درو فيندلينج، أحد أقوى المحامين في الولايات المتحدة والمعروف بتمثيل فناني الهيب هوب والمشهور بلقب  "محامي المليار دولار". (Alyssa Pointer/AP)
تابعنا

كانت عملية المداهمة والبحث التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترمب في مارالاغو-فلوريدا بمثابة تصعيد دراماتيكي وغير مسبوق لتطبيق قانون السجلات بحق رئيس أمريكي سابق. لكن عملية فلوريدا ليست سوى جزء واحد من تحقيق واسع يتعلق بترمب والفترة التي قضاها في منصبه.

ووسط المعمعة القضائية التي دخلها منذ خسارته الانتخابات أمام الرئيس الحالي جو بايدن، عيّن الرئيس السابق دونالد ترمب درو فيندلينج، أحد أقوى المحامين في الولايات المتحدة والمعروف بتمثيل فناني الهيب هوب، والذي انتقد ترمب جهاراً على تويتر واتهمه بأنه عنصري. حسبما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

فيما وصف البعض عملية التفتيش غير المسبوقة لمنزل رئيس أمريكي سابق، بأنه محاولة "انقلاب استباقية" لمنع ترمب الترشح عام 2024، يرى مراقبون آخرون أنها قد تزيد حظوظه في الترشح وتدعمها سياسياً ودعائياً ضمن شعار حملته المبني بالأساس على تعرضه للظلم.

"محامي المليار دولار"

اختيار ترمب محامياً مشهوراً في عالم الهيب هوب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بلقب "محامي المليار دولار" وضمه إلى فريقه القانوني ليس من طبيعة الرئيس السابق، الذي لديه تاريخ طويل ومعقد من التفاعل مع شخصيات الراب الشهيرة، رغم حصوله على دعم كاني ويست وإصداره عفواً لعدد من شخصيات الراب المؤثرة.

بالمقابل، قبول درو فيندلينج تمثيل ترمب أمام القضاء ليس بالشيء الطبيعي أيضاً، خصوصاً وأن المحامي الشهير عُرف بانتقاده العلني واللاذع للرئيس السابق في الماضي، وذلك عندما انتقد ترمب نجم الدوري الأمريكي للمحترفين ليبرون جيمس، إذ غرد فيندلينج واصفاً ترمب بـ "المهندس العنصري لجامعة ترمب الاحتيالية".

وعلى الرغم من ذلك فإن ترمب بحاجة إلى خبرة فيندلينج الواسعة مع العملاء السياسيين، والممتدة لعقود من الخبرة في محاكمات تتراوح من قضايا القتل البارزة إلى فضائح الفساد السياسي والرشاوي وغسيل الأموال، لتمثيله في قضية تتعلق بمحاولات الرئيس السابق للتدخل في نتائج انتخابات 2020 في جورجيا.

ووفقاً لـ "نيويورك تايمز" التي نقلت عن إستر بانيتش، محامية دفاع جنائية مخضرمة في منطقة أتلانتا ومرشحة ديمقراطية لمقعد في مجلس النواب، تعرف فيندلينج منذ سنوات، ووصفته بأنه "رائع". وقالت: "ومع ذلك، فهو بحاجة إلى عميل يستمع إليه"، مضيفة: "لا يمكنك تحميل درو المسؤولية إذا رفض موكله أخذ نصيحته. وترمب هو نوع العميل الذي يخشاه المحامون. لأنه لا يمكن السيطرة عليه".

ما القضية؟

إلى جانب محامين آخرين، سيمثل فيندلينج ترمب في تحقيق أجراه المدعي العام لمقاطعة فولتون فاني ويليس، الذي يحقق في مزاعم التدخل في الانتخابات في جورجيا، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

وفقاً لتقرير وكالة أسوشييتد برس، قدم ويليس التماسات لإجبار رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق رودي جولياني والسيناتور عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي جراهام على الإدلاء بشهادة.

ولا يزال ترمب يؤكد أنه لم يفعل شيئاً غير لائق في جورجيا. فيما تتمثل القضية بالمكالمة الهاتفية المسجلة التي أجراها ترمب في يناير/كانون الثاني 2021 مع براد رافينسبيرغر، وزير خارجية جورجيا، وتحدث على وجه التحديد عن اللحظة التي ضغط فيها ترمب على رافنسبيرغر من أجل "العثور" على 11780 صوتاً يمكن أن تقلب فوز جو بايدن في جورجيا، وهو ما يعتبره البعض قانونياً، ويقول الخبراء إنه قد يرقى إلى مستوى الاستدراج لارتكاب تزوير انتخابي بموجب قانون جورجيا.

من جهته، أوضح فيندلينج: "قد أختلف سياسياً عن عديد من عملائي، لكن هذا لا يغير التزامي الدفاع ضد التحقيقات غير المشروعة". وأضاف: "في هذه الحالة، من الواضح أن التركيز على الرئيس ترمب في مقاطعة فولتون هو اضطهاد خاطئ ودوافعه سياسية، وأنا، جنباً إلى جنب مع مكتبي ومحاميّ المساعدين، ملتزم تماماً الدفاع ضد هذا الظلم".

هل أعاد الـ FBI انتخاب ترمب؟

فجّر أول حديث علني للمدعي العام اﻷمريكي ميريك جارلاند مفاجأة كبرى حول طبيعة الوثائق السرية التي وجدها مكتب التحقيقات الفيدرالي في منتجع ترمب. إذ قال جارلاند إنه استقر لدى FBI أن ترمب استحوذ قبل خروجه من البيت اﻷبيض على وثائق فائقة السرية تتعلق ببرامج نووية أمريكية، لا يطلع عليها سوى الرئيس اﻷمريكي وعدد قليل من المسؤولين في اﻹدارة بالبيت اﻷبيض.

لكن ذلك لم يؤثر على شعبية ترمب في الحزب الجمهوري، بل على العكس وضعه مجدداً في موقع المظلوم، فيما بات أنصار الحزب الجمهوري ينظرون إلى مداهمة الـ FBI لمنتجع ترمب على أنها مجرد مؤامرة شائنة جديدة للنظام. فقبل عدة أسابيع، كان نحو نصف الناخبين الجمهوريين على استعداد للتخلي عن دعم ترمب في الانتخابات المقبلة، لكن الحال تغير في الوقت الحالي، فوفقاً لاستطلاع أجرته "نيويورك تايمز" و"كلية سيانا" هذا الأسبوع بدا الحزب بأكمله وكأنه يحتشد خلفه.

وفي سياق متصل، يبدو أن أنصار ترمب بدؤوا يتعاطون مع التحريض الذي يقوده ضد النظام، وبدؤوا يتحركون فردياً ضد المؤسسات اﻷمريكية التي اعتبروها عدواً لهم ولترمب، إذ حاول مسلح موالٍ لترمب اقتحام مكتب الـ FBI في سينسيناتي اﻷمريكية، لكن المباحث الفيدرالية أردته قتيلاً.

TRT عربي