بديلاً للصواريخ الباهظة.. كيف عدلت روسيا قذائفها لتصبح أرخص وأكثر كفاءة؟/الصورة:wikipedia (Others)
تابعنا

أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأربعاء، تسلم منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا. وقال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، على تويتر: "أصبحت سماؤنا الأوكرانية الجميلة أكثر أماناً اليوم لأن أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وصلت"، وفقاً للأناضول.

وطوال عمر الحرب التي تجاوزت العام، وحتى قبل وصول منظومة الدفاع الجوي الأمريكية إلى أوكرانيا، لم تستطع القوات الجوية الروسية إحكام سيطرتها على السماء الأوكرانية، وذلك رغم تفوقها على القوات الجوية الأوكرانية بأكثر من 15 ضعفاً. وهو ما دفع المراقبين إلى الاعتقاد بأن هذا الأمر هو أحد الأسباب الرئيسية في تعثر الحملة العسكرية الروسية.

ومع ذلك، انتشرت في الأيام القليلة الماضية أخبار تشير إلى أن موسكو نجحت أخيراً في إعادة إحياء سلاح قديم رخيص وقوي جداً من شأنه أن يغير المعادلة الجوية لصالح القوات الروسية، التي كانت مصدر الإحراج الأكبر لها في الحرب، وأن يشكل مصدر تهديد جديداً لكييف من السماء.

قنابل قديمة بحلة جديدة

في وقت مبكر من هذا العام، أدخلت روسيا القنابل الموجهة، بشكل أساسي، قنابل الجاذبية العادية المعدلة لتُسقط بواسطة القاذفات المقاتلة متعددة المهام من مسافات آمنة وتوجه ضربات دقيقة ومدمرة للغاية في مناطق الخطوط الأمامية وما وراءها، وفقاً لما أوردته صحيفة كييف إندبندنت.

وإلى جانب الذخائر الذكية المتطورة المصممة خصيصاً، شرعت روسيا في استخدام النسخة المعدلة من القنابل الجوية البسيطة التي يبلغ وزنها 500 كيلوغرام والتي تمتلكها بأعداد كبيرة.

وبعد جعلها أكثر ذكاءً من خلال إضافة بعض المكونات الإلكترونية لتصبح موجهة، باتت القنابل الجوية الروسية تشكل تهديداً خطيراً لأوكرانيا. فمن خلال تحويل القنابل البسيطة إلى قنابل موجهة، امتلكت روسيا سلاحاً تكتيكياً أرخص بكثير وأكثر ضخامة وأكثر فاعلية من صواريخ كروز والباليستية، التي استنفد مخزونها إلى حد كبير الآن، وفقاً لمصادر غربية.

كذلك يمكن لهذه القنابل على الأقل أن تحل محل نقص الدعم الجوي لقواتها على الأرض في أوكرانيا. وبحسب الصحيفة الأوكرانية، فقد كان لاستخدام القنابل الموجهة الروسية تأثير ملموس على طول خط المواجهة بالفعل، لا سيما على الدفاعات الأوكرانية لأفدييفكا في دونيتسك أوبلاست.

سلاح تكتيكي رخيص وفعال

منذ بداية العام الجاري، رصد الأوكرانيون استخدام القوات الجوية الروسية قنابل ذكية منزلقة لتنفيذ غارات جوية مدمرة للغاية. ووفقاً لصحيفة كييف إندبندنت، أسقطت الطائرات الروسية حتى 24 مارس/آذار الماضي 11 ذخيرة جرى تحديدها على أنها قنابل جوية زنة 500 كيلوغرام مزودة بأنظمة UMPK "وحدة موحدة للانزلاق والتوجيه".

وعلى الرغم من أن الروس لم يفصحوا عن استخدامهم لهذا النوع من المقذوفات، يقول الخبراء إن التعديل الجديد يزود قنابل الجاذبية السوفيتية القديمة والوافرة من طراز FAB-500M-62 بنظام توجيه قمر صناعي بسيط و"أجنحة". وحسب مصادر روسية نقلت عنها الصحيفة الأوكرانية، تبلغ تكلفة إنتاج المجموعة مليوني روبل (24 ألف دولار).

نتيجة لهذا التعديل، تصبح القنبلة البسيطة بديلاً رخيصاً عن صاروخ موجه باهظ الثمن يحمل رأساً حربياً يبلغ وزنه 390 كيلوغراماً. للمقارنة، تبلغ قيمة صاروخ كروز "كاليبر" الذي يحمل رأساً حربياً يبلغ وزنه 450 كيلوغراماً على مسافة تصل إلى 1500 كيلومتر حوالي 6.5 مليون دولار.

وبالإضافة إلى القنابل من عائلة FAB-500، تمتلك روسيا ذخائر أثقل وأكثر تقدماً سبق وأن استُخدمت في أوكرانيا في عام 2023 على أنها قنابل موجهة من طراز UPAB-1500B تزن 1500 كيلوجرام، ويُزعم أن الذخيرة تستخدم أنظمة التوجيه والملاحة بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية ولديها معدل دقة يبلغ 10 أمتار فقط.

فيما تقول الشركة المصنعة إن القنبلة الانزلاقية يمكن إسقاطها على ارتفاع يصل إلى 15 كيلومتراً من مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً من الهدف، "مما يقلل من احتمال استهداف الحاملة من قبل الدفاعات الجوية للعدو ذات المدى الأطول".

هل تمتلك أوكرانيا الوسائل لمواجهتها؟

وفقاً لتقديرات القوات الجوية الأوكرانية، يمكن لمثل هذه الذخائر التي يجري إطلاقها من ارتفاعات عالية وبسرعة عالية أن يصل مداها الفعّال إلى أكثر من 50 كيلومتراً. على هذا النحو، يمكن أن تسبب القنابل ضربات مدمرة على الخطوط الأوكرانية والجبهة الخلفية، خصوصاً مع رخص تكلفة التعديل ووفرة قنابل FAB-500 في الجيش الروسي.

فيما يصف سلاح الجو الأوكراني الوضع بأنه خطير جداً، لا سيما في حال استخدامها بكثافة، إذ يجري إطلاق القنابل الموجهة الروسية من خارج النطاقات الفعالة للدفاعات الجوية الأوكرانية، وحتى الآن، ليس لدى أوكرانيا سوى القليل من الأدوات لمواجهتها.

حيث تصر القوات الجوية الأوكرانية مرة أخرى على وجوب تزويدها بطائرات مقاتلة غربية تعمل بصواريخ جو - جو حديثة بعيدة المدى، حتى تتمكن الطائرات الأوكرانية من دفع الناقلات الروسية بعيداً عن الخطوط الأمامية خارج النطاق الفعال لقنابلها الموجّهة وبالتالي تحييدها ووقف تهديداتها.

TRT عربي