وقال ترمب في منشور على منصته تروث سوشيال إنّ الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في البحر الكاريبي، مشيراً إلى أن الأسطول البحري الأمريكي المنتشر في المنطقة، الذي يحيط بفنزويلا بالكامل، “سيزداد حجماً” حتى تعيد كاراكاس “النفط والأراضي والأصول التي سرقتها من الولايات المتحدة”.
واتهم ترمب حكومة مادورو باستخدام عائدات النفط لتمويل “إرهاب المخدرات والاتجار بالبشر وعمليات القتل والاختطاف”، محذراً من أن فنزويلا ستتعرض لـ”صدمة غير مسبوقة” ما لم تستجِب للمطالب الأمريكية.
“سيناريو فيتنام”
من جهته، قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، في مقابلة مع شبكة نيوزماكس، إنّ الولايات المتحدة قد تخاطر بتكرار سيناريو فيتنام في حال لجأت إلى استخدام القوة العسكرية ضد فنزويلا.
في المقابل، وصفت الحكومة الفنزويلية، الأربعاء، إعلان ترمب بأنه “غير عقلاني” وأنه ”تهديد بشع”، معتبرة أن واشنطن تسعى إلى فرض “حصار عسكري بحري مزعوم” بهدف “سرقة ثروات الشعب الفنزويلي”.
وجاء ذلك بعد أيام من استيلاء قوات أمريكية على ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، وهو ما دفع كاراكاس إلى تقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، منددة بما وصفته بـ”قرصنة برعاية دولة” واستخدام غير مشروع للقوة العسكرية، ومطالبة بالإفراج عن طاقم السفينة المحتجز.
واعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الانتشار العسكري الأمريكي قرب بلاده يأتي ضمن خطة للإطاحة بحكومته والاستيلاء على النفط الفنزويلي، تحت غطاء مكافحة المخدرات.
ونقلت وكالة رويترز عن مادورو قوله إنّ “الإمبريالية واليمين الفاشي يسعيان لاستعمار فنزويلا والسيطرة على ثرواتها من النفط والغاز والذهب”.
وتنتج فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، نحو مليون برميل يومياً، لكنها تواجه منذ عام 2019 حظراً أمريكياً أجبرها على بيع نفطها بأسعار مخفضة في السوق السوداء.
النفط يصعد بعد قرار ترمب
وعقب إعلان ترمب، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من 1% لتصل إلى 56.08 دولار للبرميل، بزيادة قدرها 1.5%.
كما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن بيانات تتبع السفن، بأن تهديدات واشنطن بالمصادرة عطلت حركة ناقلات تنقل النفط الفنزويلي إلى الصين وكوبا، حيث بقيت عدة سفن راسية في المواني، فيما غيرت أخرى مسارها.
وفي السياق ذاته، جددت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية تحذيرها الطائرات المدنية من التحليق في المجال الجوي الفنزويلي، بسبب مخاطر مرتبطة بنشاطات عسكرية قد تهدد سلامة الطيران في جميع الارتفاعات، بما في ذلك الإقلاع والهبوط.
ويأتي ذلك فيما تُواصِل الولايات المتحدة حشد قواتها في البحر الكاريبي، حيث نشرت حاملة طائرات وسفناً حربية، ونفذت طائرات عسكرية أمريكية طلعات قرب الساحل الفنزويلي خلال الأسابيع الماضية.
وتقول واشنطن إنّ هذا الانتشار يهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات، متهمة مادورو بقيادة شبكة تهريب، وهو ما تنفيه كاراكاس، معتبرة أن الهدف الحقيقي هو تغيير النظام والسيطرة على الموارد النفطية.
ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على مادورو.
وفي واشنطن، دافع وزيرا الدفاع بيت هيغسيث والخارجية ماركو روبيو، أمام الكونغرس، عن الغارات الجوية التي استهدفت سفناً يشتبه بتهريبها المخدرات في منطقة الكاريبي، مؤكدين أنها “مهمة وناجحة للغاية”.
غير أن هذه العمليات أثارت جدلاً واسعاً، إذ حذر مشرعون، من بينهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، من أن السرّية والتصعيد العسكري قد يجرّان الولايات المتحدة إلى صراع جديد دون أفق واضح.
ومن المتوقع أن يصوّت مجلس الشيوخ قريباً على قرارات تهدف إلى تقييد قدرة الرئيس ترمب على شن عمل عسكري ضد فنزويلا دون موافقة الكونغرس.


















