أمير وضابط وبرلماني.. تعرَّف أبرز قادة "محاولة الانقلاب" الفاشلة في ألمانيا. / الصورة: AP (Others)
تابعنا

فجر الأربعاء استيقظت ألمانيا على وقع عملية أمنية ضخمة وواسعة استهدفت أعضاء في حركة "مواطني الرايخ" (رايخسبرغر)، الذين يعتقدون أن الدولة الألمانية عبارة عن بناء مصطنع حلّ محلّ "الرايخ الألماني" في الحقبة النازية بشكل غير شرعي، كانوا خططوا لاقتحام البرلمان الألماني مع مجموعة مسلحة.

ولكن على الرغم من وصف الادعاء أعضاءها المزعومين بأنهم "طاقم متنوع" من الشخصيات غير المتوقعة، فإن المؤامرة كانت حقيقية. كذلك كانت الأسلحة التي يمتلكونها، وتراخيص السلاح التي بحوزتهم، وكون أفراد يخدمون في الشرطة والجيش من بينهم، وفقاً للغارديان البريطانية.

مستوحين الفكرة من اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي مطلع عام 2021، خطط خمسة وعشرون شخصاً، بينهم أمير يبلغ من العمر 71 عاماً، وضابط سابق في كتيبة المظليين، ونائبة سابقة عن حزب البديل اليميني المتطرف (AfD)، للإطاحة بالدولة الألمانية، عبر هجوم مسلح على البرلمان، واستبدال "النظام الملكي" بها.

كما اعتقلت السلطات الألمانية ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الروسية للاشتباه في دعمهم تنظيم "مواطني الرايخ"، وبينما قال المدّعون: "لا شيء يشير إلى أن جهات الاتصال (الروسية) تفاعلت إيجابياً مع نهجه (هاينريش)"، نفت سفارة روسيا في برلين أي تورط روسي في التنظيم، وقالت في بيان: "المكاتب الدبلوماسية والقنصلية الروسية في ألمانيا ليس لها اتصال بممثلي الجماعات الإرهابية أو غيرها من الوحدات غير القانونية".

هاينريش الثالث عشر

هاينريش الثالث عشر في أثناء اعتقاله الأربعاء. الصورة/ AP. (AP)

حسب صحيفة بليد الألمانية، تشكلت الشبكة الإرهابية حول رجل يُعرف باسم الأمير هاينريش الثالث عشر، أو الأمير رويس، ويبلغ من العمر 71 عاماً. واعتُقل في منطقة ويست إند في فرانكفورت صباح الأربعاء، ويُعتقد أنه تَصوَّر تنصيب نفسه زعيماً للحكومة الثورية، إذا نجحت خطتهم.

يُذكر أن هاينريش الثالث عشر أرستقراطي سليل عائلة "بيت رويس" العريقة، التي تُسمّي جميع أبنائهم الذكور "هاينريش" (هنري) منذ نهاية القرن الثاني عشر تكريماً لهنري السادس، الإمبراطور الروماني المقدس (1190-1197)، الذي حكم أجزاءً من تورينجيا في شرق ألمانيا لمدة 800 عام.

وفي عام 2019 ألقى هاينريش خطاباً في قمة الأعمال الرقمية في زيورخ مليئة بنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، إذ اشتكى أنه "بعد آلاف السنين من الحكم، جُرّدَت سلالته بعد الحرب العالمية الأولى. وهو صراع تسببت فيه قوى أجنبية". وادّعى أيضاً أنه "منذ استسلام ألمانيا لم تعُد دولة ذات سيادة. لقد جُعلت هيكلاً إدارياً فقط للحلفاء". وعلى الرغم من خطابه اللاذع، ظلّ هاينريش الثالث عشر شخصية غامضة نسبياً حتى صباح أمس الأربعاء.

وفي وقت سابق من هذا العام، نأت عائلته عنه علناً، وفقاً لإذاعة MDR العامة المحلية، بعد أن التقى الأمير علناً رئيسَ بلدية محليّاً كان معروفاً بتعاطفه مع حركة "مواطني الرايخ" المتطرفة، وهي جماعة يمينية متطرفة تنكر شرعية الدولة الألمانية الحديثة.

فيما قال هاينريش الرابع عشر، الذي يتحدث نيابة عن آل رويس، لـMDR في ذلك الوقت، "أخشى أنه الآن صاحب نظرية مؤامرة، رجل عجوز مرتبك".

وأفادت وسائل الإعلام الألمانية بأن هاينريش الثالث عشر كسب رزقه مؤخراً من خلال صفقات العقارات وإنتاج النبيذ.

برلمانية متطرفة

البرلمانية السابقة بيرجيت مالساك-وينكمان التي اعتقلتها الشرطة في شقتها بمنطقة وانسي في برلين صباح الأربعاء. (Others)

في "حكومة الظل" التي كانت ستشكّل بعد الانقلاب والتي زُعم أن الجماعة المتطرفة بدأت التخطيط لها، كان من المقرر تخصيص وزارة العدل للبرلمانية السابقة بيرجيت مالساك-وينكمان، 58 عاماً، التي اعتقلتها الشرطة في شقتها في منطقة وانسي في برلين صباح الأربعاء.

وكانت مالساك وينكمان عضواً في حزب البديل اليميني المتطرف البديل (AfD) منذ تشكيله عام 2013. بصفتها عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) بين عامَي 2017 و2021، ادعت ذات مرة أن المهاجرين يتسببون في "مليارات التكاليف الزائدة" للنظام الصحي الألماني لأنهم لم يتمكنوا من قراءة منشورات التعليمات الخاصة بأدويتهم، وهو ادعاء رفضه الصيادلة باعتباره يفتقر إلى أي أساس واقعي.

وذكرت صحيفة دي تسايت أن برلمانيين آخرين وصفوا مالساك وينكمان، الحاصلة على رخصة سلاح ويُعتقد أنها تمتلك سلاحين ناريين، بأنها مؤيدة لنظريات المؤامرة، ومهووسة خصوصاً بنظرية "QAnon" (نظرية مؤامرة سياسية أمريكية وحركة سياسية، نشأت في المجال السياسي اليميني المتطرف الأمريكي عام 2017).

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفضت محكمة تأديبية نداءً لحزب اليسار لمنع مالساك وينكمان من العودة إلى دورها السابق، المُفترَض أنه محايد، كقاضية في محكمة مقاطعة في برلين. في ذلك الوقت أصر المتحدث باسمها على أنها جزء من الجناح "المعتدل للغاية" لحزب البديل من أجل ألمانيا.

ضابط متقاعد

كان بين المعتقلين ضابط ميداني كبير سابق في كتيبة المظليين التابعة للجيش الألماني، يُعرف باسم روديجر فون بيسكاتور، يبلغ من العمر 69 عاماً، ويُعتقد أنه كان يشغل منصب القائد العسكري في المجموعة.

وقال ممثلو الادّعاء إن فون بيسكاتور وهاينريش الثالث عشر أسّسا "منظمة إرهابية العام الماضي بهدف قلب نظام الدولة القائم في ألمانيا". وبينما كان فون بيسكاتور مسؤولاً عن التخطيط للانقلاب العسكري، كان هاينريش الثالث عشر مسؤولاً عن رسم خريطة النظام السياسي المستقبلي لألمانيا.

وزُعم أن فون بيسكاتور، الذي كان أيضاً جزءاً من من قيادة القوات الخاصة الألمانية بين عامَي 1993 و1996، فُصل من الجيش فصلاً مخزياً بعد بيعه أسلحة ألمانية شرقية سابقة لم تعُد صالحة للاستخدام.

وإلى جانب الاعتقالات في ألمانيا، قال المدعون إن شخصاً اعتُقل في منتجع التزلج النمساوي كيتزبوهيل وآخر في إيطاليا. وأكدت الشرطة الإيطالية اعتقال ضابط سابق بالجيش الألماني في الـ64 من عمره، على صلة بالجماعة، ظهر يوم الأربعاء.

TRT عربي