يمين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويسارها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك. (AA)
تابعنا

مع تصاعد حدة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تحدى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس الاثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتال فردي بينهما، مشيراً إلى أن "الرهان هو أوكرانيا".

ولم يقتصر دعم ماسك على التأييد الصريح والعلني لأوكرانيا وشعبها، ولا على استفزازه الرئيس الروسي ودعوته لمبارزته عبر تويتر وحسب، بل لم يخف من استخدام مجموعة واسعة من الموارد المتاحة له لمساعدة حركة المقاومة الأوكرانية في مساعيه لصد الهجوم الروسي المستمر منذ 20 يوماً.

ووسط حرب التغريدات المشتعلة بين ماسك ومتابعيه الـ78 مليوناً من طرف، ورجال الكرملين ومؤيدي بوتين من الطرف الآخر، رأى البعض أن ماسك أطلق من خلال تغريدته الأخيرة حملة دعائية جديدة للترويج لنفسه من أجل زيادة عدد جنوده على موقع تويتر، الذين يستخدم زخمهم بين حين وآخر للتأثير في أسواق الأسهم وسوق العملات المشفرة، إذ كانت تغريدات ماسك كفيلة بزيادة أسعار بتكوين، وتسببت أخرى في تحريك عملات أخرى مثل دوجكوين صعوداً وهبوطاً.

معركة تغريدات

في خضم المعركة التي تشهدها ساحات موقع تويتر الاثنين، غرّد أغنى رجل في العالم، الذي تجاوزت ثروته حاجز 300 مليار دولار: "أنا هنا لأتحدى فلاديمير بوتين في قتال رجل لرجل"، وتابع ماسك في نفس التغريدة: "الرهان على أوكرانيا".

الردّ الروسي جاء على الفور من رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري روجوزين، الذي استخدم اقتباساً أدبياً للاستخفاف بتغريدة إيلون ماسك، وجاء فيه: "أنت، أيها الشيطان الصغير، ما زلت صغيراً على مواجهتي، سيكون ذلك مضيعة للوقت، تجاوز أخي أوّلاً"، وهي لشاعر روسي من القرن الثامن يُدعى إلكسندر بوشكن.

ومعلقاً على تغريدة ماسك، كتب نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف معلّقاً: "أنا متأكد من أن إيلون ماسك يمكنه إرسال بوتين إلى كوكب المشتري"، مُرفِقاً صورة لبوتين مغلقاً عليه في سفينة فضاء في طريقها إلى الكوكب.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال روجوزين إن روسيا لن ترسل محركات صاروخية إلى الولايات المتحدة بعد الآن رداً على العقوبات، قائلاً: "دعهم يطيروا على شيء آخر، أعواد المكنسة"، ليردّ مدير إطلاق "سبيس إكس" عندما أطلقت الشركة أقمار ستارلينك الصناعية الأربعاء: "حان الوقت للسماح لعصا المكنسة الأمريكية بالتحليق وسماع أصوات الحرية".

دعم منقطع النظير لأوكرانيا

في بداية الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية قبل 20 يوماً، وتلبيةً لطلب ميخايلو فيدوروف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، قال إيلون ماسك إن خدمة الإنترنت عبر القمر الصناعي "ستار لينك" المملوك لشركته "سبايس إكس" فُعّلَت فوق أوكرانيا لتوفير خدمة الإنترنت في البلاد.

وقال ماسك في تغريدة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "بدأ تشغيل خدمات ستار لينك في أوكرانيا، وفي الطريق إليكم مزيد من المحطات".

ولم يكتفِ ماسك بتوفير خدمة الإنترنت، بل تفاعل بنشاط منقطع النظير في تأييده أوكرانيا وانتقاده بوتين، بالأخصّ من خلال حسابه على موقع تويتر الذي يتابعه قرابة 78 مليون شخص من جميع أنحاء العالم. ولم يكن خائفاً من استخدام مجموعة واسعة من الموارد المتاحة له لمساعدة حركة المقاومة الأوكرانية التي تحاول صدّ العدوان الروسي.

هل يبحث عن مزيد من الانتشار؟

يرى البعض أن الملياردير الأمريكي قد يكون متعاطفاً مع أوكرانيا وشعبها، لكن تحدِّيه الأخير لقتال بوتين ما هو إلا محاولة أخرى يسعى من خلالها لزيادة شهرته وتسويق نفسه على أنه المخترع الذكي والعصامي الذي يهبّ لمساعدة الناس والكوكب كشخصية "آيرون مان" في أفلام الأبطال الخارقين.

ولعل المتابع لماسك على تويتر يعرف تماماً كيف يتفاعل الملياردير إيلون مع الأحداث التي تحظى باهتمام عالمي ويعرف تماماً كيف يطلق حملة دعائية للترويج لشخصه حرفياً. وحتى وقت قريب كان ماسك خارج نطاق اهتمام عامة الناس، وكانت متابعته تقتصر على محبي العلوم والتكنولوجيا، ليتغير ذلك كلياً وقت وقوع حادثة الكهف في تايلاند عندما حُجز مجموعة من الطلاب داخل كهف مع معلمهم.

وخلال حادثة تايلاند سنحت الفرصة لماسك للعب دور البطل الذكي الخارق من خلال تصميم غواصة تُنقِذ الأطفال، لكن فكرته لاقت رفضاً من قائد فريق الغواصين المكلَّفين إنقاذ الأطفال، الذي كشف أن ماسك لم يفهم الصعوبة وراء إنقاذ الأطفال، التي تتمثل في وجود منطقة منخفضة وضيقة للغاية، حتى إنها لا تتسع لعبوات الأكسيجين التي يحملها الغواصون. وقتها تساءل الجميع: هل يُعقل أن تخرج هذه الفكرة من رجل يروّج أنه يمتلك درجة ذكاء 155، وهو معدل مرتفع نسبياً؟

TRT عربي