يتبادل المسؤولون والاقتصاديون الأتراك والقطريون الترحيب بزيادة الاستثمارات بينهما على نحو مستمر (Muhammed Yaylali/AA)
تابعنا

تشهد العلاقات التركية-القطرية تطوراً متنامياً وتعاوناً متواصلاً على مختلف الأصعدة، وذلك مع وجود تناغم سياسي كبير واتّفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية.

وينعكس ذلك إيجابياً على حجم التبادل التجاري، والاستثمار المتبادل بين البلدين الشقيقين، علاوة على قطاع السياحة الذي يشهد نمواً ملحوظاً لا سيّما من الجانب القطري، إذ ارتفع عدد الزائرين القطريين لتركيا من قرابة 30 ألفاً في 2016، إلى نحو 110 آلاف عام 2019.

وتعمل مئات الشركات والمؤسسات من الجانبين على تدشين مشاريع ضخمة وشراكات استثمارية مليارية في عشرات المجالات على نحوٍ متبادل، ليصل عدد الشركات التركية الاستثمارية بالدولة الخليجية إلى نحو 600 شركة ومؤسسة، فيما قارب عدد نظيراتها القطرية في تركيا نحو 200 شركة ومؤسسة، وفق ما أعلنت جهات حكومية من الجانبين.

ووقَّعت أنقرة والدوحة، الثلاثاء، 15 اتفاقية جديدة عقب انتهاء الاجتماع الـ12 للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. ليبلغ بذلك عدد الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية والثقافية الموقَّعة بين البلدين 77 اتفاقية.

ترحيب وتسهيلات

يتبادل المسؤولون والاقتصاديون الأتراك والقطريون الترحيب بزيادة الاستثمارات بينهما على نحو مستمر. وتحظى الشركات التركية العاملة في قطر بسمعة طيبة ودعم محليّ واسع.

وفي هذا الصدد أشاد نائب رئيس غرفة تجارة قطر محمد الكواري بالشركات التركية ودعاها للمشاركة في مشاريع أكبر مضيفاً: "يمكنك رؤية بصمة الشركات التركية على الطرق ومشاريع الملاعب والعديد من مشاريعنا الهامة، وهم يعملون على نحو عالي الجودة ويلتزمون بتسليم العمل بالوقت المحدّد".

فيما قال الرئيس التنفيذي لوكالة ترويج الاستثمار في قطر، علي بن الوليد آل ثاني، إنّ "بلاده فخورة بالزيادة الحاصلة في عدد الشركات التركية العاملة في البلاد"، مؤكّداً أن قطر ترحّب بالقدرات والخبرات المتنوّعة للشركات التركية.

وتعمل السفارة التركية بالدوحة بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية القطرية على خلق بيئة مناسبة وجاذبة للمستثمرين الأتراك الراغبين في تدشين مشاريعهم في قطر، عبر إزالة العوائق وتذليل الصعاب أمامهم.

ولفت سفير تركيا لدى الدوحة مصطفى كوكصو، إلى وجود "تسهيلات للمستثمرين، تقوم بها السفارة في الجوانب الإدارية والقانونية بما يخص سمات الدخول والتأشيرات إلى تركيا". كما يقدّم المسؤولون القطريون معلومات مفصّلة حول أحدث التغييرات في قانون العمل والتشريعات الجديدة في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية.

وبلغ حجم المشروعات التي نفذتها شركات تركية في قطر خلال السنوات الأخيرة ما يزيد عن 130 مشروعاً بقيمة تتجاوز 15 مليار دولار، حسْبما صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغرفة قطر التجارية.

المقاولات والبنية التحتية

تولّت شركات مقاولات تركية تنفيذ مشاريع الإنشاءات والبنية التحتية في قطر، حيث تتميّز الشركات التركية في ذلك القطاع، وتشيّد مشاريعاً ضخمةً بدءاً من المرافق العامة، والمنشآت الحيوية، مروراً بالطرق السريعة والجسور، وصولاً إلى ملاعب كرة القدم.

وتلعب الشركات التركية دوراً رئيسياً في إنجاز تطوير مشاريع ضخمة قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم أواخر العام القادم، والتي تستضيفها قطر. لتصبح الأخيرة سابع أكبر سوق إنشاءات للشركات التركية.

وشيّدت شركة "تكفن" التركية، طريق الخور الرئيسي بطول 33 كيلومتراً قبل موعد افتتاحه المحدّد بنحو عام كامل، ومن المقررّ للطريق أن يصبح حلقة وصل بين استاد "البيت" واستاد "لوسيل" الموندياليين.

كما شيّدت الشركة ذاتها استاد الثمامة وهو أحد الملاعب الثمانية التي تستضيف مباريات كأس العالم 2022، بتصميم يعكس الثقافة القطرية والعربية.

وبُنيَ الاستاد وفق معايير عالمية في الاستدامة، وتُحيط به حديقة تبلغ مساحتها 50 ألف متر مربع، وتضم نحو 400 شجرة. ونال الاستاد، نظراً لتصميمه الفريد، جائزة "MIBIM" المرموقة لمسابقة مشروعات الهندسة المعمارية المستقبلية.

ويضاف إلى ذلك عشرات من مشاريع الإنشاءات والبنية التحتية الكبرى الّتي نفّذتها شركات المقاولات التركية على نحو متميّز، ما يتفح آفاقاً جديدة للتعاون التركي-القطري في القطاع الاستثماري.

الصناعات الدفاعية والمنتجات الغذائية

تأتي منتجات الصناعات الدفاعية في مراتب متقدمة بين الاستثمارات التركية في قطر، وقال رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير: "تنعكس علاقاتنا الجيدة بشكل عام في قطر أيضاً على تعاوننا بالصناعات الدفاعية".

وأردف دمير أنّ بلاده تصدّر لقطر العديد من المعدّات العسكرية مثل المركبات المدرّعة وأنظمة الحرب الإلكترونية وكاشفات الكاميرات ومختلف المعدات الأمنية.

وافتتحت شركة أسيلسان التركية للصناعات الإلكترونية العسكرية، والتي تُعَد الشركات التركية الرائدة في تصميم وإنتاج وتركيب أدوات وأنظمة الاتصالات بين القوات البرية والجوية والبحرية، فرعاً لها في قطر مطلع العام الجاري، وذلك عقب توقيعها اتفاقية مع شركة برزان القابضة التابعة لوزارة الدفاع القطرية، لنقل الخبرات التكنولوجية، وإنتاج أنظمة تحكّم عن بعد بالأسلحة المثبتة، لصالح القوات المسلحة القطرية.

وكانت أسيليسان أسست في أكتوبر/تشرين الأوّل 2018، شركةً تحمل اسم "برق" في قطر، بالاشتراك مع كل من شركتي برزان و"SSTEK" التركية لتقنيات الصناعات الدفاعية.

ووقّعت مجموعة "دوغوش هولدنغ"، إحدى أكبر شركات القطاع الخاص في تركيا، اتفاقية مع وكالة ترويج الاستثمار القطرية للتوسّع بأنشطتها في العديد من القطاعات الحيوية في قطر، والّتي تشمل الأغذية والمشروبات والضيافة وقطاع البناء.

ووصلت الاستثمارات التركية في قطر إلى القطاع الزراعي أيضاً، حيث تعمل على تكثيف التعاون في تكنولوجيا الزراعة، وتبادل الخبرات، وعرض الابتكارات الحديثة في التقنيات الزراعية.

TRT عربي