الرئيسية ومدرعات نقل الجنود القادمة من الغرب من شأنها أن تمنح كييف ميزة نفسية ضد روسيا، لكنها ليست كافية لتوجيه "لكمة كبيرة" للقوات الروسية التي تحشد هي الأخرى أفضل عتادها قرب خط المواجهة المرتقب.

من جهته، يرى هاميش دي بريتون جوردون، الذي خدم كقائد دبابة مع فرسان الملك الرابع عشر/العشرين في حرب الخليج الأولى قبل المضي في قيادة القوات المشتركة البريطانية، أن أحد أهم جوانب تراكم الدبابات الغربية في أوكرانيا هو الجانب النفسي.

وأضاف أنه من الناحية النفسية، هذا أمر إيجابي للغاية للأوكرانيين وسلبي للروس. إذا كنا نتحدث فقط عن الأرقام، ففي ظاهر الأمر، فإن 50 إلى 60 دبابة غربية حديثة في أوكرانيا ليست بالضرورة تغييراً للعبة.

ورغم ذلك، يعتقد دي بريتون جوردون أن القدرات المتفوقة التي توفرها الدبابات مقارنة بمعظم دبابات القتال الروسية الرئيسية التي جرى نشرها في أوكرانيا، والتكتيكات الأوكرانية الأكثر فاعلية، ستحدث فرقاً.

موارد محدودة

أسطول الدبابات والمدرعات التي تعهد الغرب بإرسال لا يصل إلى مستوى مطالب كييف التي قالت مراراً وتكراراً إنها بحاجة إلى 600-700 مركبة قتال مشاة، إضافة إلى 300 دبابة من الغرب لمنح جيشها فرصة لاختراق المواقع الروسية المحصنة بشكل متزايد على طول خط المواجهة.

فيما تشير التوقعات إلى أن أوكرانيا ليس لديها الموارد اللازمة لشن هجوم مدرع وواسع النطاق كتلك التي تمتلكها روسيا، والتي على الرغم من تفوق أعدادها وطرازاتها لم تُمكن موسكو من خطف نصر سريع في بداية الهجوم في أواخر فبراير/شباط 2022، إذ فشلت مدرعاتها في التقدم أمام الدفاعات الأوكرانية، التي شكلت فيها صواريخ جافلين العنصر الرئيسي.

وبدلاً من هجوم واسع واختراق الدفاعات الروسية على طول الحدود الشرقية والغربية، يتوقع المحللون بمن فيهم قادة الدبابات البريطانيون السابقون هجوماً مضاداً، أو هجمات مضادة، مماثلة لتلك التي استولت فيها أوكرانيا على مساحات كبيرة من الأراضي من روسيا في أواخر الصيف والخريف حول إقليم خاركيف وفي جنوب البلاد مما أدى إلى استعادة السيطرة على خيرسون.

ما التكتيكات المتوقعة؟

يبدو أن الدعم الغربي الأخير، إلى جانب ما تملكه أوكرانيا بالفعل من دبابات T72 (السوفيتية وما بعد السوفيتية)، قد يشكل فرصة أكثر محدودية لقطع الاتصال بين الأجزاء التي تحتلها روسيا في دونباس والجنوب.

ويعتقد الخبراء أن تعتمد القوات الأوكرانية على خلق فجوة في الدفاعات الروسية والتقدم إلى الأمام، ما يعني أنهم أسلوب الثقب الكلاسيكي من خلال تركيز قصف في أماكن معينة، ومن ثم يستغلون ميزة مدرعات نقل الجنود الحديثة لنقل جنودهم إلى الأمام وكسر الدفاعات الروسية.

ويرى ستيوارت كروفورد الذي خدم كضابط بفوج الدبابات الملكي الرابع أنه إضافة إلى الدبابات فإن وصول ناقلات المشاة المدرعة مثل سترايكر الأمريكية مفيد للغاية بساحة المعركة التي تهيمن عليها المدفعية.

TRT عربي