حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" (U.S. Navy) (Others)
تابعنا

تزامناً مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي جزيرة تايوان، ووسط الوعود الصينية بشنّ "أعمال عسكرية محددة الأهداف" ردّاً على زيارة بيلوسي، أعلن الأسطول الأمريكي السابع في تغريدة عبر تويتر تحريك قطع بحرية جنوب جزيرة تايوان، من ضمنها حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريغان"، التي قالت عنها البحرية الأمريكية إنها تقوم بأعمال روتينية مجدوَلة منذ بداية يوليو/تموز في بحر الفلبين جنوب تايوان.

ومع تصاعد حدة التوترات بين الصين والولايات المتحدة حول جزيرة تايوان، دشّنَت البحرية الصينية منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي حاملة طائرات متطورة، هي الأولى من نوعها التي تُصمَّم وتُبنَىفي الصين، بهدف تعزيز قوة أسطولها البحري وقدراتها العسكرية التي بلغت "نقطة تحول مهمة" وفق خبراء.

من جانبها، تستعد تركيا لتصبح أحدث الدول التي تمتلك حاملات للطائرات ضمن مساعيها الوطنية لتعزيز قوة أسطولها البحري، إذ أوشكت على إطلاق حاملتها الأولى "أناضولو" التي تنتمي في الأساس إلى فئة سفن الإنزال البرمائية، لكنها أيضاً ستحوي مدرجاً لإطلاق المسيَّرات والطائرات ذات الإقلاع العمودي.

أصل الحكاية

خلال الحرب العالمية الثانية تَعرَّض الأسطول البريطاني لخسائر فادحة من الغواصات الألمانية التي كانت تجوب شمال المحيط الأطلسي، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل إلى التفكير في صنع حاملة طائرات من جبل جليدي بدلاً من المعدن، لاستخدام الطائرات في نقل الإمدادات إلى السفن، إلا أن موانع تقنية حالت دون تنفيذ هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم "حبقوق"، أحد أنبياء التوراة.

ورغم مرور 8 عقود على الحرب العالمية الثانية، التي كانت فيها حاملات الطائرات لاعباً رئيسيّاً ومحوريّاً مكّن الولايات المتحدة التي كانت تملك أكبر عدد منها من فرض سيطرتها على العالم مُذّاك، ما زالت الحاملات حتى يومنا الحالي تُعتبر سلاحاً عسكرياً يمنح من يملكه قدرات جوية وبحرية تتيح له فرض سيطرة واسعة وشنّ هجمات مدمرة من على بعد مئات الأميال من حدودها.

وعلى الرغم من أن أهمية هذا السلاح قد خفتت بعد نهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وظهور الصواريخ البالستية والقاذفات الاستراتيجية بديلاً منها، إلا أن حرب العراق أعادت الأنظار مجدداً إلى هذه الجزر العسكرية العائمة لكونها مركزاً عملياتياً مهمّاً لتقديم الدعم الجوي والبحري في مسارح العمليات البعيدة، خصوصاً أن دولاً عدة رفضت السماح للمقاتلات الأمريكية بالطيران من مطاراتها.

سلاح أمريكي للسيطرة على العالم

في جميع حاملات الطائرات الأمريكية شعار يقول: "مئة ألف طن من الدبلوماسية"، الهدف منه تصدير الخوف والرعب لدول العالم التي تعادي الولايات المتحدة، التي وصفها ترمب في وقت سابق عام 2017 بأنها "ستضع أعداءه في ورطة كبيرة إذا اضطُرّ إلى استخدامها".

وانطلاقاً من شعارها الشهير، بَنَت الولايات المتحدة أسطولها البحري ليكون الأكبر والأقوى عالمياً، بفارق كبير جدّاً عن منافسيها، بالشكل الذي يتيح لها السيطرة على المياه العميقة حول العالم، التي تمثل مساحتها ثلثي كوكبنا تقريباً. واليوم تمتلك البحرية الأمريكية 10 حاملات طائرات وأسطولاً خاصّاً من أحدث الطائرات يُعتبر الثاني بعد سلاح الجو الأمريكي، إضافةً إلى قوات مشاة وجهاز استخبارات خاصَّين.

