وباشرت الجهات المختصة تحقيقات موسعة للوقوف على أسباب الكارثة، في حادثة وصفتها السلطات بأنها الأسوأ منذ نحو 80 عاماً، مع التركيز على احتمال لعب السقالات المصنوعة من الخيزران دوراً في توسع الحريق.
وأفادت خدمات الطوارئ بأن النيران العنيفة التي اندلعت الأربعاء التهمت أربعة من الأبنية السكنية الثمانية في المجمع، قبل السيطرة على الحرائق في ثلاثة مبانٍ أخرى، فيما نجا مبنى واحد فقط. وأكد نائب قائد الشرطة إريك تشان ضرورة الانتقال الكامل إلى استخدام السقالات المعدنية.
كما بدأت الشرطة تحقيقاتها في طريقة تمدد النيران بين الأبراج السكنية شاهقة الارتفاع في واحدة من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان.
وأعلنت لجنة مكافحة الفساد في هونغ كونغ فتح تحقيق في شبهات فساد مرتبطة بأعمال التجديد في مجمع "وانغ فوك" السكني في منطقة تاي بو، نظراً إلى حجم الكارثة وتأثيرها في الرأي العامّ.
وتجمع مئات الأشخاص للتضامن مع الضحايا في محيط المجمع المؤلف من ثمانية مبانٍ يبلغ ارتفاع كل منها 31 طابقاً، والذي كان يخضع لمشروع ترميم شامل وقت اندلاع الحريق.
في السياق نفسه قالت الشرطة إنها وقفت ثلاثة أشخاص بعد العثور على مواد قابلة للاشتعال خلال أعمال الصيانة، مرجحة وقوع "إهمال جسيم" أدى إلى تفاقم انتشار الحريق.
واندلع الحريق قبيل الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي، وامتد سريعاً بفعل السقالات الخشبية والمواد الصناعية المستخدمة في أعمال التجديد، ليجتاح سبعة من الأبراج الثمانية في المجمع الذي افتُتح عام 1983 ويضم 1984 شقة.
وشارك أكثر من 1200 عنصر إنقاذ في عمليات الإطفاء والإنقاذ، فيما أعلنت القنصلية الإندونيسية مقتل عاملين منزليين من رعاياها.
وأشار ديريك أرمسترونغ تشان نائب مدير الإطفاء، إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهها المسعفون بسبب الحرارة الشديدة وصعوبة الوصول إلى بعض الطوابق.
وأُقيمت ملاجئ موقتة استقبلت أكثر من 900 شخص ممن أُجْلُوا، وقدّم لهم المتطوعون دعماً معنوياً واحتياجات أساسية. وبقي عديد من الأهالي طوال الليل بانتظار أي خبر عن ذويهم المفقودين.
وتعاني هونغ كونغ تاريخياً مشكلات تتعلق بالحرائق، خصوصاً المناطق الفقيرة، رغم تحسين معايير السلامة خلال العقود الماضية. ويزداد خطر الحرائق بفعل الكثافة السكانية العالية ووجود عدد هائل من الأبراج الشاهقة التي يفوق ارتفاع بعضها 50 طابقاً.
وقدّم الرئيس الصيني شي جين بينغ تعازيه لأسر الضحايا، داعياً إلى بذل كل الجهود لإخماد الحريق وتقليل الخسائر. كما أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن تضامنه مع المتضررين، بخاصة الجرحى وذوي الضحايا.
ويُعَدّ هذا الحريق الأكبر في هونغ كونغ منذ حادثة عام 1948 التي أودت بحياة 135 شخصاً.
