وردد المتظاهرون شعارات داعمة للرئيس نيكولاس مادورو، مؤكدين مساندتهم لجهود بلادهم في الدفاع عن وحدة الأراضي والسيادة الوطنية، ومنددين باستيلاء واشنطن الأربعاء الماضي على الناقلة، في عملية تُعد الأولى من نوعها منذ عام 2019.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العملية بأنها الأكبر حتى الآن، قائلاً للصحفيين إن الولايات المتحدة "استولت على أكبر ناقلة نفط يتم الاستيلاء عليها على الإطلاق".
ويخضع النفط الفنزويلي، الذي يشكل المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة، لعقوبات أمريكية منذ عام 2019، ما أجبر كاراكاس على تسويق إنتاجها عبر قنوات غير رسمية وبأسعار أقل، خصوصاً إلى الصين.
من جانبه، دعا مادورو الشباب إلى التمسك بالوطن، معتبراً أن العالم يشهد صعود نظام دولي متعدد الأقطاب "دون استعمار"، مشيراً إلى صراع عالمي بين قوى تسعى للاستقلال والتعاون وأخرى "تريد السيطرة على العالم"، مؤكداً وقوف فنزويلا إلى جانب الشعوب الرافضة "لكل أشكال الاستعمار والعبودية".
وفي السياق ذاته، دعت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز إلى تعزيز حماية موارد الطاقة، محذرة من استهداف القطاعات الحيوية، ومشددة على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية في منشآت النفط والغاز والبتروكيماويات، وحمايتها من الهجمات السيبرانية ومحاولات التخريب.
يأتي ذلك في ظل تصعيد أمريكي متواصل ضد فنزويلا خلال الأشهر الماضية، شمل إجراءات اقتصادية وعسكرية، من بينها أمر تنفيذي أصدره ترمب في أغسطس/آب الماضي لزيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة بدعوى "مكافحة عصابات المخدرات" إلى جانب اتهام واشنطن المباشر لمادورو بتزعم تجارة المخدرات، وإرسال سفن حربية وغواصة قبالة السواحل الفنزويلية.
في المقابل، أعلنت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2025، الجمعة، تأييدها زيادة "الضغط" على مادورو للتنحي عن السلطة، مؤكدة في مقابلة مع قناة CBS الأمريكية أنها سترحب بأي ضغوط إضافية تدفعه إلى الرحيل، دون أن تؤكد دعمها لتدخل عسكري أمريكي مباشر.
وتزامنت هذه التطورات مع نشر محكمة أمريكية مذكرة تخوّل مصادرة الناقلة، متهمة إياها بنقل وقود خاضع للعقوبات ضمن شبكة مرتبطة بإيران وحزب الله، وهو ما نفته فنزويلا بشدة، معتبرة الخطوة "سرقة فاضحة" ومحاولة جديدة لتغيير النظام والاستحواذ على ثرواتها النفطية.
وسبق أعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة إلى قبالة سواحل فنزويلا، فيما قال وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، إن الجيش جاهز للعمليات بما فيها تغيير النظام في فنزويلا.
ورداً على ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حشد قوات يبلغ قوامها 4.5 مليون شخص في البلاد، والاستعداد لصد لأي هجوم محتمل.
وأثارت الهجمات التي شنها الجيش الأمريكي على قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، بادعاء تهريبها للمخدرات، والاستهداف المباشر للأشخاص على متنها، جدلاً بشأن "عمليات القتل خارج نطاق القانون" في المجتمع الدولي.















