وقالت مصادر طبية وشهود عيان مساء الأربعاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب عدة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عبر إطلاق نار مباشر وتوغلات عسكرية شمالي ووسط وجنوبي القطاع.
وأفادت المصادر بوصول جثماني كرم زنون (16 عاماً) وجهاد شقفة (17 عاماً) إلى مستشفى ناصر بخان يونس، بعد إصابتهما برصاص جيش الاحتلال في منطقة المواصي شمالي رفح، حيث تعذر إسعافهما بسبب خطورة المكان الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، توغلت قوة إسرائيلية، تضم آليات وجرافات ومشاة، مئات الأمتار داخل منطقة "الترنس" ومحيط مخيم جباليا شمالي القطاع، ونفذت أعمال تجريف ودفع للمكعبات الخرسانية المستخدمة فواصل بين مناطق الانسحاب والتمركز، وسط إطلاق نار كثيف.
وأدى إطلاق النار إلى استشهاد الطفل زاهر ناصر شامية (16 عاماً) متأثراً بإصابته الخطيرة، بعد فشل طواقم الإسعاف في الوصول إليه.
وفي هجوم آخر، وصل إلى المستشفى جثمانا رجل وامرأة إثر استهدافهما بإطلاق نار مباشر من رافعات عسكرية نُصبت قرب مخيم حلاوة للنازحين في بلدة جباليا.
كما أصيب 5 فلسطينيين بينهم طفلان، في هجمات منفصلة نفذتها طائرات مسيّرة ومدفعية إسرائيلية وسط وجنوب القطاع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكبت إسرائيل 738 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار حتى الثلاثاء، خلّفت 386 شهيداً فلسطينياً.
غرق مئات الخيام لليوم الثاني
ولليوم الثاني على التوالي، تسببت أمطار غزيرة وتأثير منخفض جوي جديد في غرق مئات خيام النازحين في مختلف مناطق قطاع غزة، وفاقمت معاناة نحو 250 ألف أسرة تقيم في مخيمات مكتظة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وتحولت مئات الخيام منذ ساعات الفجر إلى برك مياه، غمرت الفراش والملابس والطعام، وشرّدت مئات العائلات في العراء وسط برد شديد.
وأعلن الدفاع المدني، الخميس، إخلاء عشرات الخيام التي غمرتها المياه بالكامل في رفح جنوبي القطاع، محذراً من تدهور أكبر في حال استمرار المنخفض الجوي من دون توفير مساكن مؤقتة بديلة.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي سابقاً أن نحو 93% من خيام القطاع لم تعد صالحة للسكن، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً، وقد تهالكت بفعل القصف الإسرائيلي أو عوامل الطقس.
عامان من الحرب
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا يزال الواقع الإنساني في غزة على حاله، وفق ناشطين ومصادر محلية، بسبب القيود الإسرائيلية المشددة على دخول شاحنات المساعدات.
وتسببت حرب الإبادة التي شنَّتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى سريان وقف النار، في أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، و171 ألف جريح، ودمار واسع طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر تقدَّر بنحو 70 مليار دولار.
ويواجه النازحون اليوم مزيجاً من الرصاص والبرد والسيول، في ظل انعدام المأوى الآمن واستمرار الخروقات الإسرائيلية التي تزيد من تعقيد المشهد الإنساني في غزة.


















