أوكار الإرهابيين.. كيف أصبحت أمريكا وأوروبا ملاذاً لإرهابيِّي كولن؟ (TRTHABER)
تابعنا

بدءاً من زعيم التنظيم الإرهابي فتح الله كولن، ثم كبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين في التنظيم، الذين تحتضنهم الولايات المتحدة، يواصلون عملهم ضد تركيا من على بعد آلاف الكيلومترات، على مرأى ومسمع من الأمريكان والأوروبيين.

وإلى جانب الولايات المتحدة، فر بعض أعضاء تنظيم كولن الإرهابي إلى دول أوروبية قبل وبعد محاولة الانقلاب الغادرة. أولئك الذين فروا إلى أوروبا يمارسون حتى اللحظة أنشطة دعائية سوداء ضد تركيا في البلدان التي هم فيها. وبينما أصبح عديد من الدول الأوروبية ملاجئ لأعضاء كولن الفارين، فضّل معظم قيادات التنظيم ألمانيا على وجه الخصوص.

مزرعة بمساحة 400 فدان

فتحت الولايات المتحدة أبوابها لعديد من أعضاء تنظيم كولن الإرهابي، وبالأخصّ زعيم التنظيم الإرهابي فتح الله كولن، الذي يقيم في مزرعة مساحتها 400 فدان في ولاية بنسلفانيا منذ أكثر من 20 عاماً.

وبجوار كولن مسؤولون تنفيذيون كبار آخرون داخل التنظيم الإرهابي، فيما تشير الأخبار القادمة من هناك إلى أنهم دخلوا مرحلة صراع شرسة من أجل تولي مهام قيادة التنظيم خلفاً لكولن بعد وفاته، خصوصاً أن كولن دخل المستشفى قبل أيام لأسباب صحية خطيرة.

ولا تدعم الولايات المتحدة التنظيم قانونياً ودعائياً ومالياً فحسب، بل توفر له أيضاً الحماية المشددة، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، خصوصاً أنه بعد مؤامرة 17-25 ديسمبر/كانون الأول 2013 ومحاولة الانقلاب الفاشلة منتصف صيف 2016، أصبح عديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في التنظيم تحت الحماية الأمريكية.

لوبيات ضغط تعمل ضد تركيا

بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016، فعّلَ تنظيم كولن الإرهابي لوبيات الضغط الخاصة به، وركزت على أنشطة الضغط من أجل البقاء في الولايات المتحدة وخلق صورة إيجابية لنفسه، فيما يتخفى أعضاء جماعة الضغط في تنظيم كولن الإرهابي ويواصلون عملهم من خلال لوبيات تنشط في العاصمة الأمريكية واشنطن، ومنها "المنتدى الرومي" و"التحالف التركي-الأمريكي".

ويحاول التنظيم إقناع واستماله أعضاء الكونغرس لصالحه من خلال ضخّه تبرعات كبيرة وسخيَّة يقدّمها خلال فترات الانتخابات، بما يجعله أكبر مروّج وداعم لعديد من الرسائل والقرارات التي خرجت من الكونغرس ضدّ تركيا.

ومنذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز، تقدمت تركيا مراراً وتكراراً بطلب تسليم أعضاء التنظيم، بخاصة فتح الله كولن، إذ شاركت تركيا آلاف الصفحات من الأدلة مع حكومة الولايات المتحدة ووزارة العدل. رغم كل هذا لم تتخذ الولايات المتحدة أي خطوة إيجابية في ما يتعلق بتسليم الإرهابيين حتى الآن.

الوضع نفسه في أوروبا

ألمانيا، البلد الذي لجأ إليه معظم أعضاء التنظيم، لم تستجِب إيجابياً لطلبات تركيا المتكررة لتسليمها 130 من أعضاء تنظيم كولن الإرهابي، إذ يعمل 120 من أعضاء تنظيم كولن الإرهابي رفيعي المستوى، بمن فيهم صحفيون سابقون، ضد تركيا في المناطق الغربية من ألمانيا.

كما أن الدول الإسكندنافية أيضاً ملاجئ لإرهابيي كولن، بالإضافة إلى أعضاء وقيادات تنظيم PKK الإرهابي. ومؤخراً حددت تركيا قائمة تضمّ 73 إرهابياً، منهم أعضاء في تنظيم كولن، طالبت السويد بتسليمهم بأقصى سرعة بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية التي وقّعَتها السويد وفنلندا مع تركيا، على هامش قمة الناتو في مدريد نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، من أجل إقناع تركيا بالعدول عن قرارها الرافض انضمام البلدين إلى حلف الناتو.

TRT عربي - وكالات