أنظمة محلية لدكّ أوكار الإرهابيين.. كيف جعلت تركيا ذخائرها أكثر ذكاءً؟ (AA) (AA)
تابعنا

ردّاً على التفجير الإرهابي الغادر الذي وقع الأسبوع الماضي في شارع استقلال بحيّ تقسيم في إسطنبول وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وإيذاناً منها بأن ساعة الحساب قد دقّت، أعلنت وزارة الدفاع التركية فجر الأحد إطلاق عملية المخلب-السيف الجوية لدكّ أوكار تنظيم YPG/PKK الإرهابي شمالي سوريا والعراق.

وحسب الوزارة، فقد شارك أكثر من 70 آلية جوية من مقاتلات حربية إلى مُسيرات ومسيرات مزودة بالأسلحة، انطلقت من 6 قواعد مختلفة في أنحاء البلاد لتنفيذ عمليات متزامنة لتدمير 89 هدفاً في المرحلة الأولى، تمثلت في ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات في جبل قنديل وأسوس وهاكورك بشمال العراق، وعين العرب وتل رفعت والجزيرة وديريك في شمال سوريا.

كما أكدت وزارة الدفاع التركية استخدامها الذخيرة المحلية والوطنية إلى حد كبير في العملية، التي بدورها أصابت الأهداف بدقة شديدة وفاعلية تفجيرية كبيرة، كما ظهر في لقطات العملية التي نشرتها الوزارة. في واقع الأمر، فإن كيفية جعْل تركيا ذخيرتها شديدة الفاعلية هي موضع التساؤل في هذا التقرير.

أصل الحكاية

حسب الخبراء الذين تحدثوا لموقع TRT Haber، تُعتبر عملية المخلب-السيف معلماً هامّاً من حيث إظهار قدرة تركيا على استخدام الذخائر الذكية والموجهة مرة أخرى، إذ أثبتت أنقرة قدراتها بوضوح في عمليات النقطة (تفجير الأهداف المحددة استخبارتياً بدقة شديدة).

ومنذ اليوم الأول لإنشاء معهد أبحاث وتطوير الصناعات التركية (SAGE) تحت بنية مجلس البحث العلمي والتكنولوجي التركي (TÜBİTAK)، شُرع بأكثر من برنامج لإنتاج صواريخ مدمرة وذكية، بالإضافة إلى أنظمة تحديد وإطلاق بإمكانيات وطنية خالصة تُنتَج بالتعاون مع مؤسسات صناعة الدفاع التركية المختلفة بإمكانيات وطنية خالصة، دخل بعضها الخدمة ضمن الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة التركية، فيما يخضع بعضها الآخر للاختبار.

الجيش التركي استخدم أنظمة تحديد وإطلاق محلية (AA)

وفي السنوات الأخيرة، كما نجحت في تصميم وتطوير قنابل وذخائر بإمكانات محلية، نجحت أنقرة أيضاً في تطوير أنظمة تحديد دقيقة ومتطورة لهذا النوع من القنابل التي تُستخدم لضرب الأهداف بدقة وكفاءة. وبفضل الأنظمة الوطنية تمكنت تركيا أيضاً من تحويل قذائفها التقليدية إلى ذخائر أكثر ذكاءً وفاعلية.

تجدر الإشارة إلى أنه قبل عمل SAGE على إنتاج أنظمة محلية، استُخدمت مجموعة التوجيه بالليزر Paveway أو JDAM الأمريكية الصنع في هذا المجال.

أنظمة تحديد وإطلاق محلية

في العملية الأخيرة لم يقتصر الأمر على استخدام القنابل والذخائر المحلية، بل استُخدمت أيضاً أنظمة التحديد والإطلاق المحلية، التي لعبت أدواراً حاسمة في تحديد الهدف ووضع الإشارة ثم توجيه القنابل والذخائر بدقة بالغة، ليس فقط في العملية الأخيرة التي استهدفت أوكار ومقرات تنظيم YPG/PKK الإرهابي.

ويُحدَّد النظام الذي يجب استخدامه وفقاً لنوع القنبلة المطلوبة أو العوامل في منطقة العملية المراد تنفيذها، مثل: الظروف الجوية، وهيكل التضاريس، وعرض المنطقة المراد ضربها، وما إذا كان الهدف المستهدف مبنيّاً من الخرسانة أو في عمق الجبل. بمعنى آخر، كلما زادت دقة تحديد الهدف، زادت دقة القنابل في إصابته.

ومن الأمثلة على هذه الأنظمة المحلية: نظام (TEBER)، ونظام التحديد بالليزر (LGK)، ونظام التحديد الحساس (LHK)، ونظام التحديد المدمج الليزر-الحساس (LHGK-84). وإلى جانب أنظمة التحديد والتأشير التي تُستخدم في توجيه الذخائر والقنابل، تستخدم الطائرات المسلحة بلا طيار أنظمة تحديد وتوجيه محلية هي الأخرى مثل أنظمة: (CMX15D) و(CATS) و(FLIR). وكذلك تستخدم المقاتلات الحربية أنظمة محلية مثل (ASELPOD)، فيما تستخدم الوحدات البرية أنظمة محلية حديثة ومتطورة مثل نظام (ENGEREK).

قنابل مخترقة تبلغ الإرهابيين في عمق الجبال

وطورت تركيا أيضاً ما يُعرف بالقنبلة المخترقة (NEB) التي تُستخدم إلى جانب أنظمة التحديد والتوجيه المحلية للوصول إلى الإرهابيين داخل الكهوف العميقة التي يعتبرونها قلاعاً وحصوناً.

وتُعتبر قنابل (NEB)، وهي أول قنبلة خارقة للخرسانة طُوّرت في تركيا من خلال استخدام تقنية "الرأس الحربي ذي الاختراق التسلسلي" بوزن 870 كيلوجراماً وقدرة اختراق للباطون الصلب تبلغ عمق 2.1 متر، المصممة للإطلاق من مقاتلات حربية مثل "F-16" و"F4E" ضد الأهداف فوق وتحت سطح الأرض.

وبفضل تقنية الرؤوس الحربية التسلسلية، فإن كفاءة قنابل (NEB) أعلى بكثير من القنابل المخترقة التي طورتها دول أخرى، بسبب قدرتها على ضرب أهداف ذات زوايا تأثير منخفضة بسرعات تصادم مختلفة، كما أن لها خاصية إطلاق قابلة للبرمجة وقتياً، بما يتيح استخدامها ضد أنواع مختلفة من الأهداف.

TRT عربي