من وزير الدفاع الأوكراني الجديد رستم عميروف؟ / صورة: AA (AA)
تابعنا

في أحد قراراته المفاجئة، يوم الأحد، أعلن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي إقالة وزير الدفاع أولكسي ريزنيكوف. وبرر زلينسكي قراره بالقول: "أعتقد أن الوزارة بحاجة إلى أساليب جديدة وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع كله".

وفي تفاعل مع الأحداث، أكد ريزنيكوف في تغريدة على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، أنه قدم خطاب استقالته إلى برلمان البلاد، قائلاً: "إنه لشرف لي خدمة الشعب الأوكراني والعمل من أجل الجيش الأوكراني خلال الأشهر الـ22 الماضية، وهي أصعب فترة في تاريخ أوكرانيا الحديث". وقَبِل البرلمان الأوكراني بالإجماع استقالة وزير الدفاع، خلال جلسته مساء الثلاثاء.

وكان الرئيس الأوكراني، في خطابه الأحد، قد أعلن نيته ترشيح النائب المسلم من أصل تتاري رستم عمروف، ليكون خلفاً لرزنيكوف. وقال زيلينسكي إن البرلمان الأوكراني يعرف عميروف "جيداً" وإنه "لا يحتاج إلى أي مقدمات أخرى"، معرباً عن أمله في أن يدعم البرلمان الترشيح.

من رستم عمروف؟

ولد رستم عمروف في 19 أبريل/نيسان 1982، في مدينة سمرقند التي كانت تابعة وقتها لجمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفييتية، لعائلة مسلمة من تتار القرم الذين رحّلهم ستالين قسرياً عن وطنهم الأم خلال أربعينيات القرن العشرين.

وبعد إلغاء قرار النفي، عادت عائلة عميروف إلى أوكرانيا، ليتتلمذ ابنها رستم داخل المدارس الأوكرانية، وصولاً إلى التعليم العالي الذي تلقاه في معهد إيجور سيكورسكي للفنون التطبيقية، التابع للجامعة التقنية الوطنية في كييف. وبعد تخرجه، بدأ حياته المهنية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كمؤسس مشارك لشركة "ASTEM".

وفي عام 2019، دخل رستم عميروف غمار العمل السياسي، عبر بوابة حزب "هولوس"، إذ اُنتخب في السنة نفسها نائباً في الرادا (البرلمان الأوكراني) عن الحزب نفسه، ومنذ ذلك الحين لعب دوراً رئيساً فيما يتعلق بمشاريع القوانين والقرارات المتعلقة بشبه جزيرة القرم حتى عام 2022.

كما نُصّب عمروف رئيساً مشاركاً لمنصة القرم، وهي مبادرة دبلوماسية أوكرانية للتنديد بالضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم من روسيا.

وعقب اندلاع الحرب، مثّل رستم عمروف كييف في المفاوضات الحساسة مع موسكو، بما في ذلك محادثات السلام في الأيام الأولى للنزاع المسلح. كما كان أحد أعضاء لجنة التفاوض حول ملف تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، صيف عام 2022، الذي انتهى باتفاق تحت رعاية تركية-أممية.

ماذا وراء إقالة ريزنيكوف؟

وفي حال موافقة البرلمان على خيار الرئيس زيلينسكي، سيتولى رستم عمروف حقيبة الدفاع الأوكرانية، وسط انتقادات غربية لبطء الهجوم المضاد الذي يقوده الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية، كما وسط فضائح فساد تهز وزارة الدفاع يرجح أنها كانت السبب في إقالة الوزير السابق.

وبحلول فصل الصيف، قادت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً وصفته بـ"الحاسم" على الجبهة الجنوبية للبلاد، لكنه لم يحرز إلى اليوم نجاحات بارزة. وأثار بطء الأوكرانيين في التقدم مخاوف حلفائهم الغربيين.

وفي تقرير لها، أواخر شهر أغسطس/آب، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى ظهور مؤشرات على تأخر الهجوم الأوكراني المضاد وأن التقدم الذي تحرزه كييف "لا يزال منعزلاً في عدد قليل من القرى"، بينما تمضي القوات الروسية قدماً في الشمال.

وأردفت الصحيفة الأمريكية بأن عجز أوكرانيا عن إظهار نجاح حاسم في ساحة المعركة، يثير مخاوف من وصول الصراع إلى طريق مسدود"، ويرجح "إمكانية تراجع الدعم الدولي".

ومن جانبها، رجّحت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، بأن قرار زيلينسكي إقالة ريزنيكوف له جذور في تأخر تحقيق الهجوم المضاد للمكاسب المأمولة من كييف، كما في إطار الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس لمكافحة الفساد في وقت الحرب.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت تحقيقات صحفية عن فضيحة كسب غير مشروع وتلاعب بأسعار مشتريات تموين الجنود، أقيل على أثرها عدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين، أبرزهم فياتشيسلاف شابوفالوف نائب وزير الدفاع الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، وكيريل تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، وأوليكسي سيمونينكو نائب المدعي العام.

TRT عربي
الأكثر تداولاً