هبوط بعثة "أبولو 11" الأمريكية على سطح القمر يوم 20 يوليو/تموز 1969 (Others)
تابعنا

بالتزامن مع الأخبار المتداولة منذ أيام والتي أفادت بأن المركبة الجوالة الصينية (Yutu 2) رصدت "منزلاً غامضاً" ضمن مهمتها في استكشاف الجانب المظلم من القمر، عاد الكثيرون لفتح باب التساؤلات مجدداً عن رحلة "أبولو 11" الأمريكية مجددين إيمانهم بنظرية المؤامرة التي تنفي هبوط الأمريكيين على القمر عام 1969.

فمنذ هبوط رحلة وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" على سطح القمر منتصف عام 1969، والنقاشات حول نظرية المؤامرة مشتعلة وآخذة في الانتشار، ولعلّ من أبرز الأدلة التي يستشهد بها المُشكّكون بعملية الهبوط هي الصور والفيديوهات التي تظهر رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر الذي لا يمتلك غلافاً جوياً ولا هواءً لتحريك العلم.

ومما لا شك فيه أنّ العلم ورفرفته دفعت كثيراً من الناس إلى تصديق نظرية المؤامرة التي تزعم أن الأميركيين لم يهبطوا على القمر ولم يزرعوا علمهم على سطحه، وأن الصور والفيديوهات التي نشروها لرحلة "أبولو 11" ما هي إلا لقطات صُوّرت في أحد استوديوهات هوليوود أو ربما في مكان مجهول في إحدى صحاري ولاية نيفادا الأمريكية.

نظريات المؤامرة

هناك العديد من نظريات المؤامرة التي تُشكك ببعض أو بكل عمليات هبوط برنامج "أبولو" الـ6 التي أُجرتها وكالة "ناسا" بين عامي 1969 و1972، وتزعم نظريات المؤامرة أن كل الصور والفيديوهات التي نُشرت عقب عمليات الهبوط الـ6 ما هي إلا خدع نظمتها وكالة "ناسا" بمساعدة مصوّرين ومخرجي أفلام أمريكيين بشكل سريّ من أجل كسب سباق الفضاء ضدّ الاتحاد السوفيتي.

ويُعزى انتشار هذه النظريات على نطاق واسع منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى بيل كيسينغ، ضابط البحرية السابق والحاصل على بكالوريوس الآداب باللغة الإنكليزية الذي نشر كتاب عام 1974: "لم نذهب إلى القمر أبداً: خدعة الثلاثين مليار دولار الأمريكية"، مُشعلاً بذلك فتيل هذه المؤامرات لمن جاء بعده وأضاف عليها.

وعلى الرغم من دحض نظريات المؤامرة والأدلة التي قدّمتها أطراف ثالثة والتي تُثبت صحّة الهبوط، إلا أنّ مروّجي نظريات المؤامرة نجحوا في الحفاظ على اهتمام العامة لأكثر من نصف قرن، حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت في أماكن مختلفة أن ما بين 6-20% من الأمريكيين، و25% من البريطانيين، و28% من الروس يعتقدون أن عمليات الهبوط لأفراد طاقم "أبولو" كانت مزيفة. حتى في عام 2001، ادعى برنامج وثائقي أنتجته شبكة فوكس التلفزيونية وعنوانه "نظرية المؤامرة: هل هبطنا على سطح القمر؟" أن "ناسا" قد زيّفت أول هبوط في عام 1969 للفوز بسباق الفضاء.

دحض نظريات المؤامرة

رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر (Others)

إلى جانب ردود وكالة "ناسا" التي تدحض معظم ادعاءات نظريات المؤامرة، هناك أيضاً الكثير من الأدلة من أطراف ثالثة على عمليات الهبوط. فمنذ أواخر عام 2000، تمكّنت الصور عالية الدقة التي التقطها مستكشف القمر المداري لمواقع هبوط "أبولو" من العثور على المسارات والآثار التي تركها رواد الفضاء.

وفي عام 2012، صدرت صورٌ توضح أنّ 5 من أعلام بعثات "أبولو" الـ6 المغروسة على سطح القمر ما تزال قائمة، الاستثناء الوحيد هو علم "أبولو 11"، الذي لم يعد قائماً ووقع على أرض القمر بعد أن اصطدم عن طريق الخطأ بعادم صاروخ الإقلاع.

أما فيما يتعلّق بمسألة رفرفة العلم الأمريكي في صور رحلة "أبولو 11"، أشار مركز الفضاء الوطني البريطاني في ليستر، إلى أن حركات العلم كانت بسبب رواد الفضاء أنفسهم وليس بسبب الرياح غير الموجود أصلاً على سطح القمر. ولفت إلى أن سبب تموج العلم يرجع إلى أن رواد الفضاء قاموا بتدويره ذهاباً وإياباً من أجل غرزه في تربة القمر، الأمر الذي جعل العلم يتموج مثل "البندول".

برنامج "أبولو"

عندما وضع نيل أرمسترونج أولى خطواته على سطح القمر وقال واحدة من أكثر الجمل شهرة على الإطلاق: "هذه خطوة صغيرة للإنسان لكنها قفزة عملاقة للبشرية" (Others)

إبان الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وفي ظلّ سباق حرب استكشاف الفضاء، تمكّنت الولايات المتحدة من حسم صراع الفضاء لصالحها بعد أن تمكّن رائدا بعثة "أبولو 11" نيل أرمسترونج وإدوين ألدرين بالهبوط على سطح القمر وزرع العلم الأمريكي على سطحه يوم 20 يوليو/تموز 1969 بأمر من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.

ولأجل تحقيق التفوّق الفضائي، وبتكلفة إجمالية تجاوزت الـ25 مليار دولار، تمكّنت وكالة "ناسا" من خلال برنامجها الفضائي التي أطلقت عليه اسم "أبولو" من القيام بـ11 رحلة فضائية، هُبط معظمها على القمر. فخلال الرحلات الـ4 الأولى اختبرت الأنظمة والمعدات المستخدمة في برنامج "أبولو"، فيما هبطت 6 من الرحلات الـ7 الأخرى على سطح القمر.

يُذكر أن أول رحلةٍ فضائية لبرنامج "أبولو" أُجريت في عام 1968، وكان أول هبوطٍ بشري على سطح القمر في عام 1969، أما آخر هبوط في عام 1972. بالمجمل، مشى ما مجموعه 12 رائد فضاء على سطح القمر وأجروا أبحاثاً علميةً هناك، كما درسوا سطح القمر وجمعوا صخوراً منه لإعادتها إلى الأرض، لعلّ أشهرهم رائد الفضاء نيل أرمسترونج، أول شخص يمشي على سطح القمر.

TRT عربي
الأكثر تداولاً