التصعيد بين الجانبين أخذ منعطفاً جديداً بعد قرار واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط (Reuters)
تابعنا

ازداد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، منذ القرار الإيراني بتخفيض مزيد من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، بعد أيام من التصعيد الأمريكي الإيراني المتبادل.

التصعيد الذي بدأ من قرار واشنطن إنهاء الإعفاءات الممنوحة للدول التي تشتري النفط الخام الإيراني، وصولاً إلى قرارها إرسال حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، يكاد يكون حرب خطابات كلامية، في الوقت الذي يبدو فيه أي تصعيد عسكري أمراً مستبعداً، وفق تصريحات من الجانبين.

حرب نفسية ليس إلّا

قال قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده، الإثنين، إن الوجود العسكري الأمريكي في الخليج كان دوماً يمثل تهديداً خطيراً، لكنّه أصبح الآن هدفاً، حسب ما نقلته وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء.

وأضاف حاجي زاده أن "حاملة طائرات تسع ما بين 40 و50 طائرة على الأقل، وقوات قوامها نحو ستة آلاف جندي على متنها، كانت في السابق تشكل تهديداً خطيراً لنا، لكن الآن تحولت التهديدات إلى فرص"، متابعاً "إذا أقدم الأمريكيون على خطوة، فسنضربهم في الرأس".

وكان العسكري الإيراني يشير إلى إرسال الجيش الأمريكي قوات شملت حاملة طائرات وقاذفات B-52 إلى الشرق الأوسط، لمواجهة ما قالت إدارة ترمب إنها "مؤشرات واضحة" على تهديدات تمثلها إيران للقوات الأمريكية هناك.

بدوره، قال قائد البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادي، الأحد، إنه ينبغي أن ترحل القوات الأمريكية من المنطقة، وأضاف "وجود الأمريكيين في الخليج، وصل إلى نهايته وينبغي أن يتركوا المنطقة".

من ناحية أخرى، نقل المتحدث باسم البرلمان بهروز نعمتي عن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله، في جلسة برلمانية مغلقة، الأحد، إن الولايات المتحدة بدأت حرباً نفسية في المنطقة.

وأضاف سلامي أن حرباً أمريكية على إيران أمر مستحيل، وأن واشنطن تنقصها القوة العسكرية.

في السياق ذاته، كتب المحرر الدبلوماسي في صحيفة الغارديان البريطانية باتريك وينتور أن "التصريحات الإيرانية مجتمعة تمثّل تصعيداً للخطابات العنترية بين واشنطن وطهران، منذ أن قررت الأخيرة بدء الانسحاب الجزئي من الاتفاق النووي الأسبوع الماضي".

انزعاج أوروبي

قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، الإثنين، إن إيران والولايات المتحدة قد تشعلان دون قصد "صراعاً في منطقة الخليج المضطربة بالفعل"، داعياً لفترة هدوء، وذلك قبيل محادثات بين الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وقال هنت للصحفيين لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "نحن قلقون للغاية من نشوب صراع، ومن خطر اندلاع صراع، ومن حدوث تصعيد دون قصد".

من جهة أخرى، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو سيلغي زيارة موسكو خلال رحلته إلى روسيا، لكنه سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف في منتجع سوتشي على البحر الأسود مثلما هو مقرر، الثلاثاء، لبحث مسألة إيران، حسب وكالة رويترز.

وأضاف المسؤول أن بومبيو، الذي غادر من قاعدة أندروز المشتركة القريبة من واشنطن في طريقه إلى بروكسل، ليعقد محادثات مع مسؤولين أوروبيين بشأن إيران وقضايا أخرى اليوم، الإثنين، قبل أن يتوجه إلى روسيا.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً جاء فيه أن "الولايات المتحدة وإيران لا تزالان بعيدتين عن إعلان الحرب"، وأن "وزير الخارجية الأمريكي ردّ بحذر على الإعلان الإيراني، قائلاً إنه كان "مبهماً بشكل متعمّد".

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في لقاء إعلامي يعرض مساء الإثنين، إنه "إذا قررت إيران استهداف مصالح أمريكية، سواء في العراق أو أفغانستان أو اليمن أو أي مكان في الشرق الأوسط، فإننا مستعدون للرد بالطريقة الملائمة"، مضيفاً "هدفنا ليس الحرب".

عدم رغبة واشنطن في الحرب يشير إليه أيضاً ما ذكرته قناة CNN الأمريكية عن أن البيت الأبيض أعطى رقماً هاتفياً للسويسريين للاتصال بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في حالة رغبة المسؤولين الإيرانيين في إجراء محادثات.

ورداً على ذلك، قال رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، الأحد، إنه "لا أحد في طهران سيتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب".

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين في البرلمان الإيراني، رداً على دعوة ترمب المسؤولين الإيرانيين للاتصال به.

وأردف "لا أحد من المسؤولين الإيرانيين سيتصل بترمب، ويجب على الأمريكيين مستقبلاً أن يتحلوا بجدية أكبر في المحادثات مع إيران".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً