مواطن أمريكي يُدعى مايك غريغوريان محبط من طلب السلطات مغادرته منزله إبان اندلاع حريق "بوبكات" في ولاية كاليفورنيا سبتمبر/أيلول 2020 (Irfan Khan/Los Angeles Times/Rex/Shutterstock)
تابعنا

ارتفعت وتيرة الكوارث الطبيعية خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت، ولا تخلو الصحف العالمية من أخبار عن فيضانات وحرائق غابات وموجات حرارة قاتلة حول العالم، ما يراه مختصون ضمن تبعات التغيُّر المناخي.

وأثبتت الفيضانات الأخيرة التي شهدتها مدينة نيويورك جراء إعصار إيدا وحرائق الغابات التي اشتعلت في عديد المدن حول العالم أن الكوارث الطبيعية في تصاعد.

وأظهر استطلاع رأي أجرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي العام الماضي أن ما يقارب 70% من البالغين الأمريكيين يتملكّهم نوع من القلق بحق تبعات تغيُّر المناخ على كوكب الأرض، فيما أعرب أكثر من نصف المشاركين عن قلقهم بشأن الخسائر التي قد يتكبدونها شخصياً جرّاء التغيّر المناخي.

الحزن البيئي

ورد في تقرير لمحطة الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "NPR" أن تغير المناخ زاد من حدة الكوارث المرتبطة بالطقس ووتيرتها بمقدار خمسة أضعاف فقط خلال الخمسين عاماً الماضية.

وحسب التقرير يذهب خبراء إلى أن الكوارث المتتالية الناتجة عن تغيُّر المناخ تؤثّر بشكل مباشر وغير مباشر على الصحة العقليّة للأفراد. ويتجه المختصّون في علم النفس إلى الحديث عن أعراض "الحزن البيئي"، الذي يُعتبر نوعاً من الإرهاق العقلي النابع من حالة اليأس جرّاء الحقائق القاسية لتغير المناخ.

كما يرى المختصّون أن حالة أخرى من التعب العاطفي تُسَّمى "إجهاد الكوراث"، شُكِّلت جرّاء التعرّض لأخبار سيئة عن أزمات بيئيّة، وباتت تتصدّر عنواين الصحف العالمية.

وفي حديثه للمحطة الأمريكية عبّر جيفري غارسيا، وهو مهندس أمريكي نشأ في ولاية نيو مكسيكو حيث الجفاف شبه المستمر، عن انزعاجه مما يراه "أزمات متعاقبة"، مُضيفاً أن حالة عدم الاستقرار زعزعت ثقته بالمستقبل ودفعته وزوجته إلى إعادة النظر في إنجاب الأطفال.

وترى كاتي وهران، وهي مخططة حرائق الغابات تعمل في ولاية كاليفورنيا، أن أغلب الناس أصبحوا لا يريدون إنجاب أطفال لذات السبب، فأكّدت أن جلب الأطفال إلى مستقبل غير مؤكد لا يبدو أمراً عادلاً.

وفي يونيو/حزيران المنصرم أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية عن اطلاعها على مسودة تقرير أعدتها الهيئة التابعة للأمم المتحدة، وكان من المقرر له أن يُنشر في فبراير/شباط من العام القادم.

وورد في مسودة التقرير أن "التغير المناخي سيدمر حتماً الحياة كما نعرفها حالياً على كوكبنا، وذلك في غضون 30 عاماً على الأكثر".

وقدّم التقرير صورة أكثر تشاؤماً عن آخر تقرير مماثل صدر عن الهيئة عام 2014، يشير إلى أنّه على الرغم من تعهّد العالم في اتفاق باريس عام 2015 بحصر الاحترار المناخي في أقل من درجتين مئويتين أو حتى 1.5 درجة، فإن الواقع ينذر بعكس ذلك تماماً.

يُذكر أن شهر يوليو/تموز الماضي شهد وحده عدداً غير مسبوق من حرائق الغابات، كان أشدها في كل من الولايات المتحدة وكندا وتركيا واليونان وإيطاليا وروسيا ولبنان وقبرص الرومية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً