تابعنا
أصدر القائد العام للحرس الثوري، الجمعة الماضية، بياناً أشار فيه إلى أن الصواريخ الإيرانية يمكن أن تستهدف القواعد الأمريكية بدقة عالية، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

صرح الجنرال الإيراني حاجي زاده بأن صاروخ كروز الجديد يمكن أن يصل إلى مسافة 1650 كيلومتراً ويمكن أن يستهدف القواعد الأمريكية بدقة عالية.

أعلنت إيران أنها طورت صاروخ كروز بعيد المدى يمكنه استهداف "الأعداء" في المنطقة وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

يبلغ مدى صاروخ كروز الجديد 1650 كيلومتراً، وأُضيف إلى الترسانة العسكرية الإيرانية، وفقاً لما ذكره أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية للحرس الثوري.

وأصدر القائد العام للحرس الثوري، الجمعة الماضية، بياناً أشار فيه إلى أن الصواريخ الإيرانية يمكن أن تستهدف القواعد الأمريكية بدقة عالية، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وذكر حاجي زاده تحديداً القواعد الأمريكية في الخليج والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية وأماكن أخرى باعتبارها عرضة للهجمات الإيرانية.

بينما يؤكد الخبراء الإقليميون أن صاروخ Paveh قادر بالفعل على ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، فإنهم يسلطون الضوء أيضاً على الردع الذي تملكه الولايات المتحدة في ترساناتها لتحييد مثل هذه التهديدات المحمولة جواً.

قال جون كرزيزانيك، الباحث في شؤون إيران في مركز أبحاث ويسكونسن بواشنطن، لـ TRT World إنه فما يمكن للمنشآت العسكرية المزودة بأنظمة دفاع جوي أن تسقط صواريخ Paveh، فإن المواقع غير المحمية ستكون دائماً في خطر".

وأضاف كرزيزانيك "بالطبع هذا الأمر ليس بجديد، لأن إيران لديها بالفعل صواريخ كروز وطائرات بلا طيار انتحارية أخرى قد تؤدي هذا الدور. حتى صاروخ Paveh ربما كان دخل الخدمة مع الحرس الثوري الإيراني منذ عدة سنوات، على الرغم من عدم إعلان ذلك".

"أفضل ما يمكننا قوله، إن صاروخ Paveh هو نسخة من الجيل القادم الذي ينتمي إلى طراز صاروخ القدس، الذي نقلته إيران إلى الحوثيين في اليمن منذ عدة سنوات. لذلك لا أعتقد أن هذا يغير معادلة الوضع الاستراتيجي بشكل حقيقي فيما يتعلق بالدور الأمريكي أو إسرائيل" وفق تعبيره.

وقال حاجي زاده إن صاروخ Paveh، الذي قيل إنه دخل نطاق الخدمة، سمي تيمناً بالقوات الإيرانية التي قضت في معارك وقعت في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد.

تظهر اللقطات التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية أن الصاروخ أصاب بدقة الهدف وهو ما يجعله يختلف إلى حد ما عن الصواريخ السابقة. فالصاروخ الجديد يتمتع بأجنحة قابلة للطي.

وتقول طهران إن برنامج إيران دفاعي بحت ويهدف لردع التهديدات المحتملة لأراضيها ومواقعها الحساسة.

ومع ذلك، يقول الخبراء إنه حتى لو كانت الادعاءات بشأن صاروخ Paveh دقيقة، فلن تؤثر بشكل كبير على الاستراتيجيات الدفاعية لإسرائيل أو الولايات المتحدة.

ويعتقدون أن إعلان الجمهورية الإسلامية يهدف إلى تعزيز صورتها العامة ومواجهة الانطباع السلبي عن الحكومة، على الصعيدين الوطني والدولي، وسط مظاهرات مستمرة مناهضة للحكومة في أنحاء البلاد.

يوضح الدكتور عوزي روبين، المؤسس والمدير الفعلي لمنظمة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الصاروخ البالستي ينطلق عمودياً بمحرك يتوقف عن العمل في النهاية. ومع ذلك، بسبب القصور الذاتي، يستمر الصاروخ في التحليق إلى الأمام. في المقابل، يشبه صاروخ كروز طائرة صغيرة تعمل بمحرك نفاث، ويطير مثل طائرة تجارية ولكن بلا ركاب.

وأضاف أن إيران أعلنت في السابق امتلاكها صواريخ كروز قادرة على قطع مسافات أطول.

وقال: "زعموا بالفعل منذ أكثر من 10 سنوات أن لديهم صواريخ كروز يمكن أن تصل إلى مسافة 2000 كيلومتر".

وأضاف: "من المدهش تماماً أنهم يقولون الآن إنهم حققوا نطاقاً يصل إلى 1650 كيلومتراً، بعد 10 سنوات من زعمهم أن نطاق صواريخهم قد بلغ 2000 كيلومتر. على ما يبدو، صواريخ كروز السابقة لم تكن ناجحة تماما".

انتقاماً لمقتل سليماني

وأكد حاجي زاده في خطابه لوسائل الإعلام الرسمية أن طهران لا تنوي استهداف "جنود فقراء" انتقاماً لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.

وكانت الولايات المتحدة اغتالت، بتوجيه من الرئيس آنذاك دونالد ترمب وبالتعاون مع إسرائيل، قاسم سليماني في عام 2020 عن طريق غارة بطائرة بلا طيار بالقرب من مطار العاصمة العراقية بغداد.

تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وتعد أعضاءها أهداف مشروعة.

أثار اغتيال سليماني، قائد فيلق القدس، غضب إيران وتوعدت حكومة طهران بالانتقام من الولايات المتحدة.

تدعم طهران القوات المسلحة في سوريا والعراق التي غالباً تستهدف القواعد العسكرية الأمريكية بهجمات بطائرات بلا طيار وهجمات بالمتفجرات في هاتين الدولتين الهشّتين.

وقال حاجي زادة: "بمشيئة الله نتطلع إلى قتل ترمب. يجب قتل بومبيو (وزير الخارجية السابق مايك) وكينيث ماكنزي (الجنرال الأمريكي السابق) والقادة العسكريون الذين أصدروا الأمر لاغتيال سليماني".

برنامج الصواريخ الإيراني

ضخت طهران استثمارات كبيرة في الجيش لتطوير أسلحة وقوة عسكرية عالية الجودة، لا سيما في برنامجها الصاروخي وسط اقتصاد يعاني من معضلات جمّة بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة.

قُطعت إيران عن المعاملات المصرفية الرقمية العالمية، ووُقف بيع غازها إلى دول أخرى وعديد من الشركات بسبب الحرب الاقتصادية الأمريكية، إذ تهدف واشنطن إلى الحد من قدرات إيران النووية وتصاعد قدراتها العسكرية في المنطقة، وهو الأمر الذي ترى فيها الولايات المتحدة تهديداً لها ولحلفائها وعلى رأسهم إسرائيل.

لكن العقوبات لم تمنع إيران تعزيز قدراتها النووية وقدراتها العسكرية الأخرى. وكشفت إيران في وقت سابق عن أنها طورت صواريخ يمكن أن تصل إلى 2000 كيلومتر يمكنها ضرب الأهداف العسكرية الأمريكية وإسرائيل.

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها متشككة في التقارير التي تشير إلى تأكيد المسؤولين الإيرانيين أن طهران طورت صاروخاً بالستياً تفوق سرعته سرعة الصوت.

لكن الجنرال حاجي زاده كرر تصريحه بأن الصاروخ الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت يطير بسرعة 9207 كيلومترات في الساعة (ماخ 12) ويمكنه استهداف السفن الحربية الأمريكية في المنطقة.

من ناحية أخرى، قال الجنرال حسين سلامي من الحرس الثوري الإيراني يوم السبت إن الجمهورية الإسلامية تعمل على برنامج صواريخ كروز أسرع من الصوت يمكنه تتبع الأقمار الصناعية برادارات على الأرض.

كما أكد أن سبب تطوير النموذج الجديد لصواريخ كروز هو أن صواريخ كروز التقليدية لا تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت فضلاً عن طيرانها على ارتفاعات منخفضة.

تزايد التوترات في المنطقة

طورت طهران تقنيتها العسكرية المحلية المتعلقة بقدرات الحرب الجوية والبحرية والبرية والإلكترونية.

واتُهمت إيران مؤخراً بإرسال طائرات بلا طيار لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

من جانبها، نفت طهران صحة هذه التقارير حول إرسال طائرات مسيرة، بما في ذلك طائرات كاميكازي بلا طيار لروسيا، مؤكدة أنها تدعم "السلام وتعارض الحرب".

ولطالما حذرت إسرائيل، خصم إيران اللدود في المنطقة، من تطور قدرات طهران العسكرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، التي يمكن استخدامها لدفع برنامجها النووي.

على صعيد متصل، غالباً تستهدف إسرائيل الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والقوات العسكرية لنظام بشار الأسد بما في ذلك المطارات والقواعد الجوية.

جاء إعلان الصاروخ الجديد بعد أن قال التلفزيون الإيراني الرسمي إن طهران "من المرجح" أن تساعد النظام السوري في الدفاع عن مجاله الجوي بأنظمة صواريخ أرض جو ضد الضربات الجوية الإسرائيلية.

وحسب الإذاعة الرسمية، فإن "سوريا بحاجة إلى إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي وتحتاج إلى قنابل دقيقة لطائراتها المقاتلة".

ووقّع الأعضاء الدائمون في الأمم المتحدة وألمانيا اتفاقاً نووياً مع إيران في عام 2015 من شأنه أن يحد من تطوير طهران في تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات التي فرضتها الدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة.

لكن الرئيس ترمب قرر الانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، متهماً إيران بتحويل الأموال لدعم وجودها العسكري في المنطقة ومواصلة تخصيب اليورانيوم الذي سيؤدي في النهاية إلى صنع قنبلة نووية.

وشددت إدارته العقوبات لتحطيم اقتصاد إيران وقدراتها العسكرية.

تعمل الحكومة الأمريكية الحالية مع حلفائها الأوروبيين من أجل اتفاقية جديدة لمنع إيران حيازة قنبلة نووية.

في ذات السياق، نفذت إسرائيل والولايات المتحدة أكبر مناورات عسكرية في المنطقة أطلق عليها اسم جونيبر أوك 2023، وهي رسالة واضحة ضد إيران.

وشملت التدريبات التي أجريت جواً وبراً وبحراً 6400 جندي أمريكي و1500 جندي إسرائيلي بحضور أكثر من 140 طائرة و12 سفينة بحرية وأنظمة دفاع جوية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً