"البحث عن السلام".. هل ينجح الرئيس التايواني السابق في وقف الحرب المرتقبة؟ / صورة: Reuters (Handout/Reuters)
تابعنا

بعد زيارة تاريخية إلى الصين، الاثنين، أصبح الرئيس التايواني السابق ما ينج جيو أول زعيم تايواني حالي أو سابق يزور البر الرئيسي للصين منذ الثورة الشيوعية عام 1949، قائلاً إنه يأمل في إحلال السلام وتحسين العلاقات، وفقاً لما نقلته رويترز.

إن رمزية أي زعيم تايواني يزور الصين مهمة جداً، فبينما جذبت المتظاهرين إلى مطار تايبيه، مُنح وصوله إلى الصين استقبالاً أمنياً على مستوى رئيس الدولة، كما استقبله نائب مدير مكتب شؤون تايوان الصيني تشن يوان فنغ يوم الاثنين عند وصوله إلى مطار بودونغ بشانغهاي.

وعلى الرغم من قوله، خلال حديثه للصحفيين قبل مغادرته من المطار الدولي الرئيسي في تايوان، إنه "سعيد جداً للذهاب في رحلة حيث سيقدم محاضرة للطلاب ويقدم الاحترام لمقابر أسلافه في الصين"، فإن الزيارة تعرضت لانتقادات حادة من الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم.

"زيارة البحث عن السلام"

الرجل البالغ من العمر 73 عاماً في الصين في زيارة تاريخية، هي الأولى لرئيس تايواني حالي أو سابق منذ عام 1949. في العقود التي تلت ذلك، تصاعدت التوترات حيث تعهدت بكين بضم تايوان بموجب ما تسميه "إعادة التوحيد". أصبحت حكومة وشعب تايوان معارضين بشكل متزايد لاحتمال الحكم الصيني، وقلة منهم تعتبر نفسها صينيين.

الرئيس التايواني السابق ما ينج جيو يزور الصين بصفته الخاصة في جولة تستغرق 12 يوماً، حيث أحضر وفداً من الأكاديميين وطلاب الجامعات للتبادل، بالإضافة إلى أفراد من عائلته، لكن الرحلة مليئة بالمعنى السياسي.

لكن ما ينج جيو، الرئيس من عام 2008 إلى عام 2016، يعتقد أنه يمكن أن يساعد في عملية السلام. حيث وقف أمام ضريح صن يات صن في نانجينغ يوم الثلاثاء ودعا الناس على جانبي مضيق تايوان للعمل معاً من أجل السلام، وقال مستخدماً مصطلحات صينية تشير إلى العرق وليس الجنسية: "إن الناس على جانبي مضيق تايوان هم من الصينيين، وكلاهما من نسل أباطرة يان والأصفر"، وفقاً لما نقلته الغارديان.

وأضاف "ما": "نأمل مخلصين أن يعمل الجانبان معاً للسعي لتحقيق السلام وتجنب الحرب والسعي لإعادة إحياء الصين... هذه مسؤولية لا مفر منها للشعب الصيني على جانبي المضيق، ويجب أن نعمل بجد". وأردف قائلاً: "بصرف النظر عن الذهاب لتقديم القرابين لأسلافي، فإنني أصطحب أيضاً طلاب جامعة تايوان إلى البر الرئيسي للقاء زملائهم الطلاب في الجامعات الصينية، على أمل تحسين المناخ الحالي عبر المضيق من خلال حماس الشباب وتفاعلهم، حتى يتحقق السلام بشكل أسرع".

انتقادات حادة

تأتي زيارة الرئيس السابق في وقت تصاعدت فيه التوترات بين بكين وتايبيه حيث تواصل الصين الضغط العسكري والسياسي لمحاولة إقناع تايوان الديمقراطية بقبول السيادة الصينية، كما تتزامن مع زيارة مهمة للرئيسة الحالية تساي إنغ ون إلى الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى هذا الأسبوع.

وانتقد الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان ما لزيارته يوم الاثنين، قائلاً إنه غير مناسب لأن تايوان خسرت شريكاً دبلوماسياً آخر من بين 14 شريكاً دبلوماسياً -يعترفون باستقلال تايوان- لها أمام الصين، وذلك بعدما أنهت هندوراس حليفة تايوان السابقة العلاقات مع تايبيه لصالح بكين في اليوم السابق.

وبينما نظمت مجموعة متظاهرين من مجموعة مؤيدة للاستقلال مظاهرة في منطقة المغادرين في مطار تايوان قبل رحيل ما. على الجانب الآخر، جاءت مجموعة صغيرة من المعسكر المؤيد للوحدة إلى المطار لإظهار دعمهم، وهتفوا قائلين: "العلاقات عبر المضيق مثل الزهور التي تتفتح في الربيع وكلا الجانبين عائلة".

هل تنجح الزيارة في إخماد نيران الصراع؟

مع تحول العلاقات بين تايوان والولايات المتحدة لتصبح أقوى من أي وقت مضى منذ أن حولت واشنطن الاعتراف الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين في عام 1979، يتعرض الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ضغوط هائلة، ما دفعه إلى القول سابقاً إن هدف الصين في السيطرة على تايوان لا ينبغي أن يترك للجيل القادم، وفقاً لما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وبينما عبّر البعض في إدارة بايدن بالقلق من أن زيارة الرئيس السابق إلى الصين ستعطي بكين ذريعة لإجراء تدريبات عسكرية قرب الجزيرة، كما فعلت الصيف الماضي، أو تقويض أمن تايوان بطرق أخرى، يرى المراقبون أن زيارة الرئيسة الحالية إلى الولايات المتحدة هدفها تعزيز فرص نائبتها في الفوز بانتخابات محورية خلفاً لها في أوائل العام المقبل عندما تنتهي ولاية الرئيسة الحالية.

يذكر أن الرئيس التايواني السابق ما ينج جيو هو عضو بارز في حزب المعارضة الرئيسي في تايوان، الكومينتانغ (KMT)، الذي يفضل العلاقات الوثيقة مع الصين على الرغم من أنه ينفي بشدة أن يكون مؤيداً لبكين. ويقول حزب الكومينتانغ إن التواصل مع الصين مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى بسبب التوترات عبر مضيق تايوان.

وسبق أن التقى ما بالرئيس الصيني شي جين بينغ في سنغافورة أواخر 2015 قبل وقت قصير من انتخاب الرئيسة الحالية تساي إنغ ون، التي رفضت بكين دعواتها مراراً لإجراء محادثات لاعتقادهم بأنها انفصالية.

TRT عربي