وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن أجهزة الأمن قتلت جعايصة بالرصاص، خلال اقتحامها شارع مهيوب بمخيم جنين، كما ذكرت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت في المخيم، بعد أن حاصرته قوة كبيرة من أجهزة الأمن التي استدعت تعزيزات من مناطق أخرى ونشرت قناصة في بعض المباني.

وأطلقت القوات الرصاص الحي بشكل عشوائي على المنازل في المخيم، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين وُصفت جراح بعضهم بـ"الخطيرة"، كما أصيبت سيارة إسعاف ومحولات للكهرباء في المخيم، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وتزامن ذلك مع حصار فرضته أجهزة السلطة على المستشفيات في جنين، لاعتقال المصابين من المخيم، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وقال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني أنور رجب، في بيان صحفي، إن "الأجهزة الأمنية بدأت فجر اليوم السبت (الساعة 5 فجراً) تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة للعملية الأمنية (حماية وطن)".

تنديد الفصائل الفلسطينية

نددت فصائل المقاومة الفلسطينية بقتل أجهزة السلطة جعايصة القيادي بكتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان: "إن ما تقوم به أجهزة أمن سلطة رام الله هو تجاوز للمحرمات الدينية والوطنية والعائلية، في إصرار مريب على جر الضفة المحتلة إلى الفتنة والاحتراب الداخلي والاقتتال الذي يصب في مصلحة العدو المتغول على شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده، مصادراً البيوت ويدمر الممتلكات العامة والخاصة، أمام أنظار كل العالم".

كما استنكرت حركة حماس استمرار ملاحقة الأجهزة الأمنية المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وحالة الاستهداف المستمرة لهم في محافظات الضفة الغربية كافة، وبخاصة في جنين، قائلة في بيان: إن استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويشعل فتيل الخلافات الداخلية، التي نحن في أمسّ الحاجة إلى تجنبها في هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ شعبنا وقضيتنا.

ودعت حماس "قيادة السلطة للوقف الفوري والتام لهذه الممارسات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضبط سلوك أجهزتها، وإطلاق سراح المعتقلين في سجونها، وتصحيح البوصلة نحو خيار الوحدة لمواجهة الاحتلال ومخططاته الخبيثة".

وإلى جانب جعايصة، المطارد من قوات الاحتلال منذ ما يزيد على 4 سنوات، أقرت السلطة الفلسطينية الخميس، بمسؤوليتها أيضاً عن قتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاماً)، الاثنين الماضي، خلال اشتباكات مع مسلحين في جنين.

وشهدت جنين في الأيام الأخيرة مواجهات على تخوم مخيمها للاجئين. والأسبوع الماضي، استولى مسلحون على آليتين تعودان إلى السلطة الفلسطينية، وفق شهود، ثم استعرضت بهما في شوارع المخيم رافعة رايات حركة الجهاد الإسلامي.