وادعى الجيش أن المخيمات في شمالي الضفة الغربية "تشكل مراكز ثقل للنشاطات الإرهابية انطلاقاً من التجمعات السكانية".
وتابع أنه "يواصل العمل على تشكيل بيئة ميدانية لمنع عودة المخربين للتموضع في المخيمات، خصوصاً شمالي الضفة الغربية"، وفق تعبيراته.
وبناءً على ذلك، أبلغت إسرائيل في وقت سابق هذا الأسبوع "عدداً من سكان مخيم نور شمس بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم هدم مبانٍ في المخيم".
والأحد، قال محافظ طولكرم شمالي الضفة الغربية عبد الله كميل، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي أصدر "قراراً عسكرياً جديداً بهدم 25 بناية في مخيم نور شمس".
ودعا كميل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية والسفارات إلى "التدخل الفوري والعاجل لوقف هذا القرار". وشدد على أن القرار "يأتي ضمن عمليات التدمير والتخريب الممنهجة التي تستهدف المدنيين وممتلكاتهم، وما نتج عنها من نزوح قسري لأهلنا من المخيمين".
اعتقالات وإخطارات هدم في سلفيت
اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، فلسطينيَّين اثنين، ووزَّع إخطارات بوقف بناء 8 منازل، خلال اقتحامات نفَّذها في عدة بلدات بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فلسطينياً في الخمسينيات من العمر، واقتحم بناية قيد الإنشاء، خلال اقتحام بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمالي الضفة.
وفي محافظة سلفيت (شمال)، ذكرت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي سلّم 8 إخطارات بوقف العمل والبناء لمنازل مأهولة في بلدة بروقين غربي المدينة، بحجة "عدم الترخيص".
كما أفادت "وفا" بأن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة كفل حارس، شمال المدينة، وانتشرت في شوارعها ومحيطها، لتأمين اقتحام مستوطنين مواقع داخلها. وأضافت أن الجيش شدد إجراءاته العسكرية، وفرض قيوداً على حركة المواطنين داخل البلدة وعلى مداخلها، ما أدى إلى إعاقة تنقلهم.
ووفق إذاعة "صوت فلسطين"، فإن المستوطنين اقتحموا البلدة لأداء طقوس في "مقامات إسلامية"، فيما قال تليفزيون فلسطين إن مستوطنين إسرائيليين احتشدوا قرب المدخل الشمالي لبلدة سِنجل شمالي مدينة رام الله وسط الضفة، وأدوا رقصات استفزازية، دون أن يشير إلى وقوع احتكاكات مع سكان البلدة.
وفي شمالي الضفة أيضاً، ذكرت الإذاعة أن قوة إسرائيلية اعترضت مركبة فلسطينية واحتجزت عدداً من الشبان ونكَّلت بهم في بلدة عنبتا شرقي طولكرم، قبل إخلاء سبيلهم.
أما جنوبي الضفة، فأفادت "وفا" بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل المواطن خالد غالب ديرية (55 عاماً) من بلدة بيت فجار، التي تعرضت للاقتحام.
هدم في رام الله والقدس
في سياق متصل، هدمت جرافات إسرائيلية، الثلاثاء، قاعة مناسبات ومنزلاً بمدينة القدس المحتلة، إضافةً إلى منزل آخر بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية بدعوى "البناء دون ترخيص".
وأفادت مصادر محلية للأناضول بأن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة رافات شمال غربي القدس المحتلة، ترافقها جرافات عسكرية، وشرعت في هدم قاعة مناسبات يملكها فلسطيني، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وبيّنت المصادر أن الهدم جاء بذريعة "البناء دون ترخيص" في مناطق مصنفة “جيم”، (التابعة للإدارة المدنية والأمنية الإسرائيلية) وفق اتفاق “أوسلو 2” بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب.
وفي قرية قلنديا شمالي القدس المحتلة، شرعت الجرافات الإسرائيلية بهدم منزل، رغم تقديم محامي العائلة التماساً عاجلاً للمحكمة لوقف الهدم، إلا أن القوات باشرت التنفيذ قبل البت في الالتماس، بزعم البناء دون ترخيص في منطقة مصنفة “جيم”.
وذكر مراسل الأناضول أن الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق سكان القرية، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات اختناق.
وفي بلدة دير قديس غربي رام الله، هدمت قوات إسرائيلية منزلاً فلسطينياً بزعم "البناء دون ترخيص"، بعد إجبار أصحابه على إفراغه من الأثاث، الاثنين، عقب إبلاغهم بنيّة هدمه، وفق مصادر محلية.
في السياق، حذرت حركة حماس، الثلاثاء، من مخططات إسرائيلية تهدف إلى تحويل مدينة القدس المحتلة إلى مركز عسكري وأمني متقدم، في إطار سياسة ممنهجة لعسكرة المدينة وتهويدها.
وقال القيادي بحركة حماس، محمود مرداوي، في بيان، إن "توقيع بلدية الاحتلال في القدس ووزارة الحرب الصهيونية (أمس الاثنين) على اتفاق تعاون استراتيجي لنقل وحدات عسكرية وأمنية إلى مجمع عمراني ضخم على المدخل الغربي لمدينة القدس، يمثل تصعيداً خطيراً في سياسة عسكرة المدينة المحتلة".
وأكد أن "هذه خطوة جديدة تهدف إلى تكريس القدس بالقوة عاصمةً مزعومةً للاحتلال". وأوضح مرداوي أن "هذا الاتفاق يشمل نقل الكُليات العسكرية ومديريات البحث وتطوير الأسلحة والبنى التكنولوجية وإقامة متحف عسكري وتوسيع مكاتب التجنيد، إضافةً إلى مشاريع إسكانية للجنود والضباط".
وشدد على أن هذا "دلالة خطيرة على تحويل القدس إلى مركز عسكري وأمني متقدم، وتعميق الطابع الاحتلالي للمدينة، وفرض وقائع جديدة تستهدف هويتها العربية والإسلامية".
وحذر مرداوي من أن "هذه الخطوات تمثل جزءاً من مخطط شامل لتهويد القدس، وتغيير معالمها الديمغرافية، وتشديد الخناق على أهلها الفلسطينيين، عبر مزيد من المصادرة والعزل والتهجير، وربط مستقبل المدينة بالمؤسسة العسكرية للاحتلال".
وأكد أن ذلك "يهدد بمزيد من التصعيد والمواجهة، فشعبنا لن يقبل تهويد القدس، فهي جوهر الصراع الذي لن ينتهي إلا بزوال الاحتلال".
وتشهد الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق في هجمات الجيش والمستوطنين بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استُشهد 1097 فلسطينياً في الضفة الغربية وأُصيب نحو 11 ألفاً، إضافةً إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألفاً، وفق مصادر فلسطينية.
كما أسفرت الإبادة عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفاً في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء.



















