بينما كان هدف الوسوم في الأساس تنظيم ضوضاء الإنترنت وتركيز محتواه، تحول بسبب هذه التدخلات إلى ضوضاء إضافية (Pexels)
تابعنا

شكلّت الوسوم (الهاشتاغ) في بداية ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، إحدى أهم تقنياتها للقيام بحملات رقمية وتسهيل الوصول إلى المحتوى المطلوب وسط آلاف المنشورات المتنوعة، لكن يبدو أن هذه التقنية آخذة في التراجع مؤخراً.

أصبحت الكلمة الإنجليزية Hashtag جزءاً من الوعي العام لأول مرة عام 2009، لكنها اكتسبت زخماً وبدأت في الانتشار منذ عام 2011 تقريباً، تزامناً مع ازدهارها على منصة تويتر تحديداً، لتصبح بعد ذلك أحد كلمات البحث المستقرة على محرك غوغل، وفق إحصائيات موقع "Google Trends".

تدريجياً، انتزعت منصة إنستغرام خاصية الوسوم من تويتر، لتصبح خلال العامين الماضيين كلمة "هاشتاغ" هي الكلمة الأكثر بحثاً عبر إنستغرام في جميع أنحاء العالم، تليها تويتر، ثم فيسبوك الأقل استخداماً لهذه التقنية.

بدءاً من عام 2017، أخذت شعبية الوسوم على تويتر تحديداً، موطن الحملات الرقمية و"التريندات" في التراجع بشكل مطرد، لتصبح نسبة استخدامها أقل من 40 في المائة اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، وفق مجلة "فوربس" الأمريكية، فيما تشير دراسة حديثة إلى أن نصف المتسوقين عبر الإنترنت توقفوا عن استخدام "الهاشتاغ" لتسهيل وصولهم إلى الحملات التجارية.

ما أسباب الموت البطيء للهاشتاغ؟

ظهرت الوسوم في البداية كوسيلة لتنظيم المحتوى الهائل على منصات التواصل الاجتماعي، إذ كان يكفي أن تكتب وسم يتعلق بأي موضوع تهتم به، على تويتر وفيسبوك وإنستغرام، لتصل إلى كل ما يتعلق بهذا الموضوع من منشورات وصور وإعلانات.. إلخ.

مكنّت الوسوم القائمين على الحملات الرقمية، أياً كان هدفها، سياسية أو اجتماعية أو تجارية، من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور وعدم التقيد بالمتابعين المحدودين فقط، وساعد ذلك في البداية على تجميع وحشد الناس لخدمة هدف محدد عبر وسائل التواصل، وإبراز موضوع معين ليصبح في دائرة الاهتمام الكبرى عبر ما يعرف بـ"صناعة التريند".

لكن مؤخراً، لم تعد الأمور تسير بنفس الطريقة، فقد لجأت بعض الجهات أو المستخدمين إلى استغلال الوسوم التي حصدت شعبية واسعة، للترويج لسلع لا علاقة لها بموضوع الوسم، أو وضعه كهدف للروبوتات والحسابات الزائفة لتشتيت المتابعين عن الموضوع وتقليل شعبيته.

بالإضافة إلى وضع "الهاشتاغ" كهدف لما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهي مجموعة من الحسابات الزائفة أو الحقيقية الموجهّة، التي تستهدف القيام بحملة مضادة عبر بث رسائل مسجلّة مناقضة لمحتوى الهاشتاغ، ما يؤثر على مسار الحملة، أو يؤدي إلى عزوف المتابعين عن المشاركة.

وبينما كان هدف الوسوم في الأساس تنظيم ضوضاء الإنترنت وتركيز محتواه، تحول بسبب هذه التدخلات إلى ضوضاء إضافية، أدت إلى إحباط الكثير من المتابعين وبحثهم عن طرق أخرى للتفاعل.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى تحسين ذكاء خوارزميات وسائل التواصل إلى تسهيل وصول المستخدمين إلى المحتوى الذي يرغبون فيه، من دون الحاجة إلى البحث عنه عبر "هاشتاغ" محدد، فيكفي أحياناً أن تناقش صديقك في موضوع ما، أو تخبره برغبتك في شراء منتج محدد، حتى تجد أمامك آلاف المنشورات والإعلانات التي تدور حول نفس الموضوع، قبل حتى أن تبدأ في البحث.

ما هي أفضل طريقة لاستخدام الوسوم؟

في ظل تراجع الوسوم المستمر، ينصح الخبراء بعدة وسائل لاستخدامها بأفضل طريقة ممكنة، وذلك حتى ظهور تقنية جديدة تحل محلها وتقوم بدورها بطريقة أكثر فعالية، كما يحدث دائماً في عالم التكنولوجيا.

أولاً، يجب تجنب استخدام أكثر من ثلاثة وسوم في المنشور الواحد، ويفضل التركيز على وسم واحد، لتفادي المنشورات المضادة وتقليلها قدر الإمكان.

ثانياً، من الضروري أن يحتوي الوسم على كلمة مفتاحية وبأقل عدد ممكن من الكلمات، فالوسوم التي تحتوى على عبارة طويلة، أو تتضمن أكثر من محور، تشتت المتابعين وتسمح للروبوتات والحسابات الزائفة باختراقها بسهولة أكبر.

ثالثاً، كلما انحزت لاختيار وسم شعبيته أقل، كلما ارتفعت احتمالية وصولك لجمهور حقيقي أكبر، فشعبية الوسم تصل إلى درجة معينة من الانتشار ثم يتوقف محتواها الفعّال بسبب تداخل المنشورات واستغلالها من طالبي الانتشار عبر طرح موضوعات لا صلة لها بالموضوع الرئيسي، ويؤدي ذلك إلى إحباط المستخدمين وضياع الرسالة قبل وصولها إليهم.

رابعاً، التركيز على المحتوى نفسه وصياغة المنشور بعناية أصبح عامل الجذب الأول، وبالتالي الانتشار، وليس الاعتماد على إرفاق الهاشتاغ للمنشور فقط كما كان في السابق.

خامساً، العناية بالتواصل المباشر مع الدائرة الأولى من المتابعين المخلصين، سواء أفراد أو جماهير، وضمان إيصال الرسالة إليهم بشكل شخصي ثم يقومون تلقائياً بنشرها في دوائرهم الخاصة، هذه الطريقة تضمن الحصول على جمهور وفي وحقيقي.

سادساً وأخيراً، استخدام الروابط الخارجية وإرفاقها بمنشورات وسائل التواصل المعتادة، فقد انتزعت الروابط الخارجية طرق التصنيف والبحث عبر الإنترنت لأول مرة من الوسوم العام الجاري، ما يشير إلى أنها ما زالت وسيلة أكثر فعالية وجذباً.

TRT عربي - وكالات