بايدن يترشح لجولة ثانية.. ما حظوظه؟ وهل يعزز ترشح ترمب فرص فوزه؟ / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

مناشداً الأمريكيين بإعطائه فرصة "لإنهاء المهمة"، أعلن الرئيس الأمريكي بايدن ترشحه بصحبة نائبته كاميلا هاريس لولاية ثانية عن الحزب الجمهوري عبر مقطع فيديو الثلاثاء مدته 3 دقائق، وصف إدارته بأنها تدافع عن الحرية الشخصية والديمقراطية والتعددية على عكس من سماهم "متطرفي ماغا".

وبشكل رسمي بدأ أكبر رئيس بتاريخ الولايات المتحدة خوض محاولة إعادة انتخابه التي ستكون اختباراً شاقاً لمدة 19 شهراً لما إذا كان يستطيع إقناع الأمريكيين بأنه يستحق شغل المنصب جيداً في الثمانينيات من عمره.

ترشيح بايدن نفسه لفترة رئاسية ثانية بانتخابات 2024 من شأنه أن يمهد الطريق لسباق ثانٍ محتمل مع منافسه ترامب، الذي بدوره لن يوفر جهداً وهو وحزبه بتوجيه انتقادات حول عمر بايدن بالحملة الانتخابية، لا سيما أن عمر بايدن سيكون 86 عاماً بعد الانتهاء من الولاية الثانية عام 2029.

مواجهة أخرى محتملة

بعد الاجتماع مع مساعديه في منتجع كامب ديفيد نهاية الأسبوع الماضي، حسم بايدن الجدل بشأن نيته الترشح لجولة ثانية عن الحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 2024، واختار إطلاق حملته بالذكرى الرابعة لموعد إعلانه حملته الأولى عام 2020.

وبينما يوجد انشغال مهووس بعمره، سعى بايدن بمقطع فيديو عرض صوراً لاقتحام أنصار ترمب مبنى الكونغرس في محاولة لإلغاء خسارته أمام بايدن عام 2021، لتصوير نفسه بطلاً دائم الشباب "سيحارب من أجل روح أمريكا" بمواجهة المحافظين الذين حاولوا عرقلته بالكونغرس، مما يزيد من صعوبة التصويت والتدخل في قرارات الرعاية الصحية للمرأة.

بالمقابل، ورغم التهم القضائية التي تلاحقه يبدو ترمب من أبرز الجمهوريين حظاً لخوض الانتخابات المقبلة. فقد أطلق بالفعل محاولته للترشح للرئاسة، ما زاد احتمالية أن يتصدر جولة الانتخابات يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 نفس الرجلين اللذين ترشحا المرة الماضية.

ما حظوظ بايدن في الترشح؟

بعكس ترمب الذي يرى مراقبون أنه أعلن عن ترشحه بوقت مبكر للبس عباءة المرشح الرئاسي لحماية نفسه من القضايا التي تواجهه، الأمر الذي من شأنه أن يعطي حملته مزيد زخم بالانتخابات المقبلة، بالعادة لا يعلن أي شخص الترشح مبكراً (قبل 19 شهراً)، وبالأخص إذا كان يشغل منصب الرئيس كما هو الوضع مع بايدن حالياً.

وعلى الرغم من قلق عديد من الديمقراطيين بشأن ترشح بايدن لإعادة انتخابه باعتباره أكبر شخص سناً على الإطلاق يتولى الرئاسة، فإن الحزب يبدو أنه وضع هذه المخاوف جانباً وتجمع حوله، خصوصاً أنه حتى الآن ليس لدى بايدن أي منافسين رئيسيين داخل الحزب، بما فيهم الكاتبة ماريان ويليامسون والناشط المناهض للقاحات روبرت كينيدي جونيور، مما يعني أن ترشحه أمر شبه مؤكد.

وبينما يظهر استطلاع أجرته شبكة إن بي سي نيوز في نهاية الأسبوع أن 70% من الأمريكيين، وأكثر من نصف الديمقراطيين بقليل، يعتقدون أنه لا ينبغي له الترشح مرة أخرى، يبدو أن بايدن مقتنع بأن الإحصاءات إلى جانبه، لا سيما تلك التي تقول إن الرؤساء الأمريكيون يترشحون عموماً وغالباً ما يعاد انتخابهم، والتي تعززت أواخر العام الماضي بعد أداء حزبه الأفضل من المتوقع بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

كما يرى جو بايدن أن بجعبته أيضاً سلسلة إنجازات ستدعم حملته، منها مشروع قانون للبنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار، وزيارته البطولية لكييف، فضلاً عن حشد الدعم الغربي لأوكرانيا منذ الغزو الروسي، وفقاً لنيويورك تايمز.

هل يعزز ترشح ترمب فرص فوز بايدن؟

يسعى الرئيس السابق دونالد ترامب لاستعادة المنصب الذي فقده في 2020. فرغم تضاؤل نفوذه إلى حد ما داخل الحزب الجمهوري ومواجهته تحقيقات قانونية فإنه يحتفظ بقاعدة كبيرة وملتزمة من المؤيدين، ما قد يزيد حظوظه في الانتخابات التمهيدية.

وحال ترشح بايدن وترمب رسمياً لانتخابات 2024 ستكون بانتظارنا مباراة إياب على أرض بايدن هذه المرة، ما قد يمنح الأفضلية ولو قليلاً لبايدن وفريقه لا سيما أن ترمب أصبح أضعف وأكثر هامشية وكرهاً بعد ارتباط اسمه بذكرى اقتحام الكونغرس وبعدد من الفضائح الجنسية والتهرب الضريبي، وفق ما أوردته صحيفة الغارديان.

وحسب الصحيفة البريطانية لا يحتاج الديمقراطيون إلى أن يكونوا جيدين بشكل خاص، لأن الجمهوريين يمرون حالياً بفترة سيئة. الحزب الجمهوري بحالة فوضى؛ منقسم داخلياً ويتبنى سياسات مروعة وغير شعبية تنفر الناخبين وُصفت بأنها عنيفة ومعادية للمجتمع. لا يزال طريق طويل للانتخابات، لكن يبدو أن الحزب الجمهوري أقل حرصاً على تعيين ترمب كمرشح لهم مقارنة بالديمقراطيين لتعيين بايدن.

TRT عربي
الأكثر تداولاً