مجلس النواب الأمريكي يفشل في اختيار رئيس له للمرة الحادية عشرة/ صورة: AP (Evan Vucci/AP)
تابعنا

لليوم الثالث على التوالي وبعد أحد عشر اقتراعاً، فشل زعيم الجمهوريين كيفن مكارثي في حسم الاقتراع لصالحه، ليسجل إثرها سابقة في تاريخ مجلس النواب الأمريكي أكثر محاولات تصويت فاشلة لاختيار رئيس له.

هذا وتتعدد أسباب فشل مكارثي في حسم رئاسة المجلس، أبرزها عدم إجماع الجمهوريين عليه والمنافسة الشرسة من أسماء أخرى من الحزب نفسه. ويزيد صعوبة معادلة هذا الاقتراع، القانون الأمريكي الذي يسمح للنواب بترشيح والتصويت لأسماء يمكن لها أن تكون من خارج المجلس، فضلاً عن الأغلبية الضئيلة التي حظي بها الجمهوريون خلال الانتخابات الماضية.

11 تصويتاً فاشلاً في ثلاث أيام

وفشل مكارثي في حسم الاقتراعات الست التي أجريت خلال اليومَيْن الأولَيْن، وفي اليوم الثالث دخل بزخم جديد حاول من خلاله استمالة معارضيه، عبر تقديم تنازلات كبيرة لنحو 20 منهم، وفق ما تداولته وسائل الإعلام. ورغم كل هذا فشل زعيم الجمهوريين في الحصول على المنصب لليوم الثالث وبعد أحد عشر اقتراع، فاز خلال تاسعها بـ200 صوت، أي أقل 18 صوتاً عن 218 صوتاً اللازمة للفوز.

وواجه مكارثي معارضة من أعضاء الحزب الجمهوري أنفسهم، ومنهم عضوة الكونغرس لولاية كولورادو لورين بويبرت، والتي رشحت النائب كيفين هيرن من أوكلاهوما للاقتراع التاسع. وتلقى هيرن، رئيس لجنة دراسة الحزب الجمهوري، دعم عديد الأعضاء في الجولات الثلاث الأخيرة من التصويت.

وأدلى عضو الكونغرس اليميني المتطرف مات جايتس، وهو جمهوري من فلوريدا، بصوته مرتين لصالح الرئيس الأسبق دونالد ترمب، نظراً إلى أن دستور الولايات المتحدة لا يشترط أن يكون رئيس مجلس النواب عضواً فيه، قبل أن ينقلب بعدها لدعم النائب كيفين هيرن.

وانتقد الديمقراطيون فشل نظرائهم الجمهوريين في حسم تعيين اسم لرئاسة المجلس. وقال النائب الديمقراطي بيت أغيلار، ساخراً من احتفال الديمقراطيين بتمرير قرار تأجيل التصويت، يوم الأربعاء، بأنه : "لا انتصار في التأجيل دون القيام بأعمال الشعب".

ومن جانبهم التفّ الديمقراطيون حول مرشحهم النائب حكيم جيفرز، الذي يطمح إلى أن يكون أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لمجلس النواب. وفي ست مناسبات احتل جيفريز الصدارة بفارق 212 صوتًا متقدمًا على الجمهوري مكارثي. غير أن ما يعيق مساره هو صعوبة حصوله على أصوات الجمهوريين، اللازمة لكي يحسم السباق الانتخابي لنفسه.

ما أسباب فشل اختيار رئيس لمجلس النواب؟

والسبب الرئيسي لتعطيل اختيار رئيس مجلس النواب، رغم المحاولات العديدة، يتمثّل في الأغلبية الضئيلة التي حصل عليها الجمهوريون بالانتخابات النصفية الأخيرة التي أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ يحظى الجمهوريون بـ222 مقعداً، أي بفارق سبعة مقاعد فقط عن الديمقراطيين.

ويحتّم ذلك على مكارثي، إن أراد الفوز بمنصب رئاسة المجلس، ألَّا يفقد دعم أكثر من أربعة نواب جمهوريين. وهو ما يضعه في معادلة صعبة، تدفع منتقديه إلى الضغط من أجل تحصيل تنازلات أكبر خلال المساومة على قلب موقفهم إلى دعمه. والدليل على ذلك، أن معارضي مكارثي لم يُظهروا أي علامة على التراجع، وبدلاً من ذلك احتفلوا بالجمود المستمر علامةً على نقاش حاد.

يُضاف إلى هذا حسب مراقبين سماح الدستور الأمريكي بترشيح أشخاص من خارج المجلس، ما أسهم في تشتيت الأصوات.

TRT عربي