سياسة
3 دقيقة قراءة
الحزب الحاكم في كوسوفو يتجه إلى الفوز بالانتخابات البرلمانية
يتجه الحزب الحاكم في كوسوفو بزعامة رئيس الوزراء القومي ألبين كورتي نحو الفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية، وذلك في إطار إنهاء الجمود السياسي المستمر منذ عام، الذي أدى إلى تعطيل البرلمان وتأخير التمويل الدولي.
الحزب الحاكم في كوسوفو يتجه إلى الفوز بالانتخابات البرلمانية
هذه الانتخابات هي الثانية هذا العام في كوسوفو / Reuters
منذ 2 ساعات

وهذه الانتخابات هي الثانية هذا العام في كوسوفو بعد أن فشل حزب فيتفيندوسيه أو "تقرير المصير" الذي ينتمي إليه كورتي في الحصول على الأغلبية في فبراير/شباط الماضي.

وقررت الرئيسة فيوسا عثماني حل البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، بعد مفاوضات "عقيمة" استمرت لشهور هدفت إلى تشكيل ائتلاف حكومي.

ومن المتوقع أن يتصدر حزب كورتي النتائج، ولا سيما بعد أن حصل خلال استطلاع رأي أجرته قناة دوكاجيني التليفزيونية الأحد، بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت غرينتش) على 45.7 بالمئة من أصوات الناخبين.

 لكن بدا من غير المرجح حصول الحزب على 61 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً، لتشكيل حكومة بمفرده. وقال كورتي في رسالة مصورة بعد نشر نتائج استطلاع آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع: "إرادة المواطنين (ممثلة) الآن في صناديق الاقتراع، والحفاظ على هذه الإرادة أمر أساسي لشرعية ومصداقية العملية الانتخابية".

ومن شأن الإخفاق في تشكيل حكومة وإعادة فتح البرلمان أن يطيل أمد الأزمة في وقت حرج، إذ على النواب انتخاب رئيس جديد في أبريل/نيسان والتصديق على اتفاقيات قروض بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي تنتهي صلاحيتها في الأشهر المقبلة.

ورفضت أحزاب المعارضة في كوسوفو الحكم مع كورتي، منتقدة طريقة تعامله في العلاقات مع الحلفاء الغربيين ونهجه في التعامل مع شمال كوسوفو المنقسم عرقياً حيث تعيش أقلية صربية. ويُلقي كورتي بالمسؤولية عن هذا المأزق على المعارضة.

ولاستمالة الناخبين تَعهَّد كورتي براتب شهر إضافي سنويّاً للعاملين في القطاع العامّ، وضخّ مليار يورو سنويّاً في الاستثمار الرأسمالي، وإنشاء وحدة ادعاء جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة. وركزت أحزاب المعارضة أيضاً على تحسين مستويات المعيشة.

وقال أحد الناخبين، يُدعَى رجب كاراكاشي (58 عاماً)، لرويترز في العاصمة بريشتينا: "نريد من الحكومة القادمة أن تهيئ الظروف للشبان للبقاء وعدم المغادرة".

ولا تُنشر استطلاعات الرأي في كوسوفو، ما يجعل التكهن بالنتيجة صعباً. ويقول عديد من الناخبين إنهم يشعرون بخيبة أمل.

وقال طبيب يُدعى إيدي كراسيكي: "لن تكون فرحة كبيرة إذا فاز كورتي، ولن تكون فرحة كبيرة إذا فازت المعارضة. هذا البلد بحاجة إلى تغييرات جذرية، ولا أرى أن هذا التغيير قادم".

وبعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في بريشتينا، دعا كورتي المواطنين إلى الإدلاء بأصواتهم، قائلاً إن ارتفاع نسبة المشاركة سيعزز شرعية البرلمان، مضيفاً أنه "بمجرد ظهور نتيجة الانتخابات، سنبذل قصارى جهدنا لتشكيل البرلمان في أسرع وقت ممكن والمضي قدماً في تشكيل حكومة جديدة".

ووفقاً للنتائج الأولية فإن نسبة المشاركة بلغت 44.3 بالمئة.

وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008 بدعم من الولايات المتحدة، بما في ذلك حملة قصف شنّها حلف شمال الأطلسي عام 1999 ضد القوات الصربية التي كانت تحاول سحق انتفاضة الأغلبية ذات الأصل الألباني التي تشكّل 90 بالمئة من السكان.

وعلى الرغم من الدعم الدولي، تعاني الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة من الفقر وعدم الاستقرار والجريمة المنظمة. وكانت فترة ولاية كورتي التي بدأت عام 2021، هي المرة الأولى التي تكمل فيها حكومة بريشتينا فترة ولاية كاملة.

واشتعلت التوترات مع صربيا عام 2023، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على كوسوفو، قال هذا الشهر إنه سيرفعها بعد انتخاب رؤساء بلديات من العرقية الصربية في البلديات الشمالية، لكن من المحتمَل أن تكلّف هذه الإجراءات كوسوفو مئات ملايين اليوروهات.

 

مصدر:TRT Arabi