وأفادت حكومة جنوب كردفان، بـ"ارتفاع ضحايا قصف الحركة الشعبية- شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وحليفها الدعم السريع الإرهابية، يوم الخميس الماضي إلى 114 شهيداً، بينهم 63 طفلاً، و71 جريحاً"، حسب وكالة الأنباء السودانية.
ونقلت الوكالة عن حاكم الولاية محمد ابراهيم عبد الكريم، قوله: "ما زال هناك بعض المصابين حالتهم خطرة، ونتوقع زيادة عدد الوفيات سواء من الأطفال أو المدنيين".
وأشار عبد الكريم إلى "نقل بعض الأهالي ذويهم المصابين في الحادثة إلى مستشفيات خارج مدينة كلوقي"، مطمئناً "بعودة الهدوء والحياة العامة إلى طبيعتها في المدينة".
"جريمة حرب"
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، اليوم الأحد، قصف قوات "الدعم السريع" روضة أطفال ومستشفى في مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد "جريمة حرب متكاملة".
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها رئيس الوزراء مع أسر الضحايا وحاكم ولاية جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم والمدير التنفيذي لمحافظة كلوقي عصام الدين النونو، حسب وكالة الأنباء السودانية.
ووصف إدريس حادثة قصف روضة أطفال ومستشفي بكلوقي من قبل "الدعم السريع" بـ"العمل البربري المتوحش".
وأضاف أن "الحادثة تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وأنها تؤكد في الوقت ذاته أن المليشيا قد استوفت جميع قواعد تصنيفها كتنظيم إرهابي يستهدف المدنيين ولو كانوا في عمر أطفال الرياض".
وناشد رئيس الوزراء السوداني "المنظمات الدولية والحقوقية لإدانة هذه الحادثة البشعة وغير المسبوقة واللاإنسانية، التي ارتكبتها المليشيا المتمردة ومن يقف وراءها بالتخطيط والتمويل والتدريب".
وتعهد إدريس بـ"تقديم الدعم الكامل للضحايا والمتضررين ومساندة الولاية بالسبل الممكنة كافة لتحقيق النصر والاستقرار".
والجمعة، اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات "الدعم السريع" بارتكاب مذبحة بمدينة كلوقي، في ولاية جنوب كردفان.
ولم يصدر عن "قوات الدعم السريع" والحركة الشعبية المتحالفة معها أي تعليق بهذا الخصوص، لكنهما عادة ما يدعيان تجنب إلحاق أذى بالمدنيين خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أسابيع، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
استهدفت منشآت مدنية
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السودانية، الأحد، تصدي قوات الجيش لهجوم من "قوات الدعم السريع" بالمسيرات على منشآت خدمية بمدينة الدمازين مركز ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد.
وقالت حكومة ولاية النيل الأزرق في بيان: "تصدت القوات المسلحة لاستهداف مليشيا الدعم السريع الإرهابية للأعيان المدنية في مدينة الدمازين".
وأدانت الولاية "بأشد العبارات الهجوم الذي شنّته مليشيا الدعم السريع (بالمسيرات)، ومحاولتها استهداف محطة الكهرباء"، دون تفاصيل عن الخسائر.
وأشارت إلى أن محطة الكهرباء "منشأة خدمية حيوية يعتمد عليها المواطنون في توفير المياه وتشغيل المستشفيات ومراكز غسيل الكلى ورعاية الأطفال حديثي الولادة".
كما شددت على أن "هذا الاعتداء السافر على الخدمات الأساسية يعكس استخفافاً واضحاً بحياة المدنيين واحتياجاتهم الإنسانية".
الولاية طمأنت المواطنين بأن "الأوضاع تحت السيطرة، والقوات المسلحة تقوم بواجبها الكامل في بسط الأمن والاستقرار، وحماية الأرواح والممتلكات، ومنع أيّ محاولات لجرّ البلاد نحو الفوضى".
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.















