جاء ذلك في كلمة ألقاها السبت، خلال مشاركته في “مؤتمر الشرق الشبابي الدولي التاسع” الذي عُقد في إسطنبول.
وفي مستهل كلمته، شكر فيدان الجهات المنظمة للمؤتمر، معتبراً أنه لا يقتصر على جمع تجارب مختلفة، بل يسهم في تعزيز روابط الأخوّة والصداقة وبناء رؤية مشتركة للمستقبل، ولا سيما بين الشباب.
وأشار إلى أن العالم يمر بمرحلة جديدة تتغير فيها موازين القوى، وتتراكم خلالها الأزمات وتغذي بعضها بعضاً، مع استمرار النزاعات في مناطق مختلفة.
وأكد فيدان أن العالم الإسلامي في حاجة إلى رؤية مشتركة وجهد جماعي، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي والاقتصادي، مشدداً على أن الوحدة تمثل شرطاً أساسياً لأي تحول حقيقي.
وفي ما يخص القضية الفلسطينية، قال: “فلسطين بوصلة لنا دائماً، وهي الهدف الأساسي للعالم الإسلامي”، داعياً إلى تبني استراتيجية طويلة الأمد تقوم على الجرأة وتحمل المسؤولية.
وأضاف أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تواصل بذل جهود مكثفة من أجل استدامة التعاون داخل العالم الإسلامي، لافتاً إلى أن المشكلة لا تكمن في نقص الفعاليات الدولية، بل في نقص الجرأة وتحمل المسؤولية.
وأشار فيدان إلى أن الهجمات الإسرائيلية على فلسطين وسوريا تسهم في زعزعة استقرار المنطقة، موضحاً أن أنقرة دعت المجتمع الدولي إلى التحرك بجبهة موحدة، بالتوازي مع العمل على توحيد موقف العالم الإسلامي.
وتطرق إلى الاجتماع الخاص بغزة، الذي عُقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، قائلاً إن تركيا لم تكتفِ بخطابات غاضبة، بل عملت على الدفع نحو خطة سلام مقبولة من جميع الأطراف، وشاركت في هذا الإطار قمة شرم الشيخ للسلام في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح أن وقف إطلاق النار لا يعني تحقيق السلام، مؤكداً أن السلام الحقيقي يتطلب العدالة، والعدالة تستوجب قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، حرة وقابلة للحياة.
كما تناول فيدان تطورات الأوضاع في سوريا، وقال: "وقفنا إلى جانب الشعب السوري وشاركناه تطلعه للحرية… وفي 8 ديسمبر من العام الماضي فتح إخوتنا السوريون باباً جديداً لمرحلة جديدة" بإسقاط نظام البعث الذي حكم 61 عاماً.
وأضاف أن تركيا تعاونت مع الإدارة الأمريكية والإدارة المؤقتة في سوريا والأطراف الدولية من أجل بناء دولة موحدة ومستقرة، خالية من الإرهاب والاحتلال.
وفي ختام كلمته، وجّه فيدان رسالة إلى الشباب، دعاهم فيها إلى عدم تعريف أنفسهم بالأزمات، بل بالحلول، مؤكداً أن الدبلوماسية تتطلب الصبر الاستراتيجي، وأن المستقبل سيتشكل بالشجاعة والقدرة على تحويل الأفكار إلى أفعال.

















