يهدد التوتر بين الصين وتايوان الصناعات الدوائية في العالم.  (Rich Pedroncelli/AP)
تابعنا

ما زالت ارتدادات الزيارة التي قادتها رئيسة الكونغريس الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، قائمة وتتخذ مساراً أكثر عنفاً، إثر تمديد بكين المناورات التي تجريها في محيط الجزيرة باستعمال ذخائر حية، والتي كان من المزمع انتهاؤها يوم الأحد الماضي. وتزامناً مع هذا، أعلنت تايبيه هي الأخرى عن مناورات عسكرية، متهمة الصين بالإعداد لغزو الجزيرة.

فيما تهدد هذه الأوضاع المنطقة بنشوب حرب، قد تكون لها تبعات اقتصادية وخيمة. على رأسها تعطيل الصناعات الصيدلانية، التي تعد الصين مصدراً لقسم كبير من المواد الفعالة المستخدمة في صناعة العقاقير والمستحضرات الدوائية.

بحر الصين على صفيح ساخن

واجهت الصين زيارة رئيسة الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، في 2 أغسطس/ آب الجاري، بكثير من الامتعاض، حيث احتجت بكين على لسان وزير خارجيتها وانغ يي، معتبرة الأمر "مهزلة صريحة" وأن "أولئك الذين يلعبون بالنار لن تكون نهايتهم جيدة، ومن يسيء إلى الصين يجب أن يعاقب".

وتزامناً مع هذا أعلن الجيش الشعبي الصيني مناورات بالذخيرة الحية في محيط الجزيرة، وهي أوسع مناورات عسكرية في تاريخه، حاشداً لها طائرات وسفناً حربية وصواريخ بالستية. وكان من المزمع إنهاء هذه المناورات يوم الاثنين، إلا أن بكين ارتأت إعلان مناورات جديدة بـ"الذخيرة الحيّة" ستقام حتى الخامس عشر من أغسطس/آب في البحر الأصفر.

رداً على ذلك، اتهم وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، الثلاثاء، بكين باستخدم مناوراتها الجوية والبحرية العسكرية حول الجزيرة للإعداد للغزو وتغيير الوضع القائم في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.

كما أعلن الجيش التايواني إجراء مناورات عسكرية، ونقلاً عن "فرانس بريس"، قال المتحدث باسم الفيلق الثامن لو ووي: "سنتدرب على التصدي لهجمات العدو على تايوان". موضحاً أن قوات الجزيرة ستتدرب على التعامل مع عمليات الإنزال يومي الثلاثاء والخميس في منطقة بينغتونغ في أقصى الجنوب، حيث سيجري نشر مئات الجنود ونحو 40 مدفع هاوتزر لإجراء التدريبات.

وتزيد هذه الأجواء المشحونة في تايوان ومحيطها، حسب محللين، من مخاوف انزلاق الوضع إلى مواجهة مباشرة بين الجيشين. ووفقاً لهم فإن احتمال نشوب هذه الحرب أصبح "واقعياً جداً".

هل يصبح العالم بلا دواء؟

هذا ويهدد وقوع حرب بين الصين وتايوان العالم بتبعات اقتصادية وخيمة، يمكن أن تكون أقسى من تلك التي تنتج عن الحرب في أوكرانيا. وعلى رأس القطاعات المتضررة من الاقتتال في بحر الصين ومضيق تايوان، الصناعات الدوائية التي تلعب الصين فيها دوراً أساسياً.

وخلال العقد الأخير عزَّزت الصين صناعاتها الصيدلانية، وعلى وجه التحديد تصنيع المواد الفعالة المستخدمة في تركيب المستحضرات الدوائية. وحسب التقديرات، فإن الصين وحدها تنتج ما يعادل 40% من مجموع المواد الدوائية الفعالة التي يحتاج إليها العالم، هذا في سوق عالمية تقدر قيمتها بـ 197 مليار دولار ويتوقع أن تفوق هذه القيمة 250 مليار دولار بحلول 2026.

وما بين شهرَي مايو/أيار ويونيو/حزيران من هذه السنة، صدَّرت الصين ما قيمته 2.25 مليون دولار من المنتجات الصيدلانية، والتي 82% منها مواد دوائية فعالة. وفي سنة 2019، أي ما قبل الأزمة الوبائية التي عطلت كثيراً من الصناعات في الصين، بلغت صادرات البلاد وحدها 56.32 مليار دولار.

وتسيطر هي والهند مجتمعتين على 80% من الواردات الأمريكية لهذه المواد، وسبق لعدد من النواب الأمريكيين أن حذروا من أن تستعمل بكين الدواء كسلاح في خصومتها مع واشنطن.

TRT عربي
الأكثر تداولاً