تعرف بطولة كأس إفريقيا للأمم فضائح عديدة وتهديدات أمنية كثيرة.  (Issouf Sanogo/AFP)
تابعنا

حتى قبل انطلاقها، حامت عديد من الشكوك حول قدرة الكاميرون على استضافة بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم سنة 2022، ذلك بعد سوابق للبلد في الاعتذار عن تنظيم دورات مماثلة آخرها كان سنة 2019.

فحوى هذه الشكوك كانت تتركز بالأساس حول مدى جاهزية البنية التحتية الرياضية والفندقية الكاميرونية، إضافة إلى جاهزية العامل البشري بعد سنتين من الجائحة الوبائية. بينما في ذلك جانب من الواقعية، الأمر الذي أثبتته الدورة منذ انطلاقها وهي تخلق الحدث بأخطاء تنظيمية بلغت حد الفضائح.

فبعد ما جرى في مباراة تونس ومالي، إذ أنهى الحكم أطوارها خمس دقائق قبل انتهاء الوقت القانوني، عرفت مباراة موريتانيا وغامبيا أخطاءً في عزف تحية علم المنتخب العربي. وقبل هذيْن الحدثيْن تعرض فريق من الصحفيين الجزائريين إلى اعتداء بالأسلحة البيضاء، وسرقة عدد من معداتهم. كل هذا يأتي وسط توترات سياسية وأمنية تهدد سير الدورة إثر اندلاع مواجهات بين ميليشيات انفصالية والقوات الحكومية.

نهاية مباراة قبل أوانها

عرفت المباراة التي جمعت المنتخب التونسي بنظيره المالي الأربعاء، بكأس إفريقيا للأمم التي تنظمها حالياً الكاميرون، فضيحة تحكيمية مدويَّة. إذ أطلق حكمها الزامبي، جاني سيكازوي، صافرة النهاية مرتين قبل انتهاء الوقت الرسمي للمباراة.

حادثة أثارت انتقادات عديدة، خصوصاً من التونسيين الذين كانوا منهزمين بهدف واحد ويمنون النفس بتعديل النتيجة في الدقائق المتبقية، خصوصاً لكونهم يلعبون بتفوق عددي إثر طرد اللاعب المالي البلال توري في الدقيقة 87 من عمر المباراة.

وتعليقاً على ما وقع قال نجم كرة القدم التونسي طارق ذياب، في الاستديو التحليلي بشبكة بي إن سبورتس القطرية: "لم يكن حكم المباراة بكامل مداركه العقلية. يبدو أنهم غيروه وانتدبوا الحكم الرابع، لأن الظاهر بأنه شارب (تناول الكحول)، وما حدث اليوم كان مهزلة بكل معنى الكلمة".

مضيفاً بأن: "حكم المباراة كانت لديه مشكلة، وكان من المفترض أن ينبهه جميع مساعديه، لأنه لم يحتسب 8 دقائق وقت بدل من الضائع لم يحتسبها، وقتل المباراة بإطلاق صافرته بشكل متكرر، ولا تنقصنا في أفريقيا مثل هذه المشاكل".

هذا وقدم الاتحاد التونسي لكرة القدم طلباً لدى الاتحاد القاري بإعادة المباراة التي جمعت منتخبه بنظيره المالي. وأفادت وسائل إعلام تونسية أن اتحادها برر طلبه بما تنص عليه لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بإعادة المباريات التي تُنهى قبل وقتها الرسمي.

وصرح مصدر من داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لموقع كووورة الرياضي بأن "القرار الأقرب هو اعتماد فوز مالي على تونس الذي يعد منسحبا من المباراة بموقفه الرافض للنزول إلى الملعب" بعد أن أوكل للحكم الرابع للمباراة استكمال دقائقها المتبقية.

خطأ في عزف تحية العلم

بعد الفضيحة الأولى بساعة، عاشت مباراة المنتخب الموريتاني ضد نظيره الغامبي خطأ فضائحياً آخر، وذلك بعد إعلان عزف نشيد البلد العربي، ليتفاجأ لاعبوه بعزف النشيد القديم لبلادهم.

فيما حاول المنظمون تدارك الموقف بتشغيل شريط عزف النشيد، ليفشلوا مجدداً، وينتهي الأمر باللاعبين مجتمعين ينشدون تحية علمهم بأنفسهم، ما أثار غضب أعضاء البعثة الموريتانية في كأس إفريقيا.

اعتداء على الصحافيين

ولم تتوقف المشكلات عند هذا الحد. فقبل ذلك تعرض فريق من الصحفيين الجزائريين إلى الاعتداء بالأسلحة البيضاء وسرقة معداتهم، فيما يحيل على فشل الدولة المنظمة في توفير الأمن لضيوفها.

هذا وحسب وسائل إعلام جزائرية، تعرض ليلة الأحد ثلاثة من أفراد الطاقم الصحفي الجزائري إلى الاعتداء بالأسلحة البيضاء وسرقة مستلزماتهم. وقال سفير الجزائر في الكاميرون، ومدين ماحي، إنه "فور إعلامهم بتعرض الصحفيين الثلاثة للاعتداء اتصلت السفارة بالسلطات الكاميرونية"، وأشار إلى أن وزير الخارجية رمضان لعمامرة "تلقى ضمانات من السلطات الكاميرونية بحماية الجزائريين على أراضيها".

وأدان الاتحاد الإفريقي الحادثة، وقال في بيان له إنه "يدين بشدة هذا الاعتداء الخطير على الصحفيين و يعلن تضامنه المطلق معهم وتمنياتها بالشفاء العاجل لهم". فيما فتحت الشرطة الكاميرونية تحقيقاً في القضية، انتهى إلى اعتقال مشتبه به، و لا يزال البحث عن بقية شركائه قائماً.

مخاطر أمنية مقلقة

إضافة إلى هذا تعرف مدينة بويا (جنوب غرب) مواجهات مسلحة بين القوات الكاميرونية ومتمردين انفصاليين بالإقليم الناطق بالإنجليزية. حيث نفذت تلك المليشيات يوم الأربعاء هجوماً مسلحاً على المدينة التي تستضيف مباريات المجموعة السادسة من منافسات كأس إفريقيا للأمم.

هذا الهجوم الذي كان الهدف منه عرقلة الاستعدادات لمباراتي المجموعة السادسة، التي تضم منتخبات تونس وموريتانيا وغامبيا ومالي، حسب ما صرّح به زعيم الحركة الانفصالية. ونجحت هذه الأحداث في تعطيل حصة تدريبية للمنتخب الموريتاني قبيل المباراة، كما في حرمان منتخب تونس من حصة أخرى كان من المزمع إجراءها بعد انتهاء المباراة التي جمعته بمنتخب مالي.

وسقط ضحية الهجوم جندي كاميروني، إضافة إلى مدنيّيْن علقا وسط إطلاق النار. وأثارت الأحداث هلعاً في أوساط الأطقم الرياضية والصحفية القادمة للمشاركة في المنافسات. كما دفع لطرح أسئلة عديدة حول مدى قدرة البلد المنظم على توفير الأمن لزائريه في مثل هذه المناسبات.

TRT عربي