نعش الملكة الراحلة إليزابيث الثانية (Reuters)
تابعنا

يُعَدّ هذا أحد الأماكن المفضلة للملكة الراحلة، ودُفن فيه عديد من أفراد العائلة المالكة قبلها.

بعد جنازتها المهيبة في كنيسة وستمنستر آبي يوم الاثنين 19 سبتمبر/أيلول، نُقل نعش الملكة إلى قلعة وندسور التي تبعد نحو 20 ميلاً عن وسط لندن.

وجرى دفن الملكة هناك كجزء من تاريخ طويل من المدافن في الموقع، بما في ذلك 10 ملوك سابقين.

تتكون كنيسة القديس جورج من عدة أقسام وأركان، بما في ذلك كنيسة والدها الملك جورج السادس التاريخية التي أمرت الملكة بإنشائها بعد وفاته، وفق ما قاله موقع تايم.

وتُدفن الملكة في الكنيسة التذكارية أو التاريخية إلى جانب والديها الملك جورج السادس والملكة إليزابيث الأم وشقيقتها الأميرة مارغريت.

ودُفن 24 فرداً من العائلة المالكة في كنيسة سانت جورج، بما في ذلك عديد من الأفراد الذين دُفنوا في Royal Vault أسفل الكنيسة.

تتمتع كنيسة سانت جورج بتاريخ طويل للعائلة المالكة، ليس فقط كموقع للدفن، ولكن أيضاً لحفلات الزفاف والتعميد والجنازات.

وتُوّجَت الملكة عام 1953 في ذات المكان، وشهدت الكنيسة أيضاً مراسم زفاف الأميرة إليزابيث آنذاك إلى الأمير فيليب عام 1947.

وأقيمت جنازة الأمير فيليب هناك عام 2021، وتزوج الأمير هاري وميغان ماركل فيها أيضاً عام 2018.

كما دُفن رفات الملك جورج السادس هناك عام 1969، وانضمَّت إليه لاحقا الملكة إليزابيث (الأم) والأميرة مارغريت اللتان توُفّيَتا عام 2002.

وحسب المصدر ذاته، بدأ بناء الكنيسة لأول مرة عام 1475 في عهد الملك إدوارد الرابع، واكتمل عام 1528 في عهد الملك هنري الثامن.

واليوم تُعَدّ الكنيسة مكاناً مخصَّصاً للعبادة للعائلة المالكة، فضلاً عن خدمتها المجتمع المحلي.

وسابقاً قال قصر بكنغهام عن أهمية كنيسة سانت جورج: "بناه الملوك، وشكّله تاريخ العائلة المالكة، ولا يزال موقعاً لكل الأحداث الملكية الرائعة واللحظات العائلية الخاصة".

وبعد جنازة الملكة نقل موكب ملكي نعشها إلى الكنيسة الصغيرة، وشمل الموكب الملك تشارلز الثالث وأعضاء كباراً آخرين في العائلة المالكة.

ويُتوقع نقل جثمان زوج الملكة الراحل الأمير فيليب الذي دُفن في Royal Vault بعد وفاته، إلى الكنيسة التاريخية ليرقد بجوار الملكة، لكن المسؤولين الملكيين لم يؤكّدوا ذلك بعد.

هنا تقول صحيفة الغارديان البريطانية إنه "سيُنقل دوق إدنبرة الراحل قريباً من القبو الملكي إلى كنيسة الملك جورج السادس للاستلقاء مع الملكة الراحلة، بالإضافة إلى والدتها ووالدها الملك جورج السادس والملكة الأم والأميرة مارغريت".

بدورها توضح صحيفة إكسبرس البريطانية أن "الغرفة التي شُيّدَت بين عامَي 1804 و1810 بأوامر من الملك جورج الثالث، تضمّ 25 فرداً من العائلة المالكة مدفونين فيها، بما في ذلك الأمير الراحل فيليب دوق إدنبرة".

وبيّنَت أن القبو أسفل كنيسة سانت جورج هو مكان الدفن المختار لأفراد العائلة المالكة منذ القرن الخامس عشر، وقبل ذلك كانت كنيسة وستمنستر.

تقليدياً، يجري في الجنازات الملكية إنزال التابوت في القبو من خلال فتحة في أرضية كنيسة القديس جورج، وهي عادة جرت في جنازة الأمير فيليب.

من مراسم تشيع الملكة إليزابيث الثانية (DPA)

وعن تاريخ المكان ورمزيته يقول موقع سكاي نيوز البريطاني إنه "بدأ بناءَ المبنى الملكُ إدوارد الرابع عام 1475، واستغرق الأمر 50 عاماً حتى أكمله أخيراً الملك هنري الثامن".

ولفت إلى أن المكان يُعَدّ موطناً لـ"Order of the Garter"، في إشارة إلى وسام الفروسية الأكثر نبلاً الذي أسسه إدوارد الثالث ملك إنجلترا عام 1348.

وهو أعلى رتبة فارس في نظام التكريم البريطاني، ولم يسبقه إلا صليب فيكتوريا وجورج كروس.

وللفرسان مقاعدهم الخاصة داخل الكنيسة منذ ذلك الوقت، وعُلّقَت عليه لافتة "The Royal Standard"، أي "المعيار الملكي"، على مقعد الملكة منذ بداية حكمها، وهو نفس المقعد الذي كان هنري الثامن يمارس العبادة عليه قبل 500 عام.

وبيّن موقع "سكاي نيوز" أنه "يُحتفظ بسيف إدوارد الثالث في كنيسة القديس جورج، فقد عاش في قلعة وندسور في القرن الرابع عشر، وكان هو ملك إنجلترا الذي أعلن أن ذلك المكان للعائلة المالكة".

كان سيفه من العناصر التي أُنقِذَت من الكنيسة في أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية في القرن السابع عشر، عندما تعرضت لأضرار بالغة.

وتُعَدّ النافذة الغربية في الكنيسة التي يبلغ ارتفاعها 11 متراً وعرضها نحو 9 أمتار واحدة من أكبر النوافذ في إنجلترا؛ عمرها أكثر من 500 عام، وأعيد ترميمها عام 1842.

وجرت عدة أحداث تاريخية في الكنيسة، كان آخرها جنازة الأمير فيليب.

وقتها اضطُرّت الملكة إليزابيث إلى الجلوس بمفردها إذ كانت تودّع زوجها، بسبب قيود فيروس كورونا.

أما اليوم ف‬احتشد قادة وملوك في لندن لتوديع إليزابيث في مراسم بالعاصمة البريطانية حضرها وتابعها ملايين حول العالم.



TRT عربي