يقع المخيم في منطقة مخمور التي تبعد مسافة 65 كم عن وسط مدينة أربيل و180 كم عن الحدود التركية (AA)
تابعنا

لم تنفك تركيا على مدار سنوات طويلة من محاربة ومجابهة التنظيمات الإرهابية التي تهدف إلى إلحاق الضرر بأهداف مدنية وعسكرية تركية، في الداخل والخارج، وبالأخص محاربة تنظيم PKK الإرهابي وتضييق الخناق عليه شمال العراق تحديداً.

ولطالما أولت تركيا منطقة قنديل شمالي العراق باهتمام من نوع خاص أثناء عملياتها العسكرية، خصوصاً بعد أن لجأ مقاتلو وقيادات تنظيم PKK الإرهابي للتمركز والاختباء هناك، بعد نجاح القوات العسكرية التركية في استهداف عناصر التنظيم وتجفيف منابعه داخل حدود تركيا.

وفي الآونة الأخيرة، عاد مخيم مخمور إلى الواجهة مجدداً بعد أن أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدفاً جديداً للقوات المسلحة التركية في حربها على الخلايا والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم PKK الإرهابي. وقال الرئيس أردوغان الذي تحدث في بث خاص لقناة TRT، الثلاثاء، "إن مخيم مخمور منشأ الإرهابيين لمنطقة قنديل".

وبعث الرئيس التركي رسائل تهديد شديدة اللهجة إلى التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على المخيم، وأشار إلى احتمالية البدء بتنفيذ عملية عسكرية واسعة تستهدف مخيم مخمور والمنطقة المحيطة به، كما طالب أردوغان الحكومة العراقية والأمم المتحدة المسؤولة الفعلية عن المخيم، باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إخراج العناصر الإرهابية التي تسيطر بالكامل على مخيم مخمور.

مخيم مخمور

يقع المخيم في منطقة مخمور التي تبعد مسافة 65 كم عن وسط مدينة أربيل و180 كم عن الحدود التركية، أنشأته الأمم المتحدة عام 1992 من أجل إيواء لاجئين كانوا قد فروا من مناطق المواجهات العسكرية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني الإرهابي. وفي عام 2011، اعترفت الحكومة العراقية والأمم المتحدة بمخيم مخمور على أنه مخيم رسمي يتبع سلطة الأمم المتحدة، حيث قبلت الحكومة العراقية سكان المخيم كلاجئين، ووفق بعض التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، يعيش اليوم آلاف اللاجئين في المخيم.

وخلف مخيم مخمور يقع جبل كرجاك، أحد المناطق التي ينتشر فيها تنظيم PKK الإرهابي، ومن المعروف أيضاً أن هناك نقاط تفتيش تابعة للتنظيم في المنطقة التي يقع بها المخيم. وعلى مدار فترة طويلة، رصدت تقارير استخباراتية تركية تسلل عناصر التنظيم إلى المخيم بهدف السيطرة عليه وتحويله إلى مركز جذب وتدريب للإرهابيين.

وفي وقت سابق، اتهمت تركيا كلاً من الحكومة العراقية والأمم المتحدة بالتساهل مع تنظيم PKK الإرهابي الذي يخطف الأطفال من عائلاتهم، بهدف تدريبهم على حمل السلاح والقتال ومن ثم إرسالهم لمواجهة الجيش التركي. والثلاثاء، هدد أردوغان بالقول "إذا لم تطهر الأمم المتحدة المخيم من تنظيم PKK الإرهابي، سنفعل نحن ذلك باعتبارنا دولة عضو بالأمم المتحدة".

تحوّل من مخيم للاجئين إلى حاضنة لتفريخ الإرهابيين

وأكد الرئيس التركي أنه "دون القضاء على خلايا تفريخ الإرهابيين في كل من قنديل ومخمور، فلن يجري القضاء على الإرهاب والعنف بشكل نهائي".

ونوه أردوغان في لقائه التلفزيوني، إلى أن تركيا تولي اهتماماً بالغاً لما يجري في مخيم مخمور، بالقدر نفسه الذي توليه لمنطقة قنديل، ووصف في تصريحاته بأن منطقة مخمور بشكل عام والمخيم بشكل خاص تحول من مخيم لاجئين إلى حاضنة لتفريخ وتدريب الإرهابيين ومن ثم تصديرهم إلى قنديل، وأضاف "إن لم نوقف هذا الأمر سوف يستمر تفريخ الإرهابيين"، واسترسل قائلاً: "لقد قلنا للجانب العراقي إذا كنتم تريدون تطهير المنطقة من الإرهابيين فسنترك الأمر لكم، لكن إن لم تقوموا بهذه المهمة سوف نقوم نحن بها، سندخل ونضرب هناك".

وقال خبير الإرهاب والأمن التركي، جوشكون باشبوغ، في لقاء مع TRT "إن المخيم قد تحول تحت رعاية الأمم المتحدة إلى مركز لتنظيم النشاطات الإرهابية"، ووصف المخيم بالمشروع الاستراتيجي لتنظيم PKK الإرهابي بسبب موقعه الجغرافي، فضلاً عن اعتباره حاضنة لتفريخ وتدريب الإرهابيين الذين جرى اختطافهم من عائلتهم.

ووفق بعض التقارير الأمنية، يتمركز في جبل كرجاك القريب من مخيم مخمور من 300 إلى 400 عنصر من تنظيم PKK الإرهابي، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن أعداداً أكبر بكثير جداً من الإرهابيين موجودة في منطقة مخمور ومخيمها.

تحولت تركيا من الرد إلى المبادرة والتدمير

بعد تشديد الرئيس أردوغان على فكرة أن تركيا مصممة على تجفيف منابع الإرهاب، وصف الاستراتيجية التركية الجديدة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي تتمثل بكون تركيا لم تعد تنتظر حدوث أعمال إرهابية من أجل الرد عليها، بل أصبحت تسعى وتبادر في البحث عن العناصر الإرهابية وتضيق الخناق عليهم، فضلاً عن إيجاد وتدمير الخلايا الإرهابية النائمة.

وعقب اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي ترأسه أردوغان، الأربعاء، صدر البيان الذي أكد استمرار تركيا في مواصلة عملياتها العسكرية ضد التنظيمات والخلايا الإرهابية، وبالأخص تنظيم PKK الإرهابي الذي يتركز في مناطق قنديل ومخمور شمال العراق، وأن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى استكمال أهدافها الرامية للقضاء كلياً على كل ما قد يهدد أمن تركيا واستقرارها.

وشدد البيان على احترام تركيا سيادة جيرانها ووحدة أراضيهم، وأوضح أن هدف العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة التركية هو تأمين الحدود التركية فقط، مستندة في ذلك إلى المشروعية التي يمنحها إياها القانون الدولي.

TRT عربي