ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على تنفيذ خطة "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى. وجاءت تصريحات نتنياهو ردّاً على احتجاج قدّمه حزب الليكود خلال اجتماع عقدته كتلة الحزب يوم الاثنين.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم ديلي" عن نتنياهو قوله: "مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستيعاب اللاجئين، ونحن نعمل على حلها". بدوره، قال ممثل حزب الليكود بزعامة نتنياهو، داني دانون، إن "العالم يناقش هذا الأمر بالفعل. فقد تحدث وزير الهجرة الكندي مارك ميلر عن هذه الأمور علناً، كما فعلت نيكي هالي (المرشحة الجمهورية المحتملة لرئاسة الولايات المتحدة).
وأضاف دانون أنه يتعين على إسرائيل تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع للتأكد من أن أي شخص يريد الانتقال إلى دولة ثالثة يمكنه فعل ذلك. موضحاً أن "هذا الأمر يجب أن يكون منظماً، لأهميته الاستراتيجية لليوم التالي للحرب"، وفقاً لما نقلته الأناضول.
مساعٍ متواصلة لتهجير الفلسطينيين
بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن وثيقة سرية تتضمن خطة لنقل سكان غزة إلى سيناء بعد انتهاء الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع ردّاً على عملية طوفات الأقصى التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي يرأس أحد الأحزاب القومية الدينية في ائتلاف نتنياهو، إنه يؤيد دعوة اثنين من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، اللذين كتبا في افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال أن الدول الغربية يجب أن تقبل العائلات في غزة التي أعربت عن رغبتها في الانتقال إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن غزة لا يمكنها البقاء ككيان مستقل، وإنه سيكون من الأفضل للفلسطينيين هناك أن يغادروا إلى دول أخرى.
وتسلط هذه التصريحات الضوء على مساعي إسرائيل الرامية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، في تكرار للتهجير الجماعي للفلسطينيين عندما تأسست إسرائيل عام 1948. وقال سموتريش في بيان: "أرحب بمبادرة الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم.. هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاماً من اللاجئين والفقر والخطر"، حسب رويترز.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، قرار "التهجير الطوعي"، الذي يتبناه نتنياهو وكشفته وسائل الإعلام، قائلة: "الاعترافات الصريحة والواضحة تكشف حقيقة أهداف حرب الإبادة التي يقودها نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وجددت الوزارة دعوتها إلى ضرورة اتخاذ موقف دولي شجاع للوقف الفوري للحرب على قطاع غزة ووقف عنف التطهير العرقي والتهجير قبل فوات الأوان"، معتبرةً هذه الاعترافات بمثابة "صفعة للدول التي تدعم نتنياهو".
"اللجوء إلى كندا أفضل من غزة"
في إشارة إلى أن عديداً من الكنديين يشعرون بالقلق بشأن سلامة أحبائهم الموجودين حاليّاً في غزة، أعلن وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة مارك ميلر، الخميس، أن الحكومة ستمنح تأشيرات إقامة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات لأفراد الأسرة الممتدة من المواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين.
ويقدر ميلر أن البرنامج الجديد سيكون ساري المفعول بحلول 9 يناير/كانون الثاني، متعهداً بأن العطلات القادمة لن تعرقل عمل إدارته في هذا الملف، لكنه شدد في الوقت عينه على تحديات الخروج من الأراضي الفلسطينية المحاصَرة.
تجدر الإشارة إلى أن رام بن باراك، الذي ينتمي إلى حزب يش عتيد، قد سبق ودعا إلى "إجلاء طوعي لعرب غزة إلى دول العالم". وقال في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية الشهر الماضي إنه "إذا كان كل سكان غزة لاجئين، فتعالوا نوزعهم في العالم، هناك 2.5 مليون شخص. كل دولة من بين 100 دولة تستوعب 20 ألف شخص.. هذا إنساني ومطلوب، فهم أصلاً لاجئون. أن يكون الشخص لاجئاً في كندا أفضل من أن يكون لاجئاً في غزة".
تعقيدات ألمانية
في الوقت الذي تُسهل فيه كندا هجرة الفلسطينيين، دعا وزير العدل الاتحادي ماركو بوشمان (الحزب الديمقراطي الحر) إلى التزام الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود قبل التجنُّس، معتبراً أن الالتزام الذي جرى تقديمه في ولاية ساكسونيا -الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود قبل التجنُّس- هو التزام معقول ومفهوم.
وأصدرت وزيرة الداخلية في ولاية ساكسونيا أنهالت تمارا زيشانغ، مرسوماً في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يأمر سلطات التجنيس في الولاية بمطالبة الأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا مواطنين ألماناً بتقديم إعلان مماثل. وجرت التوصية بالصيغة التالية: "إنني أعترف صراحة بالمسؤولية الألمانية الخاصة تجاه دولة إسرائيل وحق إسرائيل في الوجود وأدين أي جهود مُعادية للسامية. أنا لا أسعى إلى بذل جهود موجهة ضد حق دولة إسرائيل في الوجود، ولم أسعَ قط إلى بذل مثل هذه الجهود".
وينص المرسوم على أنه لا يمكن تجنيس أي شخص لا يرغب في أداء هذا الالتزام، الأمر الذي ينذر بمزيد من التضييق على طالبي اللجوء من العرب عموماً، والفلسطينيين خصوصاً، بحجة "معاداة السامية" في ألمانيا وبقية الدول الغربية.