أيقونة "القديسة جافلين" (Reuters)
تابعنا

في وقت تواجه فيه أوكرانيا حرباً واسعة على أراضيها، يسعى النشطاء من الدول الحليفة لها، إلى جمع التبرعات لدعم مجهودات الإعمار عندما تحط المعارك أوزارها. أحدهم هو الكندي كريستيان بوريس، مصمم أيقونة "القديسة جافلين"، والذي تعهد برصد أرباحها لذلك الغرض.

وتشهد الأيقونة إقبالاً كبيراً على شبكة الإنترنت، حيث يبيعها المصمم الكندي في شكل ملصقات أو مطبوعة على قمصان، جانياً من ذلك ما قدَّره بـ783 ألف دولار أمريكي. فيما يدل على تنامي رمزية السلاح المضاد للمدرعات لدى الشعب الأوكراني والشعوب المتعاطفة معه، بشكل يبرز من خلال عدد من المظاهر الثقافية.

قصة القديسة جافلين

بصورة للسيدة العذراء حزينة، تنير وجهها هالة القدسية، حاملة على كتفها القاذف الأمريكي المضاد للدروع "جافلين"، وعلى ردائها شعار "تريزوب" "الرمح الثلاثي" الوطني الأوكراني. هي المكونات الأساسية لأيقونة "القديسة جافلين" لمصممها الكندي كريستيان بوريس، والذي أتته فكرتها قبيل الحرب بأيام معدودة.

وعن بدايات هذا المشروع، يحكي بوريس في حديثه مع شبكة "BBC" البريطانية، قائلاً: "عندما أحسست بأن الحرب قادمة، قلت: يجب عليّ أن لا أظل ساكناً". هكذا أتته فكرة تصميم الأيقونة، التي استوحاها من لوحة سابقة للفنان الأمريكي كريس شاو، تصور العذراء حاملة بندقية كلاشينكوف ذهبية.

ويبيع بوريس "القديسة جافلين" على الإنترنت، مطبوعة في ملصقات أو على قمصان أو حقائب أو رايات. "في اليوم الأول الذي أعددت فيه الموقع تلقينا طلبين، قلت إن ذلك رائع. وفي اليوم التالي حصلنا على 1000 دولار كندي (741 دولار أمريكي)، ومن هنا أتت فكرة طباعتها في شكل ملصقات ووضعها على إنستغرام (...) في اليوم التالي لذلك تخطينا عتبة الـ5000 دولار كندي (3707 دولار أمريكي)" يوضح بوريس.

لكن هذه الأرقام تضاعفت بشكل متسارع، ففي اليوم الأول للحرب حصل المصمم الكندي على طلبيات فاق مجموعها 33 ألف دولار أمريكي، والتي تضاعفت بدورها إلى 126 ألف دولار. أما اليوم بلغت مداخيل المصمم من بيع الأيقونة 783 ألف دولار أمريكي، ينوي التبرع بها كلها إلى مجهودات إعادة إعمار أوكرانيا، بعد انقضاء الحرب.

من سلاح إلى ثقافة

منذ التحذيرات الأولى من حدوث هجوم روسي على أوكرانيا، سارع حلفاء كييف الغربيين إلى دعمها عسكرياً بمضادات الدروع الأمريكية جافلين، وتدريب قواتها على استعمال ذلك السلاح، بما يكبح التقدم البري لفيالق المشاة والمدرعات المعادية. هذا وإلى اليوم، بعثت الولايات المتحدة وحدها بأكثر من 5500 قطعة جافلين إلى الأوكرانيين.

وحسب محللين عسكريين، فإن مضادات الدروع "جافلين" ساعدت بشكل كبير القوات الأوكرانية في منع الروس من دخول العاصمة، كذلك كبح تقدمهم على عدة محاور في شرق البلاد وجنوبها. وحسب جون سبينسر، مدير شعبة دراسات حرب الشوارع في منتدى ماديسون، فإن "جافلين هو سلاح ذو قدرات متقدمة ولعب دوراً حيوياً في بقاء الجيش الأوكراني واستمرار صموده في المقاومة وقدرته على تأمين سيطرته على الأرض".

هكذا تحول السلاح الأمريكي إلى رمز في الثقافة الشعبية الأوكرانية، يحمل دلالات المقاومة والدفاع عن الأرض. وهو ما يُعبَّر عنه في إقبال عدد من الأوكرانيين على تسمية حيواناتهم الأليفة بـ "جافلين" الذكور أو "جافلينا" للإناث. كما شرعت مصانع ألعاب الأطفال بتصنيع ألعاب صغيرة تحاكي المدفع الأمريكي المضاد للدروع، وتلقى هي الأخرى إقبالاً كبيراً.

TRT عربي