ساهم الجيش التركي في نجاح الكثير من عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. (Others)
تابعنا

منذ الساعات الأولى لكارثة الزلازل المدمرة، التي ضربت مناطق جنوب شرقي تركيا، انخرط جيش البلاد في عمليات إغاثة المنكوبين، ليصبح بعدها إحدى الركائز الأساسية في تلك العمليات، لما يقدمه من خدمات حيوية للضحايا ولفِرق الإغاثة الأخرى.

وتنوعت مهام الجيش التركي في المناطق المنكوبة، بين توفير الإسناد اللوجستي لفِرق الإغاثة وتنسيق عملها، وتوزيع المساعدات وتوفير الرعاية الصحية والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. فيما لم تتزخر وزارة الدفاع التركية عن إرسال مزيد من التعزيزات إلى تلك المناطق المنكوبة، كلما دعت الضرورة إلى ذلك.

استجابة سريعة

ومع وقوع الزلازل، سارعت وزرة الدفاع التركية إلى تأسيس مكتب استجابة طارئة للكارثة. كما صدرت الأوامر لنشر قوات الجيش في المناطق المنكوبة، من أجل المشاركة في أعمال البحث والإنقاذ، كذلك توزيع المساعدات وإسعاف المصابين.

وفتح الجيش التركي أبواب ثكناته لإيواء المنكوبين، وانطلقت طائرات النقل التابعة لسلاح الجو بنقل فرق البحث والإنقاذ ومعداتهم إلى الأماكن المنكوبة، كما نفذت طائرات إسعاف مهام في إطار "ممر المساعدة الجوية". ونفذت ناقلات سلاح الجو التركي أكثر من 120 طلعة جوية بـ37 طائرة منذ ساعات الصباح الأولى التي أعقبت الزلازل.

وعبر هذا الممر الجوي، جرى شحن 25 مطبخاً ميدانياً متنقلاً و15 حاوية حمام ومرحاض إلى مناطق الزلزال، في المرحلة الأولى من المساعدات الميدانية التي نفذها الجيش التركي. كما سهر ضباطه وجنوده على أنشطة بناء الخيام في جميع المناطق المتضررة من الزلازل.

وخلال الأيام الأولى للزلازل، صرَّح وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، بأن نحو 7500 من أفراد القوات المسلحة يواصلون العمل في منطقة الزلازل. هذا الرقم سيواصل الارتفاع حتى يصل إلى 28 ألف عنصر جيش، يشاركون الآن في أعمال الإغاثة.

إضافة إلى هذا، أنشأ الجيش التركي 19 قاعدة دعم لوجستي في ثماني مقاطعات منكوبة، بغية إيصال المساعدات إلى المتضررين في أسرع وقت ممكن. وبعد وصول هذه المساعدات جواً، تشارك آليات الجيش وأفراده في توزيع الطعام والشراب والمستلزمات المعيشية لأولئك المتضررين.

عصب عمليات البحث والإنقاذ

لم تقتصر مهمات الجيش التركي على توزيع المساعدات، بل شارك في عمليات البحث عن الناجين تحت الأنقاض وإنقاذهم. ومكّنت الطلعات الجوية التي نفذها سلاح الجو التركي، باستخدام الطائرات المسيّرة، من رسم خرائط عالية الدقة لميدان تدخل فرق البحث والإنقاذ، كذلك تقييم مخاطر ذلك الميدان، ورصد مؤشرات على وجود ناجين.

وشارك في هذه العمليات نحو 37 من مُسيّرات "بيرقدار تي بي 2" التابعة للجيش، و9 مُسيّرات "بيرقدار أقنجي"، ذلك بمجموع 1552 ساعة تحليق منذ اليوم الأول للزلزال. كما أطلق الجيش التركي والشرطة وفرق الإنقاذ مُسيّرات "عنقاء" و"آق صونغور"، وشاركت أيضاً مُسيّرات "باها" (Baha) و"بويراز" (Poyraz)، التي طورتها شركة هافيلسان التركية، في أنشطة الاستطلاع والمراقبة لمساعدة فرق البحث والإنقاذ في المنطقة.

وعلى الأرض، انتقل ضباط ومهندسو الفوج الهندسي للفيلق الثاني في جاليبولي إلى المنطقة المنكوبة، مع معداتهم لدعم أنشطة البحث والإنقاذ. كما توجه أفراد كتيبة الكوماندوز الأولى التابعة لقيادة لواء المشاة الآلي 54 المتمركز في أدرنة إلى غازي عنتاب.

واستخدمت فرق البحث التابعة للجيش تقنيات عالية في تدخلاتها، منها كاميرات العصا، من تصنيع شركة "إستيرون" المحلية. والتي تستطيع تَخلُّل الشقوق الضيقة وسط الأنقاض، بطول يصل إلى 100 متر، وتصوّرها بدقة وبزاوية تعادل 270 درجة، ويمكن استخدامها لـ24 ساعة متواصلة اعتماداً على بطاريتين فقط.

وأنقذ لواء العون الإنساني في قهرمان مرعش شاباً من تحت الأنقاض. وفي هاطاي، جرى إنقاذ فتاة صغيرة بواسطة كتيبة البحث والإنقاذ من الكوارث الطبيعية. وجرى إنقاذ طفلين من تحت الأنقاض في منطقة نورداجي في غازي عنتاب.

فضلاً عن الخدمات الصحية التي وفّرتها المستشفيات الميدانية التابعة للجيش للمصابين. كما عبأ الجيش سفينة "تي سي إسكندرون"، من أجل نقل الجرحى بحراً إلى مدينة مرسين، حيث يتلقون العلاج.

ولم تغفل قوات الجيش التركي الأطفال المنكوبين جراء الزلزال، إذ أعطوهم اهتماماً خاصاً ورعاية استثنائية، وزاروا مخيمات إيواء أطفال المنكوبين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً