وتُعقد القمة على مستوى رؤساء الدول بدعوة من قطر ودعم من تركيا، بصفتها رئيسة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
وستبحث القمة، إلى جانب الهجوم الإسرائيلي على قطر، استمرار الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك سياسات الاحتلال والضم.
ومن المتوقع أن يشدد القرار المزمع اعتماده في القمة على ضرورة الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على غزة والدول المجاورة، بالاستناد إلى القرارات السابقة الصادرة عن القمتين الطارئتين السابقتين (اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الـ51 في إسطنبول بتاريخ 21-22 يونيو/حزيران 2025، واجتماع وزراء الخارجية الطارئ الـ21 في جدة بتاريخ 25 أغسطس/آب 2025).
وتُعَدّ هذه القمة الثالثة ضمن القمم الطارئة المشتركة للمنظمتين، التي بدأت عقب تصعيد إسرائيل لهجماتها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على غزة، وتوسيعها لاحقاً لتشمل لبنان وسوريا واليمن وإيران، إذ سبق وعُقدت القمتان السابقتان في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 و11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في الرياض.
وفي الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية الذي سيُعقد في الدوحة بعد غد الاثنين سيجري بحث مشروع القرار المزمع تقديمه للقمة الطارئة، ومن المتوقع أن يتناول خطاب وزير الخارجية التركي في الاجتماع تأكيد بلاده تضامنها مع قطر في مواجهة الاعتداء الذي شنته إسرائيل، والتشديد على أن هذا الاعتداء لم يستهدف جهود السلام فحسب، بل استهدف سيادة قطر ووحدة أراضيها.
وسؤكد وزير الخارجية التركي أن الهجوم أظهر مجدداً أن حكومة نتنياهو لا تهتم بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وسيذكر أن تركيا حذّرت منذ اليوم الأول من أن عدوان إسرائيل على فلسطين لن يقتصر عليها، وأن سياساتها التوسعية تهدد المنطقة بأسرها.
وسيشير الوزير التركي إلى أن إسرائيل تسعى لإجهاض حل الدولتين، وتستغل الوضع القائم في المناطق المجاورة لأهداف سياسية، كما سيؤكد ضرورة أن تتحرك دول المنطقة والقوى العالمية المؤثرة بتنسيق لإظهار رد قوي على إسرائيل.
وسينوّه فيدان بأنّ عديداً من الدول أعلنت مؤخراً نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، وسيدعو لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل بالتزامن مع هذا الزخم، بالإضافة إلى التشديد على أن وقف الإبادة في غزة والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم لا يزالان أمرين ملحّين.
وسيركز الخطاب على الدعوة لاستثمار موجة الاعتراف المتزايدة بفلسطين لتعزيز الجهود الرامية إلى حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتأسست منظمة التعاون الإسلامي خلال قمة عُقدت في 25 سبتمبر/أيلول 1969 بمدينة الرباط، رداً على إحراق المسجد الأقصى الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتُعتبر تركيا إحدى الدول الـ25 المؤسِّسة للمنظمة، إذ افتتحت بعثتها الدائمة لدى المنظمة في جدة في 24 يوليو/تموز 2015.
وتضم المنظمة حالياً 57 دولة عضواً، وهي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتمثل المسلمين حول العالم. وتتمتع 5 دول (روسيا الاتحادية، والبوسنة والهرسك، وتايلاند، وقبرص الشمالية، وجمهورية إفريقيا الوسطى) بصفة مراقب فيها.
وتولت تركيا رئاسة مجلس وزراء الخارجية لمدة عام عقب استضافتها الاجتماع الـ51 للمجلس في إسطنبول يومَي 21-22 يونيو/حزيران 2025.