مجسم معركة "ملاذكرد" التي شكلّت منعطفاً تاريخياً استثنائياً في المنطقة.  / صورة: AA (AA)
تابعنا

إذا تجولّت في متحف الآثار والمتحف البانورامي بمدينة موش التركية، ستجد نفسك في رحلة بين الماضي والمستقبل، تُعرض عليك فيها أحداث معركة "ملاذكرد" التاريخية، ورؤية تركيا للأعوام 2023 و2053 و2071.

ومعركة "ملاذكرد" تعود إلى عام 1071، وتمكن فيها السلطان السلجوقي محمد آلب أرسلان من هزيمة الجيش الروماني بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس.

وبسبب ذلك الانتصار، فتح السلاجقة الطريق أمام الأتراك للتقدّم نحو آسيا الصغرى (الأناضول) وشكلّت تلك اللحظة منعطفاً تاريخياً في المنطقة.

وأُنشئ متحف الآثار بعد ترميم مبنى المدرسة التاريخية التي بُنيت وسط مدينة موش عام 1938، فيما افتُتح المتحف البانورامي قبل عامَين في قضاء ملاذكرد، الذي شهد ساحة المعركة.

undefined (AA)

مقتنيات أثرية

بين المقتنيات القيمة للمتحف البانورامي، نصب تذكاري لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، إضافة إلى مجسمات صغيرة لمعركة "ملاذكرد"، ومجسم لسفينة "بانديرما" التي نقلت أتاتورك ورفاقه من إسطنبول إلى مدينة صامصون قبيل حرب الاستقلال (1919 – 1923).

كما يضم المتحف تماثيل لسلاطين آل عثمان، ومجموعة من القطع الأثرية والموجودات الثقافية، ومجسمات ومقتنيات تجسد ما حدث ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016، وموجودات تتعلق بالحياة اليومية لسكان المنطقة قديماً، وأقساما وصوراً تشرح رؤية تركيا للأعوام 2023 و2053 و2071.

undefined (AA)

أما متحف الآثار، فيعرض ما يقرب من ألفَي قطعة أثرية من العصور النحاسية والبرونزية والحديدية والهلنستية والإمبراطورية الرومانية الشرقية والفترات السلجوقية والعثمانية وأجزاء من التاريخ الحديث.

ويمكن لزوار المتحف المحليين والأجانب التعرف على التاريخ القديم للمنطقة، ابتداءً من العهد السلجوقي وحتى الوقت الحاضر، من خلال الاطلّاع على أقسام القطع الأثرية والرسوم والمجسمات.

تاريخ يُعاش

من جانبه، قال والي موش، إيلكر كوندوزوز: "هذان المتحفان مثيران للاهتمام، ويشكلّان في الوقت نفسه نقطة جذب لعشاق الفن والتاريخ في موش والولايات المجاورة"، وفق حديثه إلى وكالة الأناضول.

وتابع: "هذان المتحفان يشكلان ملتقى للذكريات الجميلة، حيث تعرض قطع أثرية تنتمي إلى حضارات مختلفة، أبرزها حضارة الأورارتو، والعهدان السلجوقي والعثماني".

undefined (AA)

وزاد كوندوزوز: "عندما يدخل الزوار إلى المتحف، وخصوصاً الأطفال منهم، يطلّعون على مجموعة هامة من القطع الأثرية التي توثّق تاريخ المنطقة منذ معركة ملاذكرد عام 1071 حتى العصر الحديث، مروراً بفتح القسطنطينية عام 1453".

بدورها، وصفت الطالبة الجامعية سحر أولو آغاج، زيارتها لمتحف الآثار بمدينة موش، بأنها "زيارة لطيفة للغاية، أخذتها في رحلة شيّقة إلى الماضي العريق".

undefined (AA)

وأضافت: "من الجميل رؤية هذه القطع الأثرية التي تعبر عن ثقافة وتاريخ ولاية موش، أعجبتني القطع الأثرية وأنصح الجميع بزيارتها والتعرف عليها".

فيما قالت هيلين أوزدورو، إحدى زوار المتحف البانورامي في ملاذكرد، إنها "تزور المتحف بصحبة أصدقائها"، مشيرة إلى أنها اطلّعت خلال الزيارة على معلومات تاريخية مهمة عن تاريخ المنطقة ومعاركها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً