إنجاز يفتح صفحة جديدة.. كيف دمجت تركيا بين المُسيّرات والصواريخ الباليستية؟/الصورة:TRT Haber. (Others)
تابعنا



كانت اللقطة الاختبارية التي جرى إجراؤها في الأيام الماضية مهمة للغاية من حيث تطوير صناعة الدفاع التركية، لاسيما في مجال المنصات الجوية المسيّرة، وإثبات أن أنقرة ستستمر في تطوير مسيّراتها وأنظمة أسلحتها الوطنية بالشكل الذي يضمن لها حجز مقعد متقدماً في نادي الدول القليلة حول العالم المنخرطة في صناعة المسيّرات الجوية.

بعد نجاح مسيّرة أقينجي - وهي من بين أحدث طرازات شركة بايكار المُصنعة لمسيّرات بيرقدار الشهيرة - في عملية إطلاق صاروخ "TRG-230-UAV" الباليستي من إنتاج شركة روكيتسان التركية، مهدت أنقرة الطريق لكونها واحدة من الدول القليلة جداً في العالم التي تمتلك مفهوماً صاروخياً رخيصاً وسهل الإنتاج يمكنه تدمير الاهداف على الارض بسرعة كبيرة جداً.

وبهذه الخطوة، تمكنت تركيا من إطلاق صاروخ باليستي أسرع من الصوت، يجري إنتاجه بالعادة بمفهوم إطلاقه أرض-أرض، من خلال مسيّرة وطنية مسلحة، مما يعني ولادة ابتكار بالغ الأهمية ليس فقط لتركيا، ولكن أيضاً لعقيدة الحرب العالمية التي باتت تعتمد على المسيّرات بشكل أساسي لخوض المعارك.

صفحة جديدة في عالم المسيّرات الجوية

أصاب الصاروخ الباليستي "TRG-230-UAV" الذي أطلقته أقينجي هدفاً يزيد بعده عن 100 كيلومتر بضربة دقيقة. ولمعرفة المزيد عن أهمية هذا الإنجاز وتوقعاته بشأن العملية، تحدث موقع TRT Haber إلى الباحث في الصناعات الدفاعية يوسف أكبابا الذي بدوره أشاد بهذا الإنجاز واصفاً إياه بالمكسب الكبير والمهم للغاية.

ويبدأ أكبابا حديثه بتأكيد أن المقذوفات والذخيرة مثل الصواريخ، التي يمكنك استخدامها بأعداد كبيرة وبفاعلية من حيث تكلفة ووقت الإنتاج ودقة إصابة الهدف، مهمة للغاية في ساحة المعركة اليوم. مشيراً إلى أن الحرب الأوكرانية كانت أبرز مثال على ذلك، حيث قال: "لقد رأينا من كثب في هذه العملية ما يعنيه انخفاض مخزونات الصواريخ المتقدمة، فضلاً عن ثمنها الباهظ للغاية".

مخالب المسيّرات.. ماذا تعرف عن صواريخ وذخيرة الدرون التركية؟ (Others)

كما أكد أكبابا أن تركيا حققت بالفعل مكاسب كبيرة في هذه المرحلة من خلال تطوير الأنظمة التي تتيح إطلاق صاروخ "TRG-230-UAV"، المخصص بالأساس لمهام أرض-أرض، ليصبح بالإمكان إطلاقه من الجو أيضاً. وأضاف قائلاً: "بات الآن بالإمكان إطلاق صاروخ يمكنك إنتاجه بكميات كبيرة في وقت قصير وبتكلفة قليلة ويدمر الهدف بشكل دقيق جداً، من طائرة بدون طيار. بأي طريقة تنظر إليها، إنها قدرة بالغة الأهمية ".

أهمية دمج القدرة الباليستية للمسيّرات

قبل الحديث عن أهمية دمج القدرات الباليستية للمنصات الجوية المسيّرة، أكد أكبابا أن الإنجاز لا يقتصر على صاروخ روكيتسان فقط، ولكن أيضاً أقينجي هي مركبة فعالة للغاية من حيث التكلفة مقارنة بميزاتها. ووفقاً لأكبابا، في حين أنها كانت بالفعل منصة فعالة من حيث التكلفة، إلا أنها أصبحت الآن أكثر فتكاً بالأهداف القيمة من خلال دمج صاروخ مدفعي موجه أسرع من الصوت دقيق وفعال بالوقت نفسه من حيث التكلفة.

وتطرق الباحث الدفاعي يوسف أكبابا أيضاً إلى الإمكانات والأبواب التي فتحها نجاح هذه التجربة لخلق فرص تصديرية قيمة للغاية. وتابع بالقول إنه بفضل الثنائي "TRG-230-İHA" وأقينجي، وصلت تركيا إلى قدرة البلدان التي لا تتجاوز أصابع اليد في العالم في مجال صناع المركبات الجوية المسيّرة وأنظمة ذخائرها.

ويضيف أكبابا أن العديد من الدول التي ستتولى الهجوم تريد بالتأكيد امتلاك مثل هذا الثنائي، فأقينجي التي يمكنها إطلاق صاروخ باليستي دقيق وفعال من حيث التكلفة، هي منصة ترغب العديد من الدول في امتلاكها.

صاروخ روكيتسان الباليستي

استخدم TRG-230 ضد عناصر العدو في الميدان خلال حرب إقليم قره باغ، وقد نال إعجاب الجيش الأذربيجاني. بالنظر إلى أن أذربيجان قد اشترت مسيّرات أقينجي في وقت سابق، توقع أكبابا أن تشتري أيضاً صاروخ TRG-230-UAV. وبصرف النظر عن أذربيجان، ستطلب الدول الأخرى التي تشتري أقينجي شراء هذا الصاروخ أيضاً، حيث يريد جميع المستخدمين امتلاك ذخيرة تفوق سرعة الصوت يصل مداها إلى 150 كيلومتراً تقريباً.

تتمتع صواريخ روكيتسان "TRG-230-UAV" بمدى عالٍ؛ نظراً إلى أنها تستخدم وقوداً صلباً، ما يعني أنها ستكون فعالة ضد أنظمة الدفاع الجوي مثل BUK و S-300 و Patriot. BUK و S-300".

وعلى الرغم من أن "TRG-230-UAV" هو صاروخ رخيص، نعلم أن تركيا لديها خارطة طريق مختلفة للأهداف الأصغر. في هذه المرحلة، يلفت أكبابا الانتباه إلى ذخيرة "TRG-122-UAV"، والتي يمكن إطلاقها بشكل مكثف على أهداف أصغر بشكل موجهه، سيجري دمجها أيضاً مع منصة أقينجي في المستقبل القريب.

TRT عربي