هل واشنطن جادة بإقامة دولة فلسطينية أم أنها محاولة للضغط على إسرائيل؟ / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه مراراً وتكراراً عن دعمهم الكامل للهجوم الإسرائيلي على غزة، لكن واشنطن قدمت مع ذلك مؤشرات عما تود رؤيته بعد العدوان. وقالت الإدارة الأمريكية إنها لا تدعم الوجود العسكري الإسرائيلي إلى أجل غير مسمى في المنطقة، وتعارض تقليص حجم القطاع المحاصر أو تهجير سكانه بشكل دائم.

ومع ذلك، شكك كثيرون في جدية هذه التصريحات التي تصدر من الإدارة ذاتها التي تعرقل صدور قرار دولي لوقف العدوان الإسرائيلي الذي دخل شهره الخامس على غزة.

جدول زمني

تأمل إدارة بايدن في استخدام صفقة إطلاق سراح المحتجزين للانتقال من حرب غزة إلى تحقيق اختراق إقليمي تاريخي أوسع بين إسرائيل ودول المنطقة.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الخميس، أن الولايات المتحدة تجري مناقشات سريعة بالاشتراك مع عديد من الدول العربية لتطوير خطة سلام مفصلة وشاملة لتحقيق سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية، يمكن إعلانه في أقرب وقت ممكن خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ومن المتوقع أن يكون الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق فعلي قصير بسبب الانتخابات الأمريكية المقبلة، خصوصاً وأن إدارة بايدن تريد إبرام صفقة مع بعض الدول العربية وخاصة السعودية قبل الصيف عندما تكون الحملة الرئاسية على قدم وساق.

رفض إسرائيلي

بخلاف الرغبة الأمريكية المعلنة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منتصف الشهر الماضي، إنه أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية "في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة". وتعهد بالمضي قدماً في الهجوم على غزة حتى تحقق إسرائيل "انتصاراً حاسما على حماس"، رافضاً فكرة الدولة الفلسطينية، وقال إنه "نقل مواقفه إلى الأمريكيين".

وقال نتنياهو: "في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن". وأردف: "يجب أن يكون رئيس الوزراء قادراً على قول (لا) لأصدقائنا"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما نقلته الأناضول.

ولكن حتى في الوقت الذي يعمل فيه المشاركون في التخطيط -بما في ذلك مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وممثلون فلسطينيون، بالإضافة إلى الولايات المتحدة- على التوصل إلى اتفاق فيما بينهم، توجد مخاوف جديدة من أن الهجوم الإسرائيلي الذي يلوح في الأفق على رفح سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة من شأنه أن يدفع أزمة غزة إلى أبعادها القصوى ودفن صفقة المحتجزين وجهود السلام طويلة الأمد، وفق واشنطن بوست.

"تكتيك سياسي"

في لقاء مع إذاعة "إف إم 103" الإسرائيلية، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس ملكا إن الحديث الأمريكي عن الاعتراف بدولة فلسطينية، إشارة موجّهة إلى إسرائيل من باب الضغط ليس إلا.

وأشار ملكا إلى أن واشنطن ليست جدية في إثارتها موضوع الدولة الفلسطينية، وإنما تريد الضغط على إسرائيل فقط، التي تتلكأ في التعاون مع المبادرات الأمريكية منذ بدء الحرب على غزة.

بالمقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة، أن إسرائيل تخشى الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعربت مصادر سياسية في إسرائيل عن قلقها من النشاط المكثف للإدارة الأمريكية للترويج لفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل حكومة موحدة على أساس ما يعرف بـ "السلطة الفلسطينية المتجددة" حتى دون موافقة تل أبيب، حسب الأناضول.

TRT عربي