بالتزامن مع اجتماع قادة الدفاع في حلف شمال الأطلسي ودول أخرى في قاعدة عسكرية ألمانية اليوم الجمعة لمناقشة تعزيز قدرة أوكرانيا على مواجهة القوات الروسية عبر تزويدها بأسلحة متطورة، من بينها دبابات حديثة، يبدو أن الكرملين يستعد لصد ضربات على العاصمة الروسية من خلال تركيب أنظمة اعتراض جوي، وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
ويعتبر الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا الأحدث في سلسلة من الاجتماعات منذ هاجمت روسيا أوكرانيا قبل ما يقرب من 11 شهراً، وفيه ستجرى مناقشة إمدادات الأسلحة في المستقبل، بخاصة دبابات ليوبارد 2 الألمانية التي تستخدمها جيوش في أنحاء أوروبا، وفقاً لما أوردته رويترز.
وكشفت الصحيفة البريطانية أن روسيا بدأت نشر أنظمة مضادة للصواريخ والطائرات فوق عديد من مباني موسكو، مما يشير إلى أن الكرملين "ربما يستعد لهجمات محتملة". ووفقاً للغارديان فقد نُشرت أنظمة الصواريخ المصممة لاعتراض الطائرات والصواريخ القادمة فوق عديد من المباني الدفاعية والإدارية في وسط مدينة موسكو، مما يشير إلى أن الكرملين يستعد لهجوم محتمل على العاصمة الروسية.
الكرملين يستعد لهجوم محتمل
قبل يوم واحد من اجتماع قادة دفاع الناتو في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا للاتفاق على حزمة مساعدات عسكرية جديدة، ظهرت صور لأنظمة الصواريخ في موسكو، مما يشير بوضوح إلى أن الكرملين بدأ يستعد لصد أي هجمات محتملة قد تستهدف العاصمة.
وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس تركيب نظام صواريخ بانتسير على سطح مبنى من ثمانية طوابق تستخدمه وزارة الدفاع الروسية على طول نهر موسكفا. وأظهر مقطع فيديو آخر نظام الدفاع الجوي وهو يُرفع إلى سطح مبنى تعليمي في منطقة تاجانكا بموسكو، على بعد 2.4 كيلومتر جنوب شرق الكرملين.
وتُستخدَم الأنظمة قصيرة إلى متوسطة المدى للدفاع ضد الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز. وقال الجيش الروسي أيضاً إنه يمكن استخدامها ضد أهداف أصغر، مثل الطائرات العسكرية والتجارية بلا طيار، والتي أصبحت منتشرة في كل مكان في ساحة المعركة منذ أن بدأت الحرب في أواخر فبراير/شباط 2022.
بالمقابل، لم يؤكد المسؤولون العسكريون الروس على الفور تركيب أنظمة الصواريخ. ومع ذلك، أفاد عديد من وسائل الإعلام الروسية، وفقاً للغارديان، بنشر أنظمة صواريخ طويلة المدى من طراز S-400 في موسكو في الأسابيع الأخيرة. والتي غالباً تُستخدَم جنباً إلى جنب مع منظومة بانتسير.
مساعدات غربية جديدة لأوكرانيا
بينما تعهدت الولايات المتحدة بالفعل بتقديم ما يقرب من ملياري دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي يهدف إلى حماية المدن الأوكرانية من الصواريخ الروسية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حكومته تتوقع خروج "قرارات قوية" من اجتماع قادة الدفاع في حلف شمال الأطلسي المجتمعين في ألمانيا اليوم الجمعة، وفقاً لما نقلته رويترز.
وتشمل حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة 59 من مركبات برادلي القتالية و90 ناقلة جنود مدرعة من طراز سترايكر و53 عربة مقاومة للألغام و350 مركبة مدولبة متعددة المهام ذات قدرة تنقل عالية. وقالت مصادر بالحكومة الألمانية إن برلين ستمضي قدماً في مسألة دبابات ليوبارد إذا وافقت واشنطن، التي قدمت أكثر من 27.4 مليار دولار حزم مساعدات أمنية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، على إرسال دبابات أبرامز.
وعلى صعيد آخر، أوردت رويترز الخميس إن وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) سافر سراً إلى كييف في الآونة الأخيرة للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي بدوره شدد على دعم واشنطن المستمر لأوكرانيا ودفاعها في مواجهة العدوان الروسي.
تحضير مسبق
قبل انطلاق فعاليات اجتماع الناتو في ألمانيا، أصدر المسؤولين الروس تحذيرات في محاولة منهم لثني دول الناتو عن توفير أسلحة أكثر تقدماً من خلال الادعاء بأنها قد تؤدي إلى نشوب صراع نووي. فيما كتب ديمتري ميدفيديف الرئيس السابق الذي أصبح من الصقور البارزين نائباً لرئيس مجلس الأمن الروسي: "إن هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية يمكن أن تثير بداية حرب نووية".
وبينما يسلط ظهور أنظمة الصواريخ الدفاعية الضوء على تخوف الروس من هجمات انتقامية على موسكو رداً على حملة قصف عنيفة استُخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهداف المدن والبنية التحتية الأوكرانية، لا سيما وأن المسؤولين الأوكرانيين كان أعلنوا أنهم بدأوا اختبار طائرات بلا طيار بعيدة المدى يمكنها السفر لمسافة تصل إلى 1000 كيلومتر، مما قد يضع موسكو على مسافة قريبة.
من جهته، كتب ألكسندر كوتس، الصحفي الروسي البارز الذي يدعم الحرب الروسية في أوكرانيا: "هذا يعني أن (القيادة) تفهم تماماً جميع المخاطر وتدرك أن الضربات ضد موسكو والمناطق هي مجرد مسألة وقت". وأضاف: "من الجيد البدء في التخطيط مسبقاً بدلاً من التخطيط بعد الضربات الأولى".