وبفضل ميزانية البحرية الأمريكية التي تفوق الإنفاق العسكري الكامل للصين، تمكّنَت الولايات المتحدة من فرض سيطرة واسعة على المحيطات، وبالأخصّ الهادئ والأطلسي.

حاملات الطائرات حول العالم

1- الولايات المتحدة الأمريكية: منذ بنائها أول حاملة طائرات عام 1922، ما زالت الولايات المتحدة تُعتبر الدولة الرائدة حول العالم في تصنيع وتشغيل حاملات الطائرات. واليوم تمتلك البحرية الأمريكية 10 حامِلات طائرات من فئة "نيميتز" تعمل بالطاقة النووية، وأضيفت إليها مؤخراً حاملة من الجيل الجديد "جيرالد فورد"، التي تُعتبر الأضخم والأحدث في العالم، بطول يصل إلى 335 متراً، ووزن بلغ مئة ألف طن، وبتكلفة بناء تجاوزت 14 مليار دولار. فيما تخطّط الولايات المتحدة لإدخال 4 حاملات أخرى من الفئة نفسها إلى الأسطول حتى عام 2034.

2- الصين: يمتلك الأسطول الصيني حاملتي طائرات، فيما تستعدّ أخرى جديدة تحمل اسم "فوجيان" للانضمام إلى حاملة الطائرات "شاندونغ" التي شُغّلَت عام 2019، و"لياونينغ" التي اشترتها الصين من أوكرانيا مستعمَلة عام 1998 وجُدّدَت محلياً. لكن حاملة الطائرات الصينية الجديدة تتميز من الحاملتين الأخريين بحجمها الكبير، فضلاً عن تمتُّعها بمنجنيق مغناطيسي لإطلاق الطائرات، ما يسمح للمقاتلات بحمل كمية أكبر من الوقود والأسلحة. وحسب خبراء ستُطلَق الطائرة الأولى فقط من هذه الحاملة، التي يبلغ طولها 300 متر والقادرة على نقل 100 ألف طن، ربما في أواخر عام 2023 إلى عام 2024، ومن المرجح أن تُعلَن قدرتها التشغيلية الكاملة بالقرب من عام 2025.

3- روسيا: لم يتبع الاتحاد السوفييتي النهج نفسه الذي تبنّته الولايات المتحدة في بناء أكبر قدر من حاملات الطائرات، بسبب كلفتها الباهظة. اليوم لا تمتلك روسيا سوى حاملة وحيدة يطلق عليها اسم "الأدميرال كوزينتسوف"، وتقول أخبار إن لدى موسكو حاملة نووية ضخمة من فئة "شتورم"، يُتوقع أن تدخل الخدمة بحلول 2030.

4- فرنسا: تمتلك فرنسا حاملة طائرات وحيدة، دخلت الخدمة ضمن البحرية الفرنسية عام 2001، هي "شارل ديغول".

5- إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا: إلى جانب الأربعة الكبار، تمتلك إيطاليا حاملتَي طائرات خاصتين بتشغيل الطائرات ذات الإقلاع العمودي، وتمتلك إسبانيا حاملة طائرات واحدة هي "خوان كارلوس" 2001، فيما تمتلك بريطانيا حاملتَي طائرات مُخصصتين لطائرات الإقلاع العمودي.

6- الهند: تمتلك الهند حاملة طائرات واحدة اشترتها من روسيا عام 2004، فيما تخطّط البحرية الهندية لإمتلاك ثلاث حاملات يُنتظر دخول إحداهما الخدمة قريباً.

7- تركيا: تستعدّ البحرية التركية لتَسلُّم حاملة الطائرات المحلية التي تحمل اسم "تي جي غي أناضول - TCG Anadolu"، أكبر سفينة تابعة للبحرية التركية، ستكون مخصصة لإقلاع المسيَّرات التركية إلى جانب الطائرات ذات الإقلاع العمودي.

TRT عربي