تضطهدهم روسيا بشكل يومي.. ماذا تعرف عن تتار شبه جزيرة القرم؟ (AA)
تابعنا

أفاد بيان صادر عن "منبر تضامن القرم"، الثلاثاء 17 أغسطس/آب الجاري، بأن قوات الأمن الروسية اعتقلت خمسة أفراد من تتار القرم بعد دهم منزلهم في شبه الجزيرة. فيما اعتبر الأمر انتهاكاً حقوقياً، من جملة انتهاكات حقوقية متكررة، تشنها السلطات الروسية على أقلية التتار التي تسكن تاريخياً شبه جزيرة القرم.

وليست هي الحقبة الوحيدة التي تعاني منها تلك الأقلية الاضطهاد الروسي، بل وعلى طول تاريخها كان السمة الأبرز لوجودها هناك، متشبثة بأرض أجدادها ومتمسكة بثقافة تناضل كي لا تزول. فمن هم تتار شبه جزيرة القرم؟

اضطهاد مستمر

إنه استمرار لـ"سياسة الترهيب والاضطهاد للمحتلّين الروس في القرم" هكذا وصفت نائبة وزير الخارجية الأوكراني، أمينة جباروفا، في تغريدة لها، الأنباء الواردة حول مداهمة السلطات الروسية بيوت مواطنين من تتار في شبه جزيرة القرم، واعتقال خمسة منهم. ودعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المجتمع الدولي إلى إظهار موقف حيال تلك الانتهاكات. وفي هذا السياق أدانت وزارة الخارجية الأوكرانية الاقتحامات، واعتبرتها "استفزازاً" قبل انعقاد قمّة "منبر القرم" في 23 أغسطس/آب الجاري.

وبين كل ردود الأفعال هذه، تعد حادثة الاعتقال الأخيرة ضمن عمليات تضييق ممنهجة تقودها السطالت الروسية ضد أقلية التتار بشبه جزيرة القرم. وبالتزامن معها، حكمت محكمة روسية عسكرية على أربعة شباب من الأقلية نفسها، تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 سنة، في تهم وجهت إليهم بـ"الانتماء إلى حزب التحرير الإسلامي" المحظور روسيّاً، حسب ما أوردته وكالة أوكرانيا بريس.

فيما لا يقف "الاضطهاد" الروسي عند هذا الحد، بل بلغ حد تركيب أجهزة تنصت في منازل ومساجد التتاريين، هذا ما أفاد به في وقت سابق زعيمهم مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو. مضيفاً بأن: روسيا تُغيّر ديمغرافية شبه جزيرة القرم، حيث جلبت نصف مليون شخص على الأقل من مناطق مختلفة وأسكنتهم هناك". وأشار إلى أن سكان القرم الأصليين يجبرون على الهجرة للخارج تحت الاحتلال الروسي، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاعتقالات التعسفية.

من هم تتار شبه جزيرة القرم؟

يعد التتار أمة تركيَّة موطنها الأصلي شبه جزيرة القرم. فيما ينحدر أجداداهم من جبال القفقاز، استقروا بشبه الجزيرة خلال العصر العباسي، ومنذ القرن الثامن الهجري ظهرت بقوة دولتهم ومدّت نفوذها إلى المناطق المجاورة لها، بل وفرضت ذات يوم الجزية على موسكو. هذا وضمت القرم لاحقاً تحت الخلافة العثمانية، إلى أن تمكّن الروس بعد قرابة القرن من غزو شبه جزيرة القرم وضمها إليها في سنة 1783م.

وتمتعت القرم بالحكم الذاتي إبان الحقبة السوفياتية كجمهورية من جمهوريات الاتحاد، لكن شعبها التتاري عانى من ويلات التهجير القسري في عهد الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين عام 1944، بعد أن اتهمهم بالتعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. وضمها الاتحاد إلى أوكرانيا، حيث مثلت جزءاً لا يتجزَّأ منها حتى بعد سقوط الاتحاد سنة 1991م، إذ مُنحت حكماً الذاتي.

إبان الأزمة الأوكرانية سنة 2012، رأى تتار القرم أن العيش في ظل أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي يفتح لهم آفاقاً أوسع في مجال الحقوق والحريات، ولم تغب عنهم ذكريات الماضي في ظل الحكم الروسي. حتى عاد إليهم مجدداً في شكل ضم لتلك الأراضي إلى حكم موسكو، في 16 مارس/آذار 2014، عبر استفتاء من جانب واحد، لم يعترف به دولياً.

TRT عربي