عقدت السعودية السبت محادثات حول الحرب في أوكرانيا، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.
جرت الاجتماعات في مدينة جدة الساحلية، واختتمت مساء السبت بعد ساعات عدة من المباحثات التي شارك فيها مختلف الوفود، وفق ما أفاد به مشاركون.
ولم يصدر أي بيان ختامي، علماً أن بعض الوفود تعتزم المشاركة في اجتماعات ثنائية الأحد في جدة، حسب المصادر نفسها.
وكشف مصدر أوروبي عن مساحة تفاهم حول النقاط الرئيسية، وخصوصاً احترام "وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، على أن يكون هذا الأمر "في صلب أي اتفاق سلام".
وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة، إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان "الحقائق الإقليمية الجديدة".
"نعمل على صيغة للسلام"
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن وفد كييف في الاجتماع الأمني الدولي بمدينة جدة غربي السعودية، يعمل على صيغة مقترحة للسلام في بلاده.
وقال زيلينسكي، عبر منصة إكس: "اليوم هو يوم نشط آخر للجهود الدولية. فريقنا الذي يشارك في مدينة جدة السعودية، في اجتماع مستشاري زعماء الدول يعمل على صيغة مقترحة للسلام".
وأضاف: "بالمجمل، 42 دولة ممثلة هناك. قارات مختلفة ومقاربات سياسية متعددة للشؤون العالمية، لكن الجميع متّحد بأولوية القانون الدولي".
وشدد على أنه "من المهم جداً أن تجري مفاوضات ثنائية مع الشركاء على هامش الاجتماع في جدة. نشكر وفدنا على هذا العمل. توحيد العالم هو أحد أهم المهام الأساسية".
مجموعة "بريكس"
وتأتي محادثات جدة في أعقاب اجتماعات أجريت في يونيو/حزيران في كوبنهاغن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.
وحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ترأس وفد واشنطن في جدة.
وقال دبلوماسيون أمريكيون إن الاجتماعات هدفت إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، لا سيّما أعضاء كتلة "بريكس" مع روسيا التي تبنت موقفاً أكثر حياداً بشأن الحرب على عكس القوى الغربية.
"مساعٍ حميدة"
وأبرزت اجتماعات جدة "استعداد المملكة لأداء مساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم"، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية مساء الجمعة.
ورأى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام عمر كريم أنّ الرياض تبنّت "استراتيجية توازن كلاسيكية" يمكن أن تخفّف وطأة أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.
تستند السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها مع الجانبين الأوكراني والروسي، للسعي إلى أداء دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف عام. يتماشى ذلك مع خطوات دبلوماسية إقليمية شهدت مؤخراً العمل على إصلاح الخلافات مع قطر وتركيا ثم إيران وسوريا.
وفي مايو/أيار الماضي استضافت المملكة فولوديمير زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم بعض القادة العرب بـ"غض الطرف" عن أهوال الغزو الروسي.











