أقصى يسار الصورة محمد كاظمي رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني وعلى يساره حسين طائب الرئيس السابق للمنظمة. (Others)
تابعنا

في ظل تصاعد التوتر وزيادة حدة عمليات الظل بين إيران وإسرائيل، قررت طهران تعين قائداً جديداً على رأس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري. لكن اللافت في الموضع أن إيران قررت في تحول لافت التخلي عن عرفها السائد في تعيين رجال الدين على رأس المؤسسات الاستخباراتية والتوجه نحو تعيين أصحاب الخبرة العسكرية.

ووفقاً لما أورده التلفزيون الإيراني نقلاً عن المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف، أقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أمس الخميس، رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني رجل الدين حسين طائب، بعد أكثر من 12 عاماً من توليه المنصب، وعيّن الجنرال محمد كاظمي خلفاً له.

وفيما لم يُبْدَ أي سبب لتغيير القيادة، يرى الخبراء والمحللون أن هذه الخطوة أتت وسط سلسلة من الاغتيالات والوفيات الغامضة لأعضاء في الحرس الثوري الإيراني وكذلك أفراد آخرين مرتبطين بالجيش الإيراني خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتزايد المخاوف الإيرانية من زيادة نفوذ إسرائيل الاستخباراتي في حربها السرية على أنظمة الدفاع الإيرانية وبرنامجها النووي.

حسين طائب.. رجل الدين

حسين طائب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني السابق الذي شغل المنصب لأكثر من 12 عاماً. (AFP)

ولد حسين طائب في طهران عام 1963، والتحق بالحرس الثوري عام 1982. فيما شغل منصب نائب وزير الثقافة والشؤون الاجتماعية في هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري من 2005 إلى 2007. وعندما كان قائداً لقوات الباسيج للمقاومة بين عامي 2007 و2009، لعب طائب دوراً رئيسياً في قمع الاحتجاجات الكبيرة التي اندلعت في إيران عام 2009، الأمر الذي دفع وزارة الخزانة الأمريكية إلى فرض عقوبات عليه لارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ويملك حسن طائب شخصية قوية في النظام الإيراني، عمل في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أن يُعيَّن على رأس وكالة الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني منذ إنشائها لأول مرة عام 2009. ويقال إنه قريب بشكل خاص من مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى المؤثر. كما ورد ذكره أحد مسؤولي جهاز المخابرات الموازي وكان أحد المرشحين لمنصب وزارة المخابرات في الحكومة العاشرة.

ولم تكشف القيادة الإيرانية الأسباب التي تقف خلف قرار الإقالة، إلا أن قرار تعيين رئيس جديد لاستخبارات الحرس الثوري يأتي في أعقاب تكثيف طائب من جهوده بشكل جنوني لاختطاف واغتيال إسرائيليين من منطلق القلق على موقعه في ظل تزايد الدعوات داخل المؤسسة الأمنية في طهران لإقالته، وكذلك بسبب فشل جهازه في تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية وفشله في وقف الأنشطة الإسرائيلية ضد علماء وقادة إيرانيين في الداخل والخارج. حسبما نقل موقع "واللاه" عن مسؤول إسرائيلي كبير.

محمد كاظمي.. "صائد الجواسيس"

محمد كاظمي رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني الجديد. (Others)

صرح المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف بأن "كاظمي لديه تجارب وخبرة كثيرة في شؤون الحماية الأمنية والأمن والاستخبارات". ويعدّ الجنرال كاظمي أحد كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني، وشغل أيضاً منصب رئيس وحدة "حماية المعلومات" بالحرس، والتي بدورها تتولى مسؤولية مكافحة التجسس ومنع الاختراقات بالحرس الثوري، فضلاً عن منع تسريب المعلومات السرية إلى خارج الحرس، والإشراف على أداء وسلوك ونشاطات قادة الحرس وقواته.

ولد محمد كاظمي، الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، في مدينة سمنان شرقي طهران عام 1957. وفي فترة الثمانينيات انضم كاظمي إلى اللجان الثورية التي تشكلت لمواجهة ما وصف بـ"القوى المعارضة للثورة"، والتي أُلحقت بعد فترة وجيزة بوزارة المخابرات الإيرانية.

وفي نهاية التسعينيات، كُلف كاظمي بوضع حد والتحقيق مع عناصر في المخابرات اتهموا بتصفية الكتاب والشعراء المعارضين فيما عرف حينها باسم "مسلسل القتل". وخلال تلك الفترة، أوكلت إليه أيضاً مهمة الكشف عن الجواسيس داخل الوزارة، ومن حينها أطلق عليه لقب "صائد الجواسيس".

وخلال عمله قائداً لوحدة "حماية المعلومات" بالحرس الإيراني، وتحديداً في عام 2019، أنشأ وترأس وحدة "الإشراف على شؤون قادة ومسؤولي الحرس الثوري"، وهي وحدة مخول إليها الكشف عن العناصر المتذمرة والآيلة للانشقاق داخل الحرس الثوري.

منظمة استخبارات الحرس الثوري

في أعقاب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جلبت معها الرئيس الإيراني المحافظ أحمدي نجاد في عام 2009، وما رافقها من احتجاجات شعبية واسعة، أعلن الحرس الثوري الإيراني تأسيس منظمة استخبارات الحرس الثوري التي أدمج معها عدة وحدات استخباراتية تحت مسماها الجديد "منظمة استخبارات حرس الثورة الإسلامية". فيما تولى رجل الدين حسين طائب رأستها منذ تأسيسها إلى أن أقيل أمس الخميس.

ويندرج تحت المنظمة، التي تعمل بالتوازي مع وزارة الاستخبارات وقوى الأمن الإيرانية، وحدة "حماية المعلومات" التي كان يرأسها محمد كاظمي قبل تعيينه رئيساً لاستخبارات الحرس، والتي يوكل إليها مهمة مكافحة التتجسس والأشراف الامني على أداء وسلوك على قادة وأعضاء الحرس، داخل نطاق الحرس الثوري فقط.

وإلى جانب وحدة "حماية المعلومات"، أيضاً "منظمة الحماية" التي تعتبر الجهاز الأمني الثالث داخل المنظمة، والتي تتولى مهام حماية وأمن الشخصيات والمنشآت الحساسة داخل إيران.

TRT عربي