ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن مصدرين عسكريين قولهما إن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية قصفت ساحة قرب مركز للشرطة في حي طيبة جنوب شرقي مدينة الأبيض، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة تسعة آخرين، وُصفت حالات بعضهم بالخطرة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري بأن الجيش السوداني قصف مواقع لقوات الدعم السريع في بلدة أم عدارة بجنوب كردفان، فيما قصفت الأخيرة مدينة أم روابة، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين.
كما استهدفت مسيّرة تابعة لـ”الدعم السريع” شبه العسكرية مواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، ما أدى إلى تدمير عربة قتالية وإصابة من كانوا على متنها.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف، في ظل تدهور إنساني متسارع.
"الأغذية العالمي" يخفض التمويل
على الصعيد الإنساني، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان اعتباراً من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل، واصفاً الوضع بأنه “أسوأ كارثة غذائية في العالم”، إذ يعاني نحو 20 مليون شخص من سوء التغذية، بينهم 6 ملايين على حافة المجاعة.
وفي لاهاي، كشفت المحكمة الجنائية الدولية عن عقد لقاء بنّاء جمع نائب المدعي العام نزهة شميم بالنائبة العامة السودانية انتصار أحمد عبد الله، تناول الأوضاع في السودان وآفاق التعاون بشأن التحقيقات الجارية في إقليم دارفور، مؤكدة مباشرتها تحقيقات حول جرائم حرب محتملة.
وفي سياق موازٍ، دعا السودان المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط وتصنيف قوات الدعم السريع كياناً إرهابياً، فيما اعتبرت الأخيرة أن العقوبات البريطانية التي فُرضت على أربعة من قادتها تفتقر إلى الأسس القانونية، وذلك بعد إعلان لندن تجميد أصولهم ومنعهم من السفر على خلفية اتهامات باستهداف المدنيين وارتكاب انتهاكات جسيمة في دارفور.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استولت "الدعم السريع" شبه العسكرية على الفاشر، وارتكبت مجازر في حق مدنيين، حسب ما أفادت منظمات محلية ودولية وشهود عيان.
وأقر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بحدوث ما سماها "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غرباً، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض بدوره نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش و"الدعم السريع" شبه العسكرية منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.














