تسلمت البحرية الروسية غواصة نووية من طراز "بيلغورود" هي الأكبر من نوعها في العالم. (Uncredited/AP)
تابعنا

خلال حفل رسمي في مدينة سيفيرودفنسك الساحلية شمالي البلاد، تسلَّمت البحرية الروسية لأول مرة يوم الجمعة، غواصة "بيلوغرود K-329"، أضخم غواصة نووية على الإطلاق، المعروفة أيضاً بـ"غواصة يوم القيامة".

وتتوفر الغواصة الروسية الجديدة على قدرات تدميرية خارقة للعادة، ضمنها خلق موجات تسونامي قادرة على القضاء على الحياة في مدن ساحلية بأكملها، كما تتميز بقدرة كبيرة على تحمُّل أقصى ظروف الإبحار، وتمكّنها مفاعلاتها النووية من الإبحار لمدة طويلة بلا حاجة إلى التزود بالوقود.

تَسلُّم "غواصة يوم القيامة"

انضمّت الغواصة الجديدة "بيلغورود K-329" إلى أسطول الشمال الروسي، وقال رئيس أركان البحرية الروسية الأدميرال نيكولاي إيفمينوف عند تقديمها في 8 يوليو/تموز: "اليوم يوم مهم لنا، بتوقيع شهادة قبول غواصة بيلغورود البحثية ونقلها إلى الأسطول".

ورغم القدرات التدميرية الضخمة للغواصة، عرّفَت موسكو مهام غواصتها الجديدة بكونها "بحثية". وفي هذا الصدد أكد إيفمينوف أن "بيلغورود توفّر فرصاً جديدة لروسيا لإجراء دراسات مختلفة وبعثات علمية وعمليات إنقاذ في المناطق النائية في العالم".

لم توضح التقارير الإعلامية الروسية أكثر حول بيلغورود ومهامها، في المقابل قال تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إنها ستمكّن من تحميل سلاح جديد هو طوربيد "بوسايدون" النووي الذي كان قدّمه الرئيس فلاديمير بوتين عام 2018، واصفاً إياه بأنه "لا يُقهَر".

وتابع تقرير الصحيفة الفرنسية بأنه "بالنسبة إلى دولة لديها تقاليد عريقة في هذا المجال منذ الحقبة السوفييتية، فإن الأمر لا يبدو استثنائياً، لكن K-329 بيلغورود لها عديد من الخصائص التي تجعلها مميزة للغاية، بل فريدة من نوعها، وهي مخصصة رسمياً للمهامّ الخاصة".

وحسب مدوَّنات عسكرية روسية، فإن العمل على بناء الغواصة "بيلغورود K-329" انطلق سنة 2016، ويشير انضمامها إلى أسطول الشمال الأولوية الاستراتيجية التي تكنّها روسيا لهذه المنطقة، وطموحها في قلب معادلة القوى في بحر الشمال والقطب الشمالي.

مواصفات "بيلغورود K-329"

تُعَدّ "بيلغورود K-329" أضخم غواصة نووية في العالم، إذ يبلغ طولها نحو 182 متراً، كما تتمتع بقدرات كبيرة على التخفّي خلال غوصها، والمناورة في حالة الاشتباكات البحرية. وأُنشئَت من بدن غير مكتمل لغواصات "أوسكار 2".

ويمكن لـ"بيلغورود" أن تغوص حتى عمق ألف متر، ويبلغ مداها نحو 10 آلاف كيلومتر بفضل دفعها النووي، وهي قادرة على لعب دورين مختلفين: الأول كونها حاملات غواصات وغواصات مسيَّرة، يمكنها أن تنفّذ عمليات تجسس سرية، أو مهاجمة الكابلات البحرية وقطعها.

أما الدور الثاني فهو الحمولة النووية المتفجرة للغواصة العملاقة، التي يمكنها أن تبلغ 100 ميغاطن من الأسلحة النووية. وأبرز هذه الأسلحة هو طوربيد "بوسايدون" النووي بحجم حافلة مدرسية، القادر على خلق موجات تسونامي بطول 500 متر قادرة على محو الحياة في مدن ساحلية بأكملها.

ويمكن أن تصل سرعة طوربيد "بوسايدون" إلى 200 كم/ساعة، وهي سرعة لا يمكن بلوغها دون ”تأثير التجويف“، وهي تقنية أتقنها الروس منذ سبعينيات القرن الماضي، تتكون من ابتكار غلاف من فقاعات الهواء حول الطوربيد لتقليل احتكاك الماء.

TRT عربي